برعاية وزارة الثقافة وبالتعاون مع المركز الثقافي الروسي، افتتح غاليري «ليليت آرت» معرضه الأول في قصر الأمير عبد القادر الجزائري بدمشق. وجمع المعرض التجارب التشكيلية المختلفة للفنانين عصام درويش الذي شارك بتسع لوحات، وإسماعيل نصرة بعشرة أعمال، وعمار الشوا بعشرة أعمال أيضاً.
كما تميز بروحه الجديدة التي جمعت عبق التاريخ وأصالة الفن الحديث فخلقت حالة من الألفة الساحرة التي أخذت الحاضرين في رحلة بأعماق عوالم أخرى يهيم فيها ألق الماضي العتيد، فهذا القصر الذي لطالما كان ملجأً آمناً لكل من احتمى فيه، عاد اليوم ليكون بيتاً دافئاً للفن والحضارة حتى بدا لوحةً دمشقية ملونة بألوان المحبة والسلام.
خصوصية مميزة
وبتصريح خاص لـ«الوطن» بينت مديرة غاليري «ليليت آرت» آني ديب أن: «هذا المكان له خصوصية مميزة عند الجميع ونحن أحببنا أن نمزج بين الفن القديم والحديث فاخترنا قصر الأمير عبد القادر الجزائري لنقيم معرضنا الأول وجمعنا ثلاثة فنانين عمار الشوا، عصام درويش، إسماعيل نصرة، الذين قدموا هذه الأعمال المميزة والجميلة ونحن نفتخر بهؤلاء الفنانين وهم من أهم التشكيليين في الوطن العربي والفن وسيلة تواصل بين الجميع ومن خلاله نستطيع إيصال فكرة ورسالة إلى العالم».
وأضافت: «بحكم العلاقات القوية بين روسيا وسورية أحببنا أن نكون مع بعضنا أيضاً في هذا اليوم، فالتبادل الثقافي والفني ضروري جداً ويجعلنا نتعرف على فنون الشعوب الأخرى ويخلق مساحات فكرية ومعرفية واسعة تغني وتثري أذهان الفنانين».
أهمية خاصة
وبدوره قال مدير المركز الثقافي الروسي في دمشق نيكولاي سوخوف إن: «معرض اليوم جميل ومهم جداً وهناك إقبال كبير من جانب محبي الفنون التشكيلية من السوريين والأجانب، وهذا المعرض مميز من ناحية المكان والمضمون فاللوحات رائعة ومتنوعة جداً».
وأكد الأهمية الخاصة لقصر الأمير عبد القادر الجزائري بالنسبة لروسيا، حيث احتمى في هذا المكان الدبلوماسيون الروس في أثناء أحداث منتصف القرن التاسع عشر وكان هذا القصر الملجأ لهم، مشيراً إلى أن مالكه اليوم سمير الغضبان سوري- روسي ويجري التعاون معه بمشاركة مختلف الجهات الثقافية والفنية في سورية بدءاً من وزارة الثقافة والغاليريات الخاصة.
وعن إمكانية إقامة معرض مشترك بين فنانين روسيين وسوريين أوضح أنه: «في السنة الماضية أقمنا مثل هذه التجربة، حيت أحضرنا ثلاثة فنانين روس ليقيموا معرضاً في دمشق وورشة عمل لطلبة المعهد العالي للفنون وقريباً هناك دفعة مؤلفة من ستة فنانين سوريين سيذهبون إلى روسيا ليقيموا معرضاً مشتركاً مع ثلاثة فنانين روسيين رسموا انطباعاتهم عن دمشق».
موضوع الجوكر
وأشار الفنان التشكيلي إسماعيل نصرة إلى أنه شارك بموضوع «الجوكر» الذي يمثلنا بشكل كبير، فجميعنا اليوم نرتدي أقنعة ونظهر عكس ما نخبئ في داخلنا، والجوكر بشكل خاص يمنح السعادة والفرح للآخرين على المسرح، لكنه يعود إلى منزله حزيناً لذلك هو يشبهنا بشكل أو بآخر وهذا ما أثر فيه وبفنه التشكيلي فرسم العديد من اللوحات حول هذا الموضوع.
وبين أن رسم موضوعات تخص الجوكر تحتاج إلى ألوان جريئة وفيها تضارب قليلاً لكن في لوحات أخرى ليس من الضروري أن أستخدم الألوان ذاتها فالموضوع هو الذي يفرض التنكنيك واللون.
ولفت إلى أنه يجب الخروج عن المألوف في لوحاته ليقدم فيها أشياء جديدة وغير نمطية باستخدام تقنيات مختلفة، وأنه لا يحب التقيد بمدرسة وأسلوبية واحدة في الرسم فيعمل كما يوجهه إحساسه.
العبق التاريخي
أما الفنان عصام درويش فكشف أنه: « القصد من اجتماعنا في هذا البيت الجميل هو إظهار أهميته وتعريف الجمهور به لخلق هذه التوليفة بين الفن المعاصر والعبق التاريخي، فقصر الأمير عبد القادر الجزائري له تاريخه العريق وصاحبه كان له سمعة واسعة في العالم وشهد قصره على الكثير من الأحداث التاريخية المهمة والمصيرية، والجمهور الذي قدم اليوم يعرف تجاربنا الفنية لكن معظمه آتى ليشاهد عظمة هذا المكان».
آلية تفكير
وأوضح الفنان عمار الشوا أن: «الفنان لا يفكر كثيراً باللون الذي سيختاره وغالباً ما يكون ذلك نابعاً من روحه وإحساسه فيستخدم الألوان التي تناسب الفكرة والموضوع، واللون البنفسجي مع بعض المكونات والعناصر أجد أنه مرتبط بآلية تفكير متوازنة ولطيفة وخط تواصل مع الناس واضح وصريح وهذه إحدى وظائف الفن».
وأضاف: «دائماً ما يكون في لوحاتي رمزية خاصة لطائر الشحرور الذي يذكرنا بالحياة يومياً فأوظفه كطائر الفينيق، حيث لا أرى أنه من الضروري أن يجسد دائماً بشكل أسطوري وخيالي فقد يصور كشحرور أو سنونو مثلاً».
مساحة جديدة
أما الفنان مصطفى علي فأعرب عن إعجابه الشديد بهذا المكان الجميل جداً والأعمال الموجودة التي تراوحت بين التعبيرية والواقعية باستخدام الكثير من الألوان الحرة والجريئة.
وقال: «المعرض تميز بوجود ثلاثة فنانين قدم كل منهم تجربته الخاصة وهذه الفرصة جميلة بأنه أصبح هناك اليوم مساحة جديدة لعرض الأعمال الفنية».