ثقافة وفن

«نحلات سورية».. طموح مشروع لتصدير الثقافة النسائية السورية … بثينة شعبان: نسعى أن يكون عمل السيدات في تدوير الأقمشة ماركة عالمية خاصة بـ«نحلات سورية»

| سارة سلامة- تصوير طارق السعدوني

أكثر من خمس وأربعين سيدة سورية حكن منتجاتهن من خلال إعادة تدوير الأقمشة المستعملة، وتم عرض أعمالهن اليوم في معرض باسم «نحلات سورية» في مقر مؤسسة وثيقة وطن في دمشق.

وتطمح السيدات من عملهن هذا لدعم المرأة السورية والمساهمة في إحياء التراث السوري العريق الذي اشتهر بالعمل اليدوي منذ زمن بعيد، حيث تحكي تفاصيل الخياطة قعدات نساء عملن بجد وفرّغن طاقتهن بمشغولات تحاكي الماضي.

ويأتي هذا المعرض في إطار عمل مؤسسة وثيقة وطن على توثيق الحرف اليدوية الذي بدأته عام 2019، وتهدف من خلاله إلى توثيق الحرف التراثية ومعارفها وتقاليدها والتشجيع على نقل المعارف وإحياء الحرف وخاصة المهددة بالزوال.

ماركة عالمية

وكشفت رئيسة مجلس أمناء مؤسسة (وثيقة وطن) الدكتورة بثينة شعبان في تصريح للصحفيين أن: «المعرض مبهر أحيّي كل العاملات لأن هذا المشروع يلامس شغاف القلب، يذكرنا بجداتنا وأمهاتنا كيف كن يستخدمن كل قطعة ليصنعن منها منتجات جميلة، سواء من مفارش تخت أو طاولة».

وأضافت شعبان إن: «إعادة إحياء هذا التراث بأيادي سورية وبطريقة راقية ونظيفة وحلوة وفنية هو عمل يزيد من تجذرنا بهويتنا وسوريتنا وخاصة في هذه الظروف وبعد الحرب التي شنت علينا، وإنتاج سيدات سورية هذا المنتج المبهر يعني أننا عصيون على القهر وعلى الحرب التي تشن علينا».

وبينت شعبان أننا: «نسعى أن يكون عمل السيدات في تدوير الأقمشة المستعملة ماركة عالمية خاصة فينا كسوريين، وأطمح أن تسجل على مستوى عالمي».

عن المشاركات

تحدثن عن فكرتهن بأنها مثمرة وفي فترة الحرب هي مساندة للوطن، ونافعة للبيئة من خلال إعادة الاستفادة من قطع ليس لها قيمة وأصبحت للتلف ليعدن إحياءها من جديد لقطع لها فائدة.

هي دعم لهن تقول إحدى المشاركات كإنتاج وفائدة تعود عليهن، والقطع تختلف عن بعضها من مفارش وأغطية وشراشف ودمى تذكرنا بعبق التاريخ وذكريات جداتنا لابد أن يعدن إحياء التراث في جلساتهن وهن يحكن الجمال في خياطة عريقة لتفرغ من مكنوناتهن عبر منتجات تلقى صدى كبيراً عند متذوقيها.

نحلات سوريات

تشكلت مجموعة نحلات سورية، لحرفة تدوير الأقمشة التراثي السوري، منذ عام ٢٠١١ من خلال فعالية «جدايل سورية» وفي مراكز الإيواء لغاية عام ٢٠١٤.

وبدأ العمل بالتدريب على الحرفة وتطويرها من خلال الوصول إلى كل شرائح المجتمع السوري باسم «مشروع خلايا النحل» لتأهيل السيدات للعمل الجماعي بهدف تشكيل مجتمع آمن بعلاقات متينة غير قابلة للفصم.

والمشروع يقوم بإنتاج نحلات (سيدات) مدربات لضمان نشر الحرفة بكل مناطق سورية وإنتاج منتجات معاصرة عالية الجودة على خلفية تراثية (عسل)، بهدف تصدير الثقافة النسائية السورية بقالب فني عالمي (Syrian Quilt).

يضم المعرض مجموعة من منتجات سيدات سوريات متدربات عملن بشكل جماعي في إنتاج لوحات من الأقمشة الفنية والحرفية اعتمادا على أقمشة مستعملة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن