المحافظ حذر من كارثة إنسانية … سورية: استمرار الاحتلال التركي بقطع المياه تسبب في تزايد العطش والأمراض الخطيرة في الحسكة
| الحسكة - دحام السلطان - دمشق - الوطن - وكالات
بينما جددت وزارة الخارجية والمغتربين أمس إدانة سورية استمرار الاحتلال التركي ومرتزقته بجريمة قطع المياه عن مدينة الحسكة وجوارها وأكدت أن النظام التركي يتحمل مسؤولية التداعيات الناجمة عنها، حذر محافظ الحسكة لؤي صيوح من أن المحافظة أمام كارثة إنسانية مع استمرار قطع مياه الشرب من مصدرها الوحيد عن مليون مواطن لليوم الـ72 على التوالي.
وقالت الوزارة في صفحتها على موقع «فيسبوك»: إن «الاحتلال التركي ومرتزقته يستمران في ممارساتهما اللاإنسانية المتمثلة بقطع المياه لمدة تزيد على الشهرين عن السوريين في مدينة الحسكة وجوارها، حيث تزايدت نتيجة لذلك حالات العطش والأمراض الخطيرة بينهم».
وأضافت: إن «سورية تدين هذه الجريمة وتحمل النظام التركي مسؤولية التداعيات الناجمة عنها»، وتابعت: إن عدم قيام الأمم المتحدة ومنظماتها بدورها في إدانة الممارسات التركية يضع مصداقيتها على المحك، كما أن تجاهل ذلك من مدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في الصحة والمياه النظيفة كفيل بتعرية أجنداتهم الحقيقية ومعاييرهم المزدوجة.
في الأثناء وخلال لقائه المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» أديل خضر والوفد المرافق، حذر محافظ الحسكة من أن «المحافظة أمام كارثة إنسانية مع استمرار المحتل التركي ومرتزقته بقطع مياه الشرب من مصدرها الوحيد عن مليون مواطن لليوم الـ72 على التوالي»، مبيناً أن الإجراءات الحكومية تتركز حالياً على تأمين الحد الأدنى من مياه الشرب للأهالي، عن طريق محطات التحلية التي تعمل بطاقتها القصوى، ولكن لا تسد الحاجة.
وبحث الجانبان، خلال الاجتماع، القضايا الملحة للمحافظة في قطاعات التعليم والصحة والمياه وإمكان زيادة الدعم المقدم، حيث استعرض صيوح معاناة المحافظة جراء الاعتداء على المدارس والاستيلاء عليها من ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد»، حيث يوجد نحو 90 ألف تلميذ وطالب خارج المدارس، لذلك لا بدّ من زيادة دعم الجهود الحكومية في القطاع التربوي لاستقطاب أكبر عدد ممكن من التلاميذ والطلاب، من خلال استئجار مقرات بديلة عن المدارس المستولى عليها، وزيادة الغرف الصفية المسبقة الصنع.
وفي مجال الصحة، أكد صيوح ضرورة الاستمرار بدعم حملات اللقاح ودعم المركز الطبي المحدث وسط الحسكة، وتحديداً قسم الأطفال من خلال تأمين حواضن والعمل على تأمين جلسات كلى للأطفال المصابين بقصور كلوي.
من جانبها، لفتت خضر إلى أن وفد «اليونيسيف» بعد زيارته مناطق في الحسكة لمس مشكلة انقطاع المياه وحجم المعاناة، واطلع أكثر على موضوع المدارس، مبينة أن المنظمة ستعمل باتجاه استيعاب أكبر عدد ممكن من الأطفال في المدارس.
وأعربت خضر عن شكرها للتعاون الذي تبديه الحكومة السورية لإيصال خدماتها لكل المواطنين، والدور الكبير والتسهيلات التي تقدمها محافظة الحسكة لفريق عمل مكتب المنظمة في المحافظة للقيام بواجبهم الإنساني والإغاثي بالشكل المطلوب.
بدوره بيّن مدير مكتب «اليونيسيف» في سورية فيكتور نيولند، أن المنظمة تبذل جهوداً كبيرة في سبيل وصول المياه الآمنة إلى المدارس، على الرغم من حجم الصعوبات التي تعترض عملهم حيال ذلك.
وفي السابع والعشرين من الشهر الماضي، أوضح محافظ الحسكة خلال لقائه رئيس الفريق القطري للأمم المتحدة بالقامشلي مارسيل كولن ومديري المكاتب في الأمم المتحدة، أن الوضع الإنساني في محافظة الحسكة هو الأسوأ من نوعه بين محافظات المنطقة الشرقية ولا يزال على ذلك، مؤكداً أن هذا الوضع هو واقع حقيقي في ظل ظروف وجود الاحتلالين الأميركي والتركي واتباع كل منهما سياسة التضييق والحصار على المواطن السوري بالمحافظة.