عاد المستشار الألماني أولاف شولتس إلى برلين باتفاقيات طاقة محدودة بعد زيارة استمرت عدة أيام إلى السعودية والإمارات وقطر لبحث اتفاقيات جديدة في مجال الطاقة، ضمن مساعي برلين للبحث عن مصادر بديلة من الطاقة الروسية التي كانت حتى وقت قريب أكبر مصدر للغاز الطبيعي لأوروبا.
وتواجه ألمانيا، أكبر اقتصاد أوروبي، أزمة محتملة في شح الطاقة خلال فصل الشتاء، في حال لم تنجح بتوقيع عقود تغنيها عن الغاز الروسي، إلى جانب النفط والمشتقات.
وبحسب ما رشح من تصريحات وبيانات صحفية أوردتها وكالة الأنباء السعودية «واس»، فإن زيارة شولتس لم تفضِ على ما يبدو إلى توقيع اتفاقيات في مجال الطاقة.
والسعودية أكبر منتج للنفط الخام في «أوبك» بمتوسط يومي 11 مليون برميل يومياً، وأكبر مصدّر للخام عالمياً بمتوسط يومي 7 ملايين برميل، بحسب بيانات رسمية.
ولم تخفِ ألمانيا السبب الرئيس لزيارة شولتس لدول الخليج، قائلةً على لسان متحدث الحكومة إن الطاقة تتصدر المحادثات، وإنّ رجال أعمال ورؤساء شركات ألمانية في قطاع الطاقة رافقت المستشار الألماني.
ولم تشر ألمانيا أو السعودية إلى أي اتفاقات جديدة بشأن الطاقة خلال الفترة المقبلة، وهو ما أثار علامات استفهام إزاء طبيعة العلاقة بين البلدين.
وبخلاف السعودية، وحسب ما أوردت تفاصيله وكالة الأنباء الإماراتية «وام» جاءت رحلة المستشار الألماني والوفد المرافق إلى الإمارات مليئة باتفاقيات في قطاع الطاقة.
وتوصلت شركة «أدنوك» الإماراتية، الأحد الفائت، إلى اتفاق مع شركة «ويهلم هوير جي إم بي إتش» على شروط توريد نحو 250 ألف طن شهرياً من وقود الديزل خلال 2023.
وتم توقيع اتفاقية شراكة إستراتيجية جديدة في مجال تسريع أمن الطاقة والنمو الصناعي، تهدف إلى تسريع تنفيذ المشاريع ذات الاهتمام المشترك بين الإمارات وألمانيا.
وأبرمت «أدنوك» اتفاقية لتوريد الغاز الطبيعي المسال لشركة «آر دبليو إي» الألمانية، تقوم «أدنوك» بموجبها بتصدير أول شحنة غاز طبيعي مسال إلى ألمانيا وتسليمها في أواخر 2022.
وذكرت الوكالة أن شحنة الغاز المستهدف توريدها سيتم استخدامها في التشغيل التجريبي لمحطة استيراد الغاز الطبيعي العائمة في مدينة برونسبوتل الألمانية.
وخصصت «أدنوك»، وفقاً للاتفاقية، شحنات إضافية من الغاز الطبيعي المسال لعملائها في ألمانيا، سيتم تسليمها في 2023.
ووقّعت «أدنوك»، كذلك، عدداً من الاتفاقيات مع عملاء من ألمانيا، بينهم «استياج جي إم بي إتش» وشركة «أوروبيس ايه جي» لتصدير شحنات تجريبية من الأمونيا المنخفضة الكربون.
والأمونيا تعد وقوداً ناقلاً للهيدروجين، يؤدي دوراً محورياً في الحد من الانبعاثات في القطاعات التي يصعب الحد من انبعاثاتها.
وفي قطر التي تعد إحدى أكبر منتجي الغاز المسال وتعمل على تطوير أكبر حقل للغاز في العالم، وهو حقل الشمال، لم يخرج المستشار الألماني باتفاقيات علنية على الأقل.
وفي تصريح صحفي له، قال شولتس إنه ناقش مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني واردات الغاز المسال، متطلعاً إلى إحداث تقدم أكثر في هذا الإطار، لكن لم يتم الإعلان عن أي اتفاقات في قطر.
وبحسب تقرير لصحيفة «دويتشه فيله» الألمانية، ينخرط البلدان في محادثات صعبة بشأن مدة الاتفاقات المتعلقة بالغاز الطبيعي المسال، وقد أشار شولتس إلى أنه يريد أن يرى تقدماً في هذه المباحثات.
وتشير تقديرات محللين في سوق الطاقة الألمانية أن زيارة المستشار جاءت من دون توقعات السوق المحلية هناك، خصوصاً مع عدم وجود أفق لاستئناف ضخ الغاز الروسي عبر خط «نورد ستريم 1».
وتوقفت شركة «غازبروم» الروسية منذ نهاية الشهر الماضي عن ضخ الغاز عبر الخط إلى ألمانيا، ما جعل الأخيرة تحث الخطا للبحث عن مصادر بديلة.