اعتبر أن مخرجات «أستانا» ستبقى حبراً على ورق إذا لم تلتزم تركيا بنتائجها … المقداد: الحرب خلَّفتْ تجربة مريرة على السوريين والدولة تبذل جهوداً جبارة لتحسين الوضع الإنساني
| وكالات
أكد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد ضرورة بناء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب يعمل فيه الجميع تحت مظلة مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن سورية تنطلق في دعوتها هذه من تجربة حقيقية لأن الحرب عليها كانت في إطارها الأوسع جزءاً من محاولات الغرب لإبقاء سيطرته على العالم، ورغم أن هذه الحرب فشلت في تحقيق أهدافها بما في ذلك كسر إرادة سورية وعزلها عن محيطها وعن العالم لكنها خَلَّفت تجربة مريرة وباهظة الثمن على الشعب السوري، الذي يعاني منذ أكثر من 11 عاماً وحشية إرهاب منظم ترعاه دول معروفة واحتلال وتدخل عسكري وحصار اقتصادي وإجراءات قسرية أحادية الجانب لا ترحم.
وقال المقداد في كلمة سورية أمس أمام الدورة الـ 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة: «نلتقي في ظل أوضاع حساسة وخطرة على الصعيد الدولي، حيث تزداد الحروب والنزاعات والتهديدات للسلم والأمن الدولي وينتشر الإرهاب والفوضى ويتعرض الاقتصاد العالمي والأمن الغذائي للخطر ويتسارع تغير المناخ، واللافت أن كل ذلك يأتي نتيجة إصرار بعض الدول على فرض هيمنتها على دول أخرى ونهب مواردها وثرواتها والسعي لتحقيق أجنداتها الضيقة، بما في ذلك عبر الاستثمار في الإرهاب وفرض الحصار الاقتصادي واستخدام الأسلحة الفتاكة، ضاربة عرض الحائط بكل ما أجمعت عليه البشرية من قوانين وأعراف دولية».
وأوضح المقداد أنه في الوقت الذي كنا نأمل فيه تحقيق السلام والاستقرار في منطقتنا شهدنا مزيداً من الممارسات الإسرائيلية التي دفعت المنطقة إلى مستويات غير مسبوقة من التوتر وعدم الاستقرار، وأشار إلى أن أي وجود عسكري غير شرعي على الأراضي السورية هو مخالف للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة ويجب أن ينتهي فوراً من دون قيد أو شرط، كما أن محاربة الإرهاب بمختلف أشكاله وتفرعاته والقضاء عليه بشكل نهائي لا يمكن أن تتم إلا بالتعاون والتنسيق مع الدولة السورية، وفي إطار احترام سيادتها واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، لافتاً إلى أن سورية انتهجت منذ بداية الأزمة في عام 2011 خيار التسويات والمصالحات الوطنية المحلية كطريق لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها في مختلف ربوع الوطن وتعزيز الوحدة الوطنية وتماسك المجتمع السوري.
ولفت المقداد إلى أنه بالتوازي مع ذلك تعاملت سورية بإيجابية مع الجهود والمبادرات التي قدمت في إطار المسار السياسي، وفي هذا الصدد تجدد دعمها للاجتماعات التي تعقد بصيغة أستانا، كما ترحب بنتائج قمة طهران التي عقدت في التاسع عشر من تموز الماضي والتي تم التأكيد فيها على الالتزام بسيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها وعلى الوقوف ضد المخططات الانفصالية وعلى القضاء النهائي على المجموعات الإرهابية، مبيناً أن كل ذلك يبقى حبراً على ورق إذا استمرت تركيا بعدم الالتزام بهذه النتائج قولاً وفعلاً وبعدم تنفيذها لمخرجات أستانا السابقة.
وشدد المقداد على أن الدولة السورية تبذل جهوداً جبارة لتحسين الوضع الإنساني على الأرض وإعادة بناء ما دمره الإرهاب وتسهيل عودة اللاجئين، وتحرص على تقديم كل التسهيلات للأمم المتحدة لتحسين وتعزيز إيصال المساعدات الإنسانية لمحتاجيها ولتنفيذ مشاريع التعافي المبكر التي نص عليها قرار مجلس الأمن 2642 الذي يشكل رغم التحفظات عليه، خطوة إضافية نحو تحسين الوضع الإنساني في سورية وزيادة القدرة في الحصول على الخدمات الأساسية، لكن ذلك يتوقف على مدى تنفيذ الدول الغربية لما جاء في القرار بخصوص توسيع نطاق الأنشطة الإنسانية، بما في ذلك مشاريع التعافي المبكر.
المقداد اختتم أمس سلسلة لقاءاته الرسمية بلقاء مع رئيس الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة المجري تشابا كوروشي، كما التقى وفداً من الجالية السورية في الولايات المتحدة الأميركية.