فرضوا إتاوات باهظة على أصحاب أراضي الزيتون … إرهابيو أردوغان يدمرون وينهبون أكثر من 60 موقعاً أثرياً في عفرين
| وكالات
استكمالاً لمسلسل جرائمها وانتهاكاتها التي تجري بمساعدة مشغليها، واصلت مرتزقة الاحتلال التركي الإرهابيون تدميرهم الممنهج للأوابد الأثرية في مدينة عفرين المحتلة شمال حلب، بحثاً عن اللقى والكنوز المدفونة وتهريبها إلى تركيا، بالتوازي مع فرضها إتاوات باهظة جديدة على أصحاب الأراضي المزروعة بالزيتون في المنطقة مقابل السماح لهم بجني المحاصيل.
ونقلت وكالة «هاوار» الكردية، أمس عن مصدر أن قوات الاحتلال التركي ومرتزقته واصلوا سرقة آثار منطقة عفرين وتهريبها إلى تركيا، عبر عمليات الحفر والتنقيب التي تجريها في المنطقة، في محاولة لطمس ثقافة الأخيرة الممتدة لآلاف السنين، وسط صمت دولي.
وذكر المصدر أنه وثق بالصور عملية الحفر والبحث عن الآثار في قرية فيرغان التابعة لناحية شرا في منطقة عفرين من قبل مسلحي ميليشيا «الجبهة الشامية» الموالية للاحتلال التركي بزعامة المدعو «أبو جندل».
ووفقاً للمصدر، فإن عملية البحث والحفر في القرية تتم بالآليات الثقيلة (تركس، باكر) ولا تزال مستمرة.
وسبق أن أكدت مصادر من عفرين، أن خبراء آثار توجهوا برفقة مسؤولين وعناصر من قوات الاحتلال التركي إلى محيط بحيرة ميدانكي، وبدؤوا بعملية البحث والتنقيب عن الآثار عبر أجهزة ومعدات متطورة.
ومنذ بداية احتلال القوات التركية ومرتزقتها منطقة عفرين في 18 آذار 2018، تم تدمير ونهب أكثر من 60 موقعاً أثرياً في المنطقة، وفقاً للوكالة التي ذكرت أن من أبرزها موقع عين دارة الأثري في ناحية شيراوا وكذلك موقع نبي هوري الذي أقدمت قوات الاحتلال التركي على تهريب آثاره وحولته إلى مسجد وعلقت فيه علم بلادها.
ومنذ اندلاع الأزمة في سورية عام 2011 تعرض الكثير من الآثار فيها إلى السرقة والنهب والتخريب من قبل التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة المدعومة من قوات الاحتلالين الأميركي والتركي، فضلاً عن قيامها بعمليات تدمير ممهنج للأوابد التاريخية والمواقع والتلال الأثرية، وهذه العمليات لا تزال متواصلة إلى الآن بحثاً عن الكنوز واللقى الأثرية المدفونة، على حين تعمل الحكومة السورية بالتعاون مع حكومة روسيا الاتحادية على إعادة ترميم تلك الأوابد والآثار التاريخية.
من جهة ثانية، ومع دخول وقت قطاف الموسم الحالي لثمار الزيتون سارع عناصر مرتزقة الاحتلال التركي الذين يسيطرون على منطقة عفرين، كلٌ ضمن المنطقة التي يتركز فيها نفوذهم، إلى إبلاغ مالكي الأراضي الزراعية والعاملين فيها بالوكالة، بوضع ضريبة جديدة اختلفت بين منطقة وأخرى بحسب رأي كل ميليشيا، مقابل السماح لهم بجني المحاصيل وتسويقها ونقلها إلى المعاصر المخصصة لإنتاج الزيت، وذلك حسب ما نقل موقع «أثر برس» الإلكتروني عن مصادر.
وقالت المصادر: إن ميليشيا «جيش النخبة» التي تسيطر على ناحية شرّان شمال شرق عفرين، أقرت فرض إتاوة جديدة تحت مسمى «الضريبة»، وأجبرت أصحاب الأراضي على توقيع تعهدات بتسليم عبوتين من زيت الزيتون الذي ستنتجه أراضيهم، مقابل السماح بقطاف ونقل الثمار إلى المعاصر للحصول على زيتها.
ضريبة «جيش النخبة» ماثلت الضريبة التي فرضتها ميليشيات «فيلق الشام» و«الحمزة» ضمن مناطق سيطرتها، لكن تلك الميليشيات اتفقت على بندٍ إضافي لـــ«الضريبة» استثنى أصحاب الأراضي ذات المساحات الواسعة التي تضم عدداً كبيراً من أشجار الزيتون، من ضريبة عبوتي الزيت، واستبدالها بنسبة تبلغ 15 بالمئة من صافي إنتاج زيت الزيتون الذي تنتجه الأرض، لما سيحققه ذلك من مكاسب أكبر للميليشيات.
مصادر محلية من ناحية شيخ الحديد مركز سيطرة ميليشيا «العمشات» من جانبها ذكرت أن متزعم الميليشيا المدعو محمد الجاسم الملقب «أبو عمشة» كان له رأي آخر تماماً في اختيار «الضريبة» التي فرضها على أصحاب أراضي الزيتون، حيث فضل عدم التريث والانتظار لحين انتهاء عمليات عصر الزيتون كي يحصل على الإتاوة، فقرر فرض مبلغ قدره 5 دولارات أميركية على كل شجرة زيتون موجودة ضمن الأراضي الخاضعة لسلطته ونفوذه، بمجرد السماح لأصحابها بالبدء في عملية القطاف.
وأشارت المصادر إلى أن الضرائب الباهظة الجديدة التي فرضتها مرتزقة الاحتلال التركي في الموسم الحالي، من شأنها أن ترفع أسعار عبوة زيت الزيتون «التنكة» أضعافاً في الفترة القادمة.