رياضة

في بطولة الأندية العربية.. سيدات الثورة قدمنَ أداء جيداً.. وأخطاء قليلة ساهمت في الخروج المبكر

| مهند الحسني

جاءت مشاركة سيدات نادي الثورة في بطولة الأندية العربية بتونس جيدة ومفيدة، وظهر الفريق بصورة جيدة قياساً على فترة التحضير والخبرة، فالفريق يضم لاعبات يعتبرن الأفضل على مستوى القطر لكن تبقى خبرتهن قليلة قياساً على حجم بطولات كبيرة تضم فرقاً عريقة ومع ذلك لم يكن فريق الثورة صيداً سهلاً، وكان نداً لجميع الفرق حتى التي خسر أمامها، وستكون هذه المشاركة بمنزلة مذاكرة مثمرة وفرصة احتكاك كبيرة للقادمات، وتبقى هذه المشاركة جيدة لفريق لا يملك أدنى مقومات الحضور الجيد في مثل هذه البطولات الكبيرة.

تحليل فني

غادر فريق سيدات الثورة البطولة العربية للأندية بنسختها الـ23 مبكراً منذ الدور ربع النهائي عكس كل التوقعات التي سبقت المشاركة عقب خسارته مع نادي الأمل التونسي مستضيف البطولة وصاحب المركز الثاني في المجموعة الأولى.

فرغم محاولة فريق الثورة الصمود في وجه الفريق التونسي لأكبر فترة ممكنة استمرت حتى بداية الربع الرابع إلا أن مشاركة أليسيا وسيدرا المحدودة بسبب الإصابة أثرت في أداء الفريق، في حين لم تكن اللاعبات المحليات الأخريات في تلك المقابلة بالجاهزية المطلوبة، ما أدى إلى سيطرة الفريق التونسي على الربع الأخير وحسم المباراة 76-62.

وبنظرة سريعة على مشاركة نادي الثورة في تلك البطولة ونتائجه الرقمية نرى أنه لعب خمس مباريات فاز في اثنتين على ناديي الهلال التونسي والأرثوذكسي الأردني على حين خسر ثلاث مباريات مع كوسيدار الجزائري وبيروت اللبناني خلال مباريات المجموعة الثانية ليحل ثالثاً ضمن مجموعته وليقابل الأمل التونسي لاحقاً في الدور ربع النهائي.

إن البداية الضعيفة للفريق وخسارته المفاجئة وغير المتوقعة أمام كوسيدار الجزائري 61-53 جعلت الفريق يحل بالمركز الثالث بين فرق المجموعة الثانية خلف ناديي بيروت اللبناني وكوسيدار في نهاية الدور الأول ويقع في مطب مقابلة نادي الأمل القوي وصاحب الأرض في الدور ربع النهائي الإقصائي.

بشكل عام كان مستوى فرق المجموعة الأولى أفضل من فرق المجموعة الثانية، ويتبين ذلك من تأهل ثلاثة فرق منها إلى الدور نصف النهائي وهي سموحة والأمل والفحيص على حين لم يتأهل من المجموعة الثانية سوى فريق واحد هو بيروت اللبناني.

أما سبب تأخر نتائج نادي الثورة وصيف النسخة السابقة من البطولة، فيبدو أنه لمشاركة أبرز الأندية العربية في تلك البطولة إضافة إلى عدم جاهزية الفريق البدنية حيث بدا ذلك واضحاً في بعض مراحل المباريات وهو ما انعكس على الأداء الدفاعي إضافة إلى ضعف نسب التسجيل هجومياً وخاصة في حالات التسديد البعيد.

أما اللاعبتان الأجنبيتان في فريق الثورة وهما لاعبة الارتكاز الاسترالية برايد وصانعة الألعاب الأميركية سياني، فقد كانتا بمستوى معقول ولكن لم تلقيا المساعدة الكافية من باقي اللاعبات وخاصة في حالة الهجوم، ما أدى إلى صعوبة التسجيل وانخفاض معدلات الفريق الهجومية وخاصة في المباريات التي لعبها ضد الفرق القوية كوسيدار وبيروت والأمل.

خلاصة

أخيراً يتبين لنا يوماً بعد آخر أن التكاليف الباهظة التي تحتاجها فرقنا للمشاركة في تلك البطولة تفوق بمراحل إمكانات أنديتنا المحلية للسيدات، ونظام البطولة الذي يفرض لاعبتين أجنبيتين في الملعب وهو غير موجود في دورينا، إضافة لضعف الدوري المحلي للسيدات لدينا حيث تتمركز اللاعبات البارزات في أندية قليلة، ما يؤدي لضعف المنافسة، وكلها عوامل تقف في وجه التحضير الجيد لفرقنا وتزيد من الصعوبات لديها عند المشاركات الخارجية في البطولات العربية للأندية.

مما لاشك فيه أن المشاركة كان لها عدد من الفوائد كالاحتكاك مع الفرق العربية المتقدمة وزيادة خبرة لاعباتنا والخبرة الإدارية والتنظيمية لكوادرنا.

كانت أبرز اللاعبات في فريق الثورة خلال تلك البطولة إضافة للاعبتين الأجنبيتين برايد وسياني، فكانت اللاعبتان سيدرا سليمان ونورا بشارة في ظل المشاركة المتقطعة لأليسيا بسبب الإصابة، في حين كانت مشاركة رشا سكران وجيسيكا حكيمة بدرجة أقل وكذلك الأمر بالنسبة لماريا دعيبس وآنا آصلانيان وبيروين ججو.

لغة الأرقام

خسرت سيدات نادي الثورة في المباراة الافتتاحية أمام فريق كوسيدار الجزائري 53-58، وحققن فوزين متتالين على الأرثوذكسي الأردني 74-61، وعلى الهلال التونسي 72-59،

وخسرن في ختام مبارياتهن بالدور الأول مع نادي بيروت اللبناني بواقع 67-49.

وخسرن مباراتهن في الدور الربع النهائي أمام فريق نادي الأمل التونسي بفارق 13 نقطة وبواقع 76-62.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن