ثقافة وفن

انطلاق فعاليات الندوة الوطنية للترجمة 2022 … د.لبانة مشوّح: الترجمة عمل فكري وإبداعي والادعاء بأنها عمل حرفي يدوي نقضته الدراسات اللسانية اللغوية الحديثة

| سارة سلامة - تصوير مصطفى سالم

برعاية وزارة الثقافة، الهيئة العامة السورية للكتاب، بالتعاون مع جامعة دمشق – المعهد العالي للترجمة، ومجمع اللغة العربية، واتحاد الكتّاب العرب، واتحاد الناشرين السوريين أقيمت «فعاليات الندوة الوطنية للترجمة 2022» تحت عنوان:

«الترجمة بين التقليد والإبداع – مواطن الإبداع في الترجمة»، وذلك في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.

وبمناسبة اليوم العالمي للترجمة ركزت الندوة التي تستمر فعالياتها يومي الأربعاء والخميس على مواءمة الأصل مع ثقافة أو لغة مختلفة من خلال تبديد جميع الحواجز والعوائق التي تمنع فهم التراكيب والمفاهيم والمصطلحات لنقل معناها المطلوب للغات المختلفة، ورسالة المترجمين لهذا العام تقول «عالم بلا حواجز».

ولا شك أن الترجمة الإبداعية تحمل في طياتها انفتاحاً على جميع الأفكار ووجهات النظر والثقافات والحضارات، ووفقاً لمنظمة اليونسكو فإن الترجمة مهنة نبيلة محورها نشاط معرفي وفضاء ثقافي وإبداعي وتتجلى أهميتها لكونها تفضي إلى تقارب الثقافات والشعوب ونشر علومها المختلفة على نطاق أوسع.

جهد إنساني

وفي كلمتها قالت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح إن: «الحديث عن الترجمة وعلاقتها بالإبداع شائك مُلبس، فعن أي إبداع نتحدث؟ أهو إبداع الأصل الذي نتصدى لنقله، أم هو إبداع المنتج النهائي للعملية الترجمية؟ أنتحدث عن العمل الإبداعي المترجم على اختلاف مضمونه، أم عن الإبداع الترجمي؟ عن المؤلف المبدع، أم عن المترجم المبدع؟ وهل يمكن أصلاً للمترجم أن يكون مبدعاً؟».

وأضافت مشوح: «يدعي البعض من أمثال إيمون كاري إننا مهما اعترفنا للمترجم بالتمكن والحرفية، فأننا إذ نسم الترجمة بأنها “فن” يعني أننا نتحدث عن نوع من المهارة اليدوية. أي أن الترجمة مجرد جهد إنساني مرتبط بمهارات يدوية أكثر منها بالعمل الذهني، هذه النظرة إلى الترجمة نقضتها الدراسات اللسانية- اللغوية الحديثة التي صنفت الفعل الترجمي من ضمن الأعمال الذهنية المعقدة المتشابكة على المستويين الإدراكي والمعرفي».

عوز جمالي

بينما بين مدير عام الهيئة السورية للكتاب الدكتور نايف الياسين: إن «مفهوما الإبداع والترجمة ليسا مفهومين بسيطين، ويكتنف العلاقة بينهما ما أسميه «التوتر الحميم»، فلولا الإبداع لكانت الترجمة عملاً تقنياً بحتاً في خدمة التطور العلمي والصناعة والتجارة، والإبداع من دون الترجمة يخسر كثيراً أيضاً فلولا الترجمة لما عرف الإنسان القارئ روائع الأدب العالمي، ولعانى من فقر فكري مدقع وعوز جمالي حاد لو لم يتبادل تلك الروائع عبر الترجمة، لكن هل الترجمة عملية إبداعية، أم إنها مجرد عملية نقل لغوية تقنية وحسب؟ وإذا كانت عملية إبداعية، فما الجوانب الإبداعية فيها؟».

وأضاف الياسين إنه: «تتجلى أكثر المشكلات المتصلة بترجمة الأعمال الإبداعية تعقيداً في ترجمة الشعر، وهنا ثمة قدر كبير من التوافق على أن ترجمة الشعر مهمة في غاية الصعوبة، والنجاح فيها محدود، فالشعر من حيث الشكل كلام وصور وإيقاع وموسيقا، وكل ما يستطيع المترجم غير الموهوب أو غير الخبير نقله هو الكلام والصور، أما نقل الإيقاع والموسيقا فهو يحتاج إلى مترجم استثنائي، ويقول البعض أن الشعر يفقد أجمل ما فيه في عملية الترجمة».

عناوين ومحاور

وتضمنت الندوة محاور عدة لأهل الاختصاص ومنهم الدكتور ثائر زين الدين الذي تحدث بمحوره الذي اختار له عنوان «عن ترجمة الشعر والإبداع فيها»، ومحور للدكتور باسل المسالمة بعنوان «الحذف والزيادة في الترجمة الإبداعية»، والدكتور عمر شيخ الشباب بعنوان « الإبداع في الترجمة، الجماليات اللغوية في ترجمة الشعر». والدكتور منذر العبسي- أ. لينا داووديان: «الإبداع الشعري عند كوليريدج: ترجمة الشأن الخاص والعام». والدكتورة زبيدة القاضي: «الترجمة الأدبية بين الحرفية والإبداع». والأستاذ هيثم الحافظ: «ترجمة الأعمال الإبداعية، أثرها في صناعة النشر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن