أشاد مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في سورية أمانيا مايكل إيبي بتعاون الحكومة السورية في المشاريع التي تديرها الوكالة التابعة للأمم المتحدة في هذا البلد ولاسيما في مجالات التعليم والتدريب، مؤكداً مواصلة الوكالة التعليم طوال 12 عاماً من الأزمة في سورية، يعود إلى صمود الحكومة السورية.
كلام المسؤول الأممي جاءت خلال افتتاح ملتقى التوظيف «شباب طموح» الذي بدأ أعماله أمس في مركز تدريب دمشق التابع للوكالة، حيث أكد إيبي أن نجاح جهود «الأونروا» يعتمد على تعاون ودعم المانحين والحكومة السورية والشركاء من القطاع الخاص السوري لتلبية الاحتياجات الملحة لـ438 ألف لاجئ فلسطيني يقيمون في سورية، وذلك حسبما ذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية.
وقال إيبي في كلمة له أمام المشاركين: «تمكنا من مواصلة التعليم طوال 12 عاماً من الأزمة في سورية، وهذا يعود إلى صمود الحكومة السورية والطلاب وأولياء الأمور، وهو أمر مهم جداً علينا أن نقر به وندركه تماماً».
وأضاف: «نريد أن يعرف اللاجئون الفلسطينيون أن لديهم خيارات، فمن خلال مساعدة الشباب على اكتساب المهارات المطلوبة لضمان زيادة فرص العمل وسبل العيش، تقوم «الأونروا» بدعم اللاجئين الفلسطينيين الشباب ليصبحوا مستقلين ويحققوا أحلامهم ويصبحوا قادرين على تقرير مستقبلهم».
وتابع: «نقدم التدريب لـ100 طالب سنوياً يأتون من محافظات سورية بعيدة، وقد تخرج أكثر من 22000 طالب وطالبة من اللاجئين الفلسطينيين من هذا المركز منذ تأسيسه في عام 1961، وتدير «الأونروا» أربعة مراكز أخرى للتدريب المهني في حلب وحمص واللاذقية ودرعا لدعم الشباب في تلك المناطق، ونحن نقدر الدعم والاعتماد لهذه الدورات ومراكز التعليم والتدريب الفني والمهني التابعة للأونروا من وزارتي التربية والتعليم العالي».
بدوره، ممثل الشركات الصناعية والتجارية المشاركة في الملتقى المدير الإداري ومدير العلاقات العامة في شركة الكمال لإنتاج الكهرباء والطاقة سليمان فريحات اعتبر أن الملتقى «يؤسس ويبني لتعليم وتشغيل الخريجين الذين تم إعدادهم وتدريبهم وتدريسهم على أيدٍ خبيرة وذات تجربة عميقة في الأعمال الصناعية والتجارية وباقي الاختصاصات، وذلك لإثراء عقولهم وإمدادهم بكل وسائل العلم والمعرفة».
من جهته، أشار نائب المدير العام لشؤون «الأونروا» في سورية برافولا ميشرا إلى دور الملتقى في «مناقشة أفضل ما يمكن أن يقدمه برنامج الأونروا وإتاحة الفرصة لعقد اجتماعات لبحث تحسين ما يمكن تحسينه، وتقديم أفضل ما يمكن فعله من خلال الفرصة التي يتيحها الملتقى للتحدث والتفاعل مع المشاركين من طلاب وشركات».
القائم بأعمال المدير الإقليمي لبرنامج التدريب الفني والمهني في وكالة الغوث في سورية لينا عوض، قالت: «لقد تم تأسيس وتجهيز مركز تدريب دمشق المتوسط في وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين عام 1961 وقد انطلق من خلال برنامج التدريب والتعليم المهني الذي يقدم خدمات التأهيل والتدريب للشباب من اللاجئين الفلسطينيين وهو يعمل على تزويدهم بالمهارات والخبرات المرتبطة بسوق العمل على يد مدربين ذوي مؤهلات وخبرات عالية فهم دائمي العمل لتطوير المناهج لتبقى مواكبة لسوق العمل».
وأضافت: «إننا حريصون كل الحرص على التدريب الميداني لطلابنا في الشركات الخاصة التي ترتبط في مجالات تخصصهم من أجل تزويدهم بالكفايات اللازمة لسوق العمل وإتاحة الفرصة لهم للحصول على فرصة توظيف في مكان للتدريب عند التخرج».
وفي تصريحات للصحفيين على هامش الملتقى قال مدير شؤون «الأونروا» في سورية رداً على سؤال حول التعاون بين الوكالة ووزارتي التعليم العالي والتربية ومع بقية الشركاء في سورية قال: «الأونروا تقوم بالعمل في سورية بموافقة من الحكومة السورية والدورات التي نقدمها هنا في هذا المركز تم اعتمادها والاعتراف بها من وزارتي التعليم العالي والتربية، هناك تعاون واعتماد واعتراف بهذه الدورات، ما نقوم به سواء في هذا المركز أو في أي عمل تقوم به الأونروا في سورية يأتي نتيجة لموافقة الحكومة السورية».
وحول انعكاس تداعيات الحرب التي شنت على سورية على أداء «الأونروا» خلال السنوات الماضية قال إيبي: «الأونروا واللاجئون والسوريون تمتعوا بصمود خلال الأزمة التي دامت نحو اثني عشر عاماً، ولكن هذا المركز واصل تقديم التعليم إلى الطلاب عن طريق موظفيه، والمدربون استمروا في تقديم التعليم للطلاب وخلال ذروة الأزمة قدمنا الدعم للطالبات من خلال تقديم المواصلات لهن وكان لدينا 700 طالب فقط والآن الوضع يتحسن باستمرار مع تحسن الوضع الأمني (في سورية) ولدينا اليوم نحو 1360 طالباً ونقوم بتوفير فرص تدريب مهني وتقني من خلال دورات قصيرة الأجل لـ800 طالب.
وتتواصل أعمال الملتقى يومين حيث يلقي مجموعة من الخبراء والمدربين عدداً من المحاضرات حول التسويق والعمل والتطوير المهني الفعال والاحترافي ونظام إدارة الجودة والفريلانسر والعمل عن بعد والتسويق عبر السوشيال ميديا، بالتوازي مع فعاليات المعرض المرافق للملتقى والذي تشارك فيه العديد من الشركات والمؤسسات والفعاليات الأكاديمية والصناعية والتجارية السورية.