رياضة

بين القانون والعرف!

| غانم محمد

أثارت حادثة هدف أهلي حلب الأول في مرمى الوحدة، في المباراة التي انتهت 2-1 لمصلحة أهلي حلب في الجولة الثالثة من الدوري الممتاز الكثير من الكلام (الطالع والنازل)، ولم يخلُ المشهد من السباب والشتيمة، وصل بعضها إلى اتحاد الكرة وإلى لجنة الحكام، وإلى الإعلام.

الحالة باختصار أن لاعباً من الوحدة سقط أرضاً، فأخرج زميله الكرة لتتم معالجته، فاستؤنفت الحالة برمية تماس لفريق أهلي حلب، وتوقّع لاعبو الوحدة أن يقوم لاعبو الأهلي بإرجاع الكرة لهم، لكن هذا لم يحدث وتابع لاعب الأهلي وسجل هدفاً.

الهدف صحيح 100% قانوناً، ولا غبار عليه، لكنه من وجهة نظر كثيرين خالف العرف المتبع في مثل هذه الحالة.

مدرب أهلي حلب في المؤتمر الصحفي قال: إنه هو من طلب من لاعبه أن يكمل اللعب ويسجل هدفاً لأن لاعبي الوحدة بالغوا في السقوط.

بصراحة، يخجل المرء من مناقشة هذه الحالة، ولكنها تشخّص الحالة المتواضعة لمستوانا الكروي فكراً وسلوكاً وقيماً، وتفضحه، فلا السقوط على الأرض تصرّف أخلاقي، أو ينسجم مع نزاهة المنافسة، ولا الاختباء وراء القانون بحرفيته يجمّل المشهد، وإن كان المسببَ لاعبو الوحدة حسب تصريحات ماهر بحري مدرب الأهلي، فإن التسجيل بهذه الطريقة يبدو مستهجناً لدى كثيرين، لكن الأهمّ من هذا كلّه أننا لم نمتلك حتى الآن العقلية الاحترافية الصحيحة، والتي تجعل اللاعب يفكر بكرة القدم، لا بالسقوط أو إرجاع الكرة.

نحتاج الكثير حتى نمتلك ألف باء كرة القدم، ويلزمنا المزيد من العمل حتى نصدّق أن سقوط اللاعب هو فعلاً بسبب ألم يعانيه وليس من أجل قتل الوقت، فساعتها لن نختلف على هذه التفاصيل، ولن تحضر إلا في سياقها الصحيح، وساعتها سيكون الموقف موحداً من أي جزئية تحدث في المباراة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن