سلط تقرير الضوء على الممارسات الإرهابية لمرتزقة النظام التركي في المناطق التي تحتلها قواته في شمال سورية وخاصة في عفرين شمال غرب حلب، كاشفاً عن تعاون بين هؤلاء المرتزقة وما تسمى «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي ولاسيما في مجال الاستيلاء على ممتلكات الأهالي وقطع أشجارهم لبيعها حطباً لـ«الهيئة» التي تحتكر هذه التجارة في مناطق ادلب.
وحسب تجار في إدلب، فإن معدّل إدخال «تحرير الشام» للحطب من أشجار عفرين؛ بالتنسيق مع ما يسمى «الجيش الوطني» الموالي للاحتلال التركي، زاد خلال الأسبوعين الأخيرين، بواقع 30 بالمئة عن متوسّط عمليات التوريد التي شهدها شهرا أيلول وتشرين الأول العام الماضي، مؤكدين أن «الهيئة» تحتكر عمليات شراء الحطب من عفرين، بالتنسيق مع مرتزقة الاحتلال فيها وتنقله إلى إدلب، وفي المقابل هناك تقييد لاستيراد الحطب من تركيا مع رخص أسعار القادم منه من عفرين، وذلك وفق ما ذكرت وكالة «نورث برس» الكردية التابعة لميلشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد».
وتشهد منطقة عفرين، منذ احتلالها من النظام التركي في آذار 2018 بعد رفض «قسد» حينها تسليمها للجيش العربي السوري للدفاع عنها وانسحابها منها دون مقاومة تذكر، عمليات تحطيب جائرة، طالت أشجار زيتون وغابات حراجية.
وفي وقت سابق، تحدثت إحصائيات عن أن مليوني شجرة في عفرين اقتُلعت من مرتزقة النظام التركي منذ احتلاله لها إذ أظهر فيديو مصور ومقاطع مرئية، تداولها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي الشهر الماضي تغيّراً كبيراً في الغطاء النباتي، في المنطقة إلى جانب مشاهد لمرتزقة الاحتلال يقطعون أشجاراً حراجية في الحرش المحيط بإحدى البحيرات في ريف عفرين, وحينها، نشر فايز الدغيم، وهو صحفي من تل أبيض بريف الرقة، تسجيلاً مصوّراً على حسابه، في «فيس بوك»، يوثّق قطع آلاف الأشجار خلال ساعات، ضمن حرش البحيرة.
وقال الدغيم، ضمن التسجيل: إن عملية القطع التي طالت مئات الأشجار حول البحيرة، ليست عملاً فردياً، إذ تمّت بواسطة جرّافات، وأنها ليست المرة الأولى، مشيراً إلى أن الأشجار المتبقية والتي لا تكاد تظهر على مرأى العين، قد تتعرّض لعملية قطع جديدة.
وفي سياق التقرير، ذكر علاوي البرجس من مدينة الدانا شمال ادلب أنه قرّر شراء الحطب القادم من منطقة عفرين، لرخص أسعاره، وقال: إن «كميات حطب أشجار عفرين كانت قليلة في الأسواق خلال العام الماضي، في المقابل كانت هناك أنواع أخرى منافسة له وبكثرة ولاسيما حطب قشر الفستق والمشمش والدراق والجوز وغيرها»، ولكن مع اقتراب حلول الشتاء هذا العام، يشاهد تزايد ملحوظ في كميات الحطب المنقول من عفرين.
مهيار اللبودي، تاجر حطب في بلدة بنّش، بريف إدلب، أكد أن ميليشيات «العمشات» و«السلطان مراد» و«فيلق الشام»؛ هي من تتولّى عمليات قطع أشجار عفرين؛ للحصول على الحطب وذلك عبر ورشات خاصة بها.
ويعيد المشهد الحالي إلى الأذهان، جرائم النظام التركي ومرتزقته بحق الأهالي وممتلكاتهم في المناطق التي يحتلونها وينتشرون فيها ولاسيما ابتزازهم مالياً للأهالي والاستيلاء على منازلهم بغية تهجيرهم منها بذرائع وتهم واهية، وذلك في إطار مخططات الاحتلال التركي إحداث تغيير ديموغرافي في التركيبة السكانية للمناطق التي يحتلها.
وفي الثالث عشر من الشهر الجاري، تحدثت مصادر من مدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي والتي يحتلها النظام التركي عن إقدام ميليشيا «فرقة الحمزات» المنضوية في «الجيش الوطني» على قطع الأشجار من حي العبرة في المدينة، بهدف الاستفادة من الحطب وبيعـه مع اقتراب فصل الشتاء.