قضايا وآراء

قلوبهم مع كييف وسيوفهم على رقبة زيلنسكي

| هديل علي

«قاتلوا أنتم وموتوا أنتم ودمروا بلادكم أنتم، فالقتال ضد موسكو مستمر حتى آخر أوكراني»، وكأن لسان حال الدول الغربية يقول ذلك، فكل تصريحاتهم من بروكسل إلى واشنطن مروراً بلندن تصب الزيت على النار التي أوقدوها في أوكرانيا.

استجداء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي للناتو، كخوار ذبيحة بلا منجد، وصوت عديم الصدى أو بالأحرى كان الصدى مخزياً بارتداده الذي أفاد وعلى لسان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولزينبيرغ بأمرين، الأول بأن الناتو ليس طرفاً في الأزمة الأوكرانية، والثاني أن انضمام كييف إلى الحلف ليس أولوية، ليبرر رفضه فرض حظر طيران فوق أوكرانيا.

ومع تباشير سقوط البقرة الأوكرانية كثرت سكاكين الحلفاء لتكون برلين أول المستلين لها على لسان وزيرة خارجيتها أنالينا بيربوك قائلة بأن برلين تحاول منع دول أخرى من الانجرار إلى الأزمة، وقالت: «نواصل دعم أوكرانيا حتى بالأسلحة الثقيلة، وضمان حقها في الدفاع عن النفس، لكننا نفعل كل ما هو ممكن حتى لا تنجذب دول أخرى وحلف شمال الأطلسي ككل إلى هذه الحرب»، بمعنى آخر لن نتورط بحرب مع روسيا لأجلك يا زيلنسكي.

السكين الأمضى كانت قد شحذت في البيت الأبيض بشكل جيد، حيث جاءت على لسان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الذي أكد أن إجراءات انضمام أوكرانيا إلى حلف «الناتو» جاءت في وقت غير مناسب، مبرراً موقف بلاده بالقول: «إن أفضل طريقة لدعم أوكرانيا هي الدعم العملي على الأرض، أما العملية في بروكسل فيجب أن تبدأ في وقت آخر»، بمعنى أدق، واجه مصيرك لوحدك فما زلت صالحاً للاستخدام في خدمة المصالح الأميركية، إذاً فإن قرار كييف ليس بيدها حتى لو أرادت وقف الحرب وتلبية دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طاولة المفاوضات فواشنطن لن تقبل لأنها لا تتألم.

المخالب الروسية التي كشف عنها سيد الكرملين أرعبت عواصم القرار الغربي لجهة التصعيد العسكري خوفاً من وصول المحظور وحصول المواجهة معهم بدل وكيلهم، فنددت بنتائج الاستفتاء على المقاطعات الأربع الراغبة بالانضمام إلى روسيا، ورفضت الاعتراف بعملية الانضمام هذه، ولكنها في الوقت نفسه تعي تماماً أن ربع أوكرانيا أصبحت جزءاً من الأراضي الروسية التي تنص قوانينها على فرض حمايتها بمختلف الوسائل، بما فيها وسائل ومنظومات الردع الإستراتيجي.

النصر هو الخيار الأوحد أمام موسكو مهما استمات الغرب في الدفاع عن شريعة الغاب التي يظللها بغطرسته ويحكم العالم بها، لتنتقل أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية إقليم دونباس، إلى العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية الأراضي الروسية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن