نواب لـ«الوطن»: الأمور ستشهد تسارعاً في التعاطي مع الملف الانتخابي.. بيرم: لا بد من التواصل مع سورية … عون يتسلّم الرد الخطي من هوكشتاين بشأن تثبيت حدود لبنان البحرية الجنوبية
| بيروت - سماهر الخطيب
تسلّم الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس السبت، الرد الخطي من الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين بشأن تثبيت حدود لبنان البحريةِ الجنوبية عبر السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، على حين أكد وزير العمل اللبناني مصطفى بيرم لـ«الوطن» أنه لا يمكن إيجاد حلول جذرية وبطريقة علمية لأزمة اللاجئين السوريين إلا من خلال التواصل مع الحكومة السورية، ومن يفهم بالجغرافيا وبدهياتها لا بد من التواصل مع سورية.
وفي السياق أكدت مصادر سياسية لبنانية مطلعة أنّ الجلسة الأولى لانتخاب رئيس جديد للبنان لم تكن جلسة عابرة لأنها كشفت خيارات جميع القوى وتحديداً تلك التي تنفذ رغبات خارجية.
وقالت المصادر: إنّ «أصحاب الورقة البيضاء هم 63 ما يعني وجود كتلة سياسية موحدة إذا استطاعت الاتفاق على مرشح موحد فيمكنها إيصاله لسدة الرئاسة في مقابل تشتت وتخبط بين الـ36 صوتاً للمعارضة و11 صوتاً للتغيريين، بالتالي فإن الورقة البيضاء قالت إنها تستطيع، مقابل ورقة اتضح أنها خارجية»، لافتة إلى أنّ «المعيار السيادي الذي تريده قوى المعارضة هو ارتياح السعودية وفق ما كشفه رئيس حزب القوات سمير جعجع عشية الجلسة، وما يدل على ممارسة بعيدة عن السيادية تدخل السفير السعودي بوساطة القوات اللبنانية وتلقي الأخيرة أوامر خارجية».
كما كشفت مصادر نيابية لـ«الوطن» أن الهدف من طرح اسم ميشيل معوض هو «حرقه»، مشيرة إلى «وجود تحالف أميركي – سعودي – فرنسي يعوّل على التغيريين الذين يعملون على إيصال مرشح لهم عبر الضغوط على باقي الأفرقاء من جهة، وإيجاد بعض النقاط المشتركة من جهة أخرى، إلا أنه حتى اللحظة لم يتم إيجاد ذلك المرشح».
وحول الجلسة قالت النائب عناية عز الدين لـ«الوطن»: إنّ «هذا عمل ديمقراطي واستحقاق دستوري، ونحن قمنا به، وحدد الرئيس نبيه بري الجلسة ضمن المواعيد الدستورية، وهذا الإنذار بدأ منذ بداية أيلول حيث دخلنا في المهل الدستورية وعلى الجميع تحضير أنفسهم».
وفي سؤال عن دلالة الأوراق البيضاء، أكد النائب علي فياض لـ«الوطن» أنها «خطوة في سياق إيضاح المشهد الانتخابي وتبلور الاسم المناسب وهذا مسار طبيعي إلى حد ما في الوضع اللبناني»، وبالنسبة لعدم حصول هذه الجلسة من قبل قال: «الرئيس بري ينتظر التوافق وعندما تعذر التوافق أطلق عملياً للقوى بأن تتشاور فيما بينها لتعجيل المسار، كما كان المجلس تشريعياً وليس انتخابياً بانشغاله بأول الموازنة تقريباً بعد الأزمة بتعقيباتها وتحدياتها فهي مطلوبة لانتظام المالية العامة ومطلوبة أيضاً ضمن شروط صندوق النقد الدولي».
وختم بالقول: «أعتقد بعد الجلسة أن الأمور ستشهد مساراً متسارعاً في التعاطي مع الملف الانتخابي غير الفترة الماضية، نحن ندعو إلى التعجيل في تشكيل الحكومة لأنها تقلل من أي تعقيدات محتملة في حال الفراغ الرئاسي الذي نأمل ألا يحدث مطلقاً وحزب الله في الفترة الماضية لم يقصّر في هذا الموضوع ونعتقد أن المشهد ليس على هذه الدرجة من التشاؤم كما يشاع».
بدوره قال النائب فادي علامة لـ«الوطن»: إنّ «الاستحقاق كان دستورياً ودعا إليه الرئيس بري ليضع الجميع أمام هذا الاستحقاق ومهمة المرشحين الآن أن كل مرشح يطرح برامجه ويقوم باتصالاته حتى تتوضح الأمور، واليوم نحن أمام استحقاق وضرورة إنجازه ومحاولة عدم الدخول في فراغ رئاسي وهذا ما يعمل عليه الرئيس نبيه بري».
وعن العلاقات مع سورية، أكد علامة لـ«الوطن» أنهم طالبوا خلال لقاءات مع لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين حول موضوع اللاجئين السوريين بضرورة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم قائلاً: «نحن نستكمل ملفنا وربما لا يزال لدينا سلسلة من اللقاءات أحدها مع المؤسسات الدولية حتى نرفع تقريرنا للمجلس النيابي والحكومة وتوصيات من لجنة العلاقات الخارجية وهذا ما نعمل عليه منذ فترة ونتمنى الوصول إلى مكان ما مع ضرورة أن يكون هناك تواصل مباشر بين الحكومتين السورية واللبنانية والإسراع بهذا الملف، وللمرة الأولى نحن نرى وجود توافق لبناني في معظم الكتل السياسية بضرورة العودة والتواصل مع الحكومة السورية، وبدأ اليوم وزير المهجرين بأول جلسة مباشرة وهي من الجلسات الأساسية المفيدة وأطلعنا على نتائجها واللواء إبراهيم عباس يكمل هذا الملف ونحن علينا كلجنة أن نتواصل مع الجهات الدولية ونشرح هذا الوضع بالمنطق ولغة العقل لإنجازه».
وحول اللاجئين السوريين قال وزير العمل اللبناني مصطفى بيرم لـ«الوطن»: «نحن ندعو إلى التواصل مع الدولة السورية منذ زمن لأنه لا يمكن إيجاد حلول جذرية وبطريقة علمية لأزمة اللاجئين إلا من خلال التواصل مع السلطات الرسمية السورية وهذا من جهتنا ما نحن ندعو إليه ومن يفهم بالجغرافيا وببدهيات الجغرافيا لا بد من التواصل مع سورية بما فيه مصلحة الشعبين والدولتين».
من جهة أخرى تسلّم عون، رد هوكشتاين بشأن تثبيت حدود لبنان البحريةِ الجنوبية عبر السفيرة الأميركية، وذكر موقع «النشرة» أن عون استقبل، أمس في قصر بعبدا، السفيرة دوروثي شيا، وتسلم منها عرضاً خطياً من هوكشتاين يتعلق بترسيم الحدود من ضمن مسار المفاوضات.
عون اتصل برئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وتشاور معهما في عرض الوسيط الأميركي وفي كيفية المتابعة لإعطاء رد لبناني في أسرع وقت ممكن.
من جهته استقبل ميقاتي شيا أمس في دارته، وسلمت شيا ميقاتي العرض الخطي من هوكشتاين.
وفي السياق أشارت شيا أثناء مغادرتها عين التينة بعد لقائها بري حيث تسلم منها رسالة هوكشتاين، إلى أن الأمور تبدو إيجابية جداً.