بعد لقائه مؤخراً وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد على هامش مشاركته باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ77 في نيويورك، أعلن وزير الخارجية والمغتربين الأردني أيمن الصفدي أمس، سعي بلاده لإطلاق مبادرة عربية لحل الأزمة السورية.
وقال الصفدي في لقاء مع صحيفة «ذا ناشيونال» الإماراتية التي تصدر باللغة الإنكليزية: إن «الأردن يحمل مبادرة لإطلاق عملية سياسية بقيادة عربية هدفها حل الأزمة السورية وفق القرار 2254 و2642، وهو يحشد لدعم عربي ودولي لها»، وذلك حسبما ذكرت مواقع إلكترونية أمس.
وأكد الصفدي، أن العملية التي تسعى بلاده لإطلاقها تشمل السعودية ودولاً عربية أخرى، وعبر عن خشية بلاده من استمرار الوضع الراهن، واصفاً إياه بأنه «لا يمكن التعايش معه».
الوزير الأردني كان قد تحدث عن الدور العربي في حل الأزمة السورية خلال لقائه المقداد الخميس الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ77 في نيويورك، حسب بيان لوزارة الخارجية الأردنية لفت أيضاً إلى تناول موضوع تفعيل الجهود المستهدفة لإنهاء الأزمة السورية ومعالجة تبعاتها.
وقال البيان حينها: إن «الصفدي بحث مع المقداد، الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأوضاع في سورية يضمن وحدة البلاد وتماسكها، ويحفظ سيادتها، ويعيد لها أمنها واستقرارها ودورها، ويخلصها من الإرهاب، ويهيئ الظروف اللازمة للعودة الطوعية للاجئين».
ونقل البيان عن الصفدي «تأكيده ضرورة تفعيل الجهود المستهدفة لإنهاء الأزمة السورية، ومعالجة جميع تبعاتها وبما يحقق طموحات الشعب السوري الشقيق ويحفظ أمنه ومصالحه»، لافتاً إلى «أهمية الدور العربي في هذه الجهود».
وبحث الجانبان، حسب البيان، العلاقات الثنائية والتعاون الذي يخدم مصالحهما المشتركة، وركزا على قضايا أمن الحدود ومكافحة تهريب المخدرات والمياه والأمن الغذائي وموضوعات ثنائية أخرى.
ووفقاً للمصادر التي نقلت الخبر، فإن إعلان المبادرة الآن، يوحي بأن الوزيرين تناقشا بها وأنها تلقى قبولاً في دمشق وإلا ما كان الصفدي ليعلن عنها لو لم يحصل على دعم دمشق لها.
وأضافت: إن شكل المبادرة العربية التي تتبناها الأردن ليس واضحاً بتفاصيله، لكن هناك مؤشرات ظهرت في حوار الصفدي الذي تطرق لمواضيع التعافي المبكر وتسريع المشاريع المرتبطة به وربط تحسين الوضع الاقتصادي بعودة اللاجئين السوريين من الخارج، ونقل عنه قوله: «إن اللاجئين السوريين لن يعودوا في ظل الاقتصاد الذي ينازع ورزوح ملايين السوريين تحت خط الفقر».
كما أن المبادرة تقوم على عمل تدريجي وفق الصفدي الذي رأى أن على العرب اتباع نهج تدريجي يفضي إلى قيادة الحل للأزمة السورية، وأشارت المصادر إلى أن العقوبات الأميركية لم تغب عن لقاء الصفدي الذي أجراه من نيويورك مع الصحيفة وألمح خلاله لرضا أميركي عن هذه المبادرة بقوله: «أستطيع القول بصراحة إن الجميع يريد أن يرى نهاية للأزمة السورية، والجميع منفتح على آلية من شأنها أن تحقق هذا الهدف».
وأجرى الرئيس بشار الأسد في بداية تشرين الأول الماضي اتصالاً هاتفياً بملك الأردن عبد اللـه الثاني هو الأول من نوعه منذ اندلاع الأزمة في سورية منتصف آذار 2011، وتناول الحديث بين الرئيس الأسد والملك عبد الله العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون المشترك لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.