سورية

الرفض الشعبي يرغم «الإدارة الذاتية» الكردية على إلغاء مناهجها الدراسية في دير الزور

| وكالات

تحت وطأة الرفض الشعبي الواسع لها واحتجاج المعلمين عليها، أصدرت ما تسمى «هيئة التربية والتعليم» في دير الزور التابعة لـما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية، قراراً بإلغاء إقرار مناهجها التي طرحتها في مدارس أرياف دير الزور الخاضعة لسيطرتها.
ومع بدء مدارس «الإدارة الذاتية» للعام الدراسي الجديد في الـ18 من الشهر الجاري، بدأ معلمو المجمعات التربوية التابعة لـ«الإدارة» تنظيم احتجاجات في مدارس أرياف دير الزور كافة، رفضاً للمناهج الجديدة التي أقرتها تلك «الإدارة»، والتأكيد على معارضتهم تدريس هذه المناهج، مع إصدار شيوخ عشائر بيانات تؤكد رفض تدريس هذه المناهج لأبناء المنطقة.
وأوضح المعلمون وفق ما نقل موقع قناة «الميادين» أن قرارهم هذا جاء لأن مناهج «الإدارة» منافية للدين الإسلامي والعادات والتقاليد، وتدعو إلى أفكار غريبة عن المجتمع، إضافة إلى كونها مناهج غير رسمية وغير معترف بها محلياً ودولياً، داعين إلى إلغاء اعتماد هذه المناهج فوراً.
قرار المعلمين وإضرابهم عن التعليم والرفض الشعبي والعشائري لقرار «الإدارة» في أرياف دير الزور الشمالية والشرقية كافة، أرغمها على إصدار قرار بإلغاء اعتماد مناهجها في مدارس دير الزور، مع العودة لتعليم المناهج المعتمدة لدى منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، والقريبة من المناهج الوطنية لوزارة التربية السورية.
ويواجه الطلاب في مناطق سيطرة هيمنة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» التي تسيطر على «الإدارة الذاتية» مشكلة التسرب من التعليم الحكومي، بعد خروج أغلبية مدارس المحافظات الشرقية الثلاث دير الزور، الرقة، والحسكة عن الخدمة، إضافة إلى ريف حلب، وذلك نتيجة لانتشار الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية في هذه المناطق مثل «قسد» وما يسمى «الجيش الحر»، و«جهة النصرة» و«داعش»، أو إقرار «الإدارة الذاتية» الكردية منذ العام 2014 مناهج خاصة بها، ومنع تدريس المناهج الحكومية.
ووفق إحصاءات شبه رسمية، فإن تمسك «الإدارة الذاتية» بإقرار مناهج خاصة بها باللغات الكردية، العربية، السريانية، في الحسكة وريف حلب والرقة، أدى إلى تسرّب نحو مليون طالب من التعليم الحكومي، ومواجهتهم لمستقبل تعليمي مجهول.
وفي الثامن من الشهر الجاري، حظرت «الإدارة الذاتية» الكردية تدريس المناهج الوطنية في جميع المدارس والمعاهد التعليمية الخاصة في مناطق سيطرتها شمال وشمال شرق سورية، وهددت «المخالفين» بفرض غرامة مالية والسجن في خطوة جاءت إمعاناً في السياسة القمعية التي تنتهجها بحق الأهالي وبعد رفض أهالي ومعلمي دير الزور المنهاج الذي فرضته لأول مرة في مرحلة التعليم الأساسي من الصف الأول إلى التاسع للعام الدراسي 2022- 2023، في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وحينها فرضت «هيئة التربية» التابعة لـ«الإدارة الذاتية» الكردية على جميع المدارس والمعاهد الخاصة في مناطق سيطرتها، الحصول على رخصة عمل تشترط منع تدريس مناهج وزارة التربية السورية، ما اضطُر أكثر من 40 مدرسة خاصة ومركزاً تعليمياً يُدرّسون المناهج الوطنية لإغلاق أبوابها في محافظة الحسكة بسبب تهديدات ما تسمى قوات «الأسايش» التابعة لـ«قسد».
ويعتمد آلاف الطلاب في محافظة الحسكة على المعاهد والمدارس الخاصة في دراسة المناهج الوطنية، بعد إغلاق «الإدارة الذاتية» جميع مدارس وزارة التربية في مناطق سيطرتها، وتدريس مناهج خاصة بها تتعلق بفلسفة صعبة الفهم بعيدة عن التعاليم الوطنية وتناقض كذلك العقيدة الإسلامية.
وخلال العام الماضي، اعتقلت «الأسايش»، العديد من المدرسين بتهمة «تدريس مناهج وزارة التربية السورية» «المحظورة» من قبل «الإدارة الذاتية، لطلاب المرحلة الثانوية في محافظة الحسكة.
وفي العشرين من أيلول الجاري شارك العديد من المدرسين بوقفة احتجاجية في مجمع غرانيج التربوي بمنطقة الشعيطات، ضمن مناطق سيطرة «قسد» بريف دير الزور الشرقي، رفضاً للمنهاج التعليمي الجديد الذي وضعته «الإدارة الذاتية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن