رياضة

نظرة أخرى؟

| غسان شمه

يعرف الجميع أنه من الطبيعي أن نضع الحصان أمام العربة إذا كانت الغاية مسيرها إلى الأمام، وهي ستمضي في هذا السبيل ولو بخطا متباطئة، ومهما كان الدرب وعراً فإنها لا بد أن تحبو ولو قليلاً، ولكن عندما يضع بعضهم الحصان خلف العربة وينتظر متأملاً هل يتوقع أن تتقدم بأي شكل أو ظرف؟

بعد العديد من المشاركات الرياضية، التي تنتهي بفشل ذريع ومؤلم، سواء على صعيد كرة القدم أم غيرها، تتصاعد وتيرة بعض الأصوات المطالبة بعدم المشاركة في هذه البطولة أو تلك، وترتفع النبرة العاطفية بغية الحفاظ على صورتنا من خيبة جديدة، أو اهتزاز مرير لهذه اللعبة أو ذاك المنتخب، حتى يكاد المرء يظن أن المشكلة الأساسية في المشاركة أو عدمها!

المشكلة الأساسية في عدم هضم الدروس المتواصلة، وعدم الخروج من شرنقة العمل الإداري والفني المكبل بفترات طويلة من الدوران حول الذات، والتغني القاصر لدى البعض بإنجاز عابر أكل الدهر عليه وشرب، ومصالح البعض التي تتقدم على العمل نفسه، لينتهي ذلك كله بالدوران في الدائرة نفسها شبه المغلقة، وحصد كل النتائج المخيبة للجميع.

جميع المعنيين، في هذا المجال أو ذاك، يعرفون وبشكل شبه دقيق تفاصيل الواقع، ومفردات المشكلة التي تعاني منها رياضتنا، على أكثر من مستوى، ونظن أنهم يعرفون الحلول المنطقية، كما يرد أحياناً في تصريحات بعضهم، لكن لا تمضي العجلة، عندما يحاولون دفعها، بالاتجاه الصحيح وتتكرر النتائج نفسها أحياناً، ومع ذلك يستمرون بمحاولات مثيرة للدهشة والتساؤل!

وفي محطة أخرى لا بد من التعريج على ما حدث في مباراة فريقي الوحدة وأهلي حلب، في الدوري الممتاز، وهذا الخروج على النص الأخلاقي الرياضي بكل أشكاله من حارس الوحدة، وهو خروج ينذر بالكثير في القادمات إذا لم يتم التعامل معه بأقصى ما ينص عليه القانون ليكون درساً رادعاً للكثيرين.

لا شك أن المسألة ذات طابع إشكالي أخلاقي قياساً إلى طريقة تسجيل الهدف، التي يعرفها الجميع، لكن هل من المقبول أن تكون ردة الفعل بهذا المستوى، ما وضع لجنة الانضباط أمام مسؤولية كبيرة بطريقة تعاملها مع الحالة التي تسيء للرياضة بوجه عام.. ونعتقد أن إدارة الناديين مطالبة بنظرة عميقة للتفاصيل المختلفة من ردود فعل جسدية وتصريحات غير مسؤولة، وحسن المعالجة وصرامتها أمر مطلوب من الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن