رياضة

استقالتان في اتحاد السلة والمكتب التنفيذي يتهاون ويبحث عن «الترند» والشارع الرياضي يؤكد وجود مسرحية هزلية

| مهند الحسني

يبدو أن تأجيل المكتب التنفيذي البت بطلب استقالة رئيس اتحاد كرة السلة طريف قوطرش كما كان مقرراً فتح الطريق أمام استقالة جديدة كان بطلها أمين سر الاتحاد شحادة آل رشي الذي سلمها لرئيس المكتب المختص في اليومين الماضيين وكانت أكبر دليل على حالة التخبط وعدم الاستقرار التي يعيشها الاتحاد منذ وصوله لمركز صنع القرار.

ورغم أن المكتب التنفيذي اجتمع في اليومين الماضيين بجلسة وصفت بالاستثنائية غير أنه لم يتطرق لموضوع استقالتي رئيس اتحاد السلة وأمين سره وهذا ما يؤكد بأن المكتب التنفيذي يحاول أن يفصّل ويخرج مسرحيته القادمة على نار هادئة بأن ما يجري من تريث وترو ما هو إلا محاولة لتمرير الوقت وامتصاص نقمة الشارع الرياضي على عمل الاتحاد.

حماسة كبيرة

فالمكتب التنفيذي الذي أبدى تجاوباً كبيراً وحراكاً لم نشهد له مثيلاً وحماسة منقطعة النظير مع استقالة رئيس اتحاد كرة السلة السابق جلال نقرش عندما عقد الاجتماعات وأطلق الوعود ودعا إلى جمعية عمومية للبت فيها وكأن اتحاد السلة السابق هو سبب تراجع مستوى السلة السورية ومن غيره ستكون بخير، هو المكتب التنفيذي نفسه الذي يقوم بكتابة فصول مسرحية هزلية جديدة بعدما قام بوضع استقالة رئيس اتحاد كرة السلة الحالي في مغارة علي بابا وكأن الأمر لا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد متناسياً بأنه بفعلته هذه يلحق الضرر بمفاصل السلة السورية وأنديتها المقبلة على مرحلة جديدة وسوق انتقالات مفعم بالصفقات وهي بحاجة لمؤتمر يضبطها بقراراته ويضعها على الطريق الصحيح، ونسي المكتب التنفيذي بعدم اتخاذه القرار المناسب بحق رئيس اتحاد منيت السلة السورية بعهده بخسارات ما أنزل اللـه بها من سلطان لم تلحق بها منذ نشأتها بأن سلتنا ستدخل في مرحلة من عدم الاستقرار.

والمكتب التنفيذي في تعاطيه وتراخيه هذا بات وكأنه يرغب في ركوب موجة «الترند» والبحث عن الشهرة باتت هي سمة الحدث، فالشهرة لا تأتي بسبب تبني أشخاص فشلوا في تقديم أي شيء جديد للرياضة السورية وإنما تأتي على أعقاب إنجازات وإشراقات وبطولات، فهل عجز المكتب التنفيذي عن ذلك حتى بات يبحث عما يلمع صفحته ولو كان ذلك على حساب الرياضة السورية.

استقالتان وسيناريو قادم

بعد استقالة رئيس اتحاد كرة السلة لم ينتظر أمين السر طويلاً فتقدم هو الآخر باستقالته في مشهد يدل على أن حال المؤسسة لم يكن على ما يرام، بل بأن الكثير من القرارات لم يكن جماعياً.

ما يتداوله البعض أن الاستقالتين غايتهما التمهيد لحل الاتحاد الحالي تمهيداً لتفصيل اتحاد جديد يناسب تطلعات رئيسه المستقيل، وبأن الأسماء القادمة بالتعيين باتت معروفة وجاهزة لتسلم مهامها، ما يؤكد بأن استقالة رئيس الاتحاد ليست إلا مناورة مكشوفة ومفضوحة هدفها قياس مستوى دعم المكتب التنفيذي له بعد أن شابت علاقة الطرفين بعض التوترات نتيجة إخفاق اتحاد كرة السلة في تحقيق أي إضافة للواقع الرياضي البائس الذي نعيشه.

فالاتحاد الرياضي بأمس الحاجة لانجاز ولو كان متواضعاً على مستوى الألعاب الجماعية التي تراجعت نتائجها بشكل كبير في السنوات الأخيرة ولأن كرة السلة ورئيسها المستقيل كانا الأقرب لعين المكتب التنفيذي وقلبه فقد حظيا بدعم غير مسبوق على أمل إخراج الزير من البير، إلا أن النتائج كانت مخيبة والأخطاء متكررة والمصاريف باهظة، فثبت أن الرهان كان خاسراً لم يلب الطموحات ولم يحقق الوعود أو الشعارات وهو ما انعكس على حجم الدعم المادي والمعنوي.

فالطلبات المجابة في بداية فترة عمل الاتحاد لم تعد كذلك مؤخراً والميزانية المفتوحة والمعسكرات اللازمة والترفيهية والتسويقية أصبحت تخضع للدراسة والتدقيق والاعتذار لأنها لم تضف شيئاً يبيض وجه رياضتنا أو ينقذها من الفشل الغارقة فيه.

خلاصة

أمام كل ذلك يتضح تماماً أن الأمور لم تكن بخير وبأن ظاهر الأمور مغاير لواقعها وهو ما ثبت بالاستقالتين اللتين سيتبعهما المزيد غالباً في الأيام القليلة القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن