يفرح المرء عندما يسمع بأن ترتيب سلة بلده قد تقدم 11 مرتبة على المستوى العالمي، ولكن سرعان ما يبدأ التراجع النسبي للفرحة عندما يعلم أن سلته، وبعد القفزة النوعية أصبحت في المركز 70 في التصنيف العالمي الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة السلة FIBA.
اللافت أن التصنيف جاء بناء على نتائج منتخب الرجال في المسابقات القارية والعالمية، والغريب أن منتخبنا صاحب القفزة النوعية تعرض لسلسلة من الخسارات التاريخية والقياسية في ذلك العام..!
وهل هناك أقسى من أن يخسر المنتخب مبارياته الثلاث التي لعبها على أرضه.؟! وهل هنالك أغرب من أن يتعرض ذلك المنتخب لخسارة بفارق تجاوز (دبل سكور).؟! وهل هناك أمرّ من أن يتلقى المنتخب خسارة على أرضه وأمام جمهوره بفارق (35) نقطة..؟! وهل هناك أصعب من أن يتعرض المنتخب للخسارة خارج أرضه بفارق (64) نقطة..؟! وهل هناك أبشع من أن تدخل في سلة المنتخب 27 ثلاثية خلال مباراة واحدة، وأن تكون تلك الحالة قياسية على المستوى الآسيوي، بعدما تصدرت الموقع الرسمي للاتحاد الدولي كواحدة من أغرب الحالات..؟!
إذا كان منتخبنا وبعد كل هذه الضربات الموجعة والتي أدت لخروجه من الدور الأول للتصفيات المؤهلة لكأس العالم، وعدم قدرته على تجاوز الدور الثاني للبطولة الآسيوية، قد قفز 11 مرتبة في التصنيف، فلا شك أن تقدمه قد جاء على حساب من كان حاله أسوأ، فهل المطلوب أن نفرح ونطبل ونهلل لتقدمنا في التصنيف العالمي ونحن في المركز 70..؟! وهل أصبح هذا المركز المتراجع عالميا طموحنا..؟!
القصة باختصار يعرفها وعاشها الجميع في حالة إجماع على الصورة المهزوزة، بل الضعيفة لمنتخبنا الذي أخفق في تقديم نفسه دوليا، وسط التخبطات التي شهدها على مستوى المدربين واللاعبين أيضا، ما يؤكد أن منتخبنا ليس بخير، وإذا كان منتخب الرجال هو مقياس تطورنا السلوي فنحن في وهم كبير، منتخب الرجال بحاجة لإعادة نظر في أعمار اللاعبين على الأقل، قبل الدخول في الجوانب التدريبية والإدارية والتحضيرية والتأهيلية، في الوقت الذي تعيش فيه منتخبات الفئات العمرية أصعب أيامها، وأسوأ نتائجها، وهي التي تمثل مستقبل سلتنا الطامحة بالعودة إلى ألقها، ولذلك دعونا من الإنجازات الوهمية، ولنفكر بطريقة عقلانية.
وعندما تكون سلة فئاتنا العمرية في وضع حرج، فهذا يعني أن سلتنا ليست بخير، والمطلوب وقفة مصارحة مع الذات، والبحث في كيفية رفد المنتخب بمواهب شابة واعدة قادرة على تحسين الصورة الدولية للمنتخب الأول، وعدم التعرض للخسارات القياسية، والنتائج التاريخية.
وكفانا إنجازات آنية ووهمية.