شؤون محلية

إذا عُرف السبب زاد العجب … إغلاق مدارس بسبب عدم وجود مازوت لسرافيس نقل المعلمين

| حماة- محمد أحمد خبازي

لم تدم طويلاً فرحة الأهالي في ريف سلمية الشمالي بعودة أبنائهم إلى مدارسهم يوم الإثنين الماضي، بعد تعهد مديرية منطقة سلمية بحل مشكلة السرافيس التي تنقل المعلمات والمعلمين إلى العديد من القرى، التي توقفت العملية التعليمية فيها لعدم توفير المازوت لنحو 5 سرافيس، إذ سرعان ما عاد الوضع إلى سوئه -كما يقول الأهالي- وعادت المدارس لتغلق أبوابها لعدم تمكن المعلمين من الوصول إليها!

فقد بيَّن الأهالي أن سائقي السرافيس التي سيرتها مديرية المنطقة يوم الإثنين الماضي على خطوط تلك المدارس، أخبروهم أن مخصصاتهم من المازوت ستخفض إلى ما دون النصف (حسب المسافة المقطوعة التي قدروها في المحافظة)، وهو ما يعني أنهم لن يستطيعوا المتابعة، لأنهم سيضطرون لشراء ما ينقصهم من المازوت بالسعر الحر، ولرفع الأجور التي ستكون غير منطقية وليس باستطاعة المعلمين والمعلمات تحملها.

وتلقت «الوطن» شكاوى عديدة من أهالي الريف الشمالي بمنطقة سلمية، يعرضون فيها لتعطل العملية التعليمية في مدارس قراهم منذ بداية العام الدراسي وحتى اليوم لعدم توافر وسائط نقل المعلمات والمعلمين المكلفين بالتعليم في تلك القرى البعيدة عن مركز مدينة سلمية.

وأوضحوا في شكاواهم، أنه منذ بداية العام الدراسي لم يدخل معلم أو معلمة لمدارس قراهم لتعليم أبنائهم التلاميذ والطلاب إلا فيما ندر، فالعملية التعليمية شبه متوقفة في العديد من مدارس الحلقتين الأولى والثانية من التعليم الأساسي وبعض الثانويات، وذلك في قرى «الفان الوسطاني، والفان القبلي والثانوية، وطيبة التركي، ودويبة، ودنين، والبردونة، تل الديبة والعيور، وتل دهب، وحوايس أم جرن، وأبو عجوة، وعمبز، وجنات الصوارنة، والرحية، واللالا، وشيحة عواد، وأبو كهف، ورسم سكاف».

وبيَّنوا أن الجهات المعنية بمنطقة سلمية والمحافظة، لم تسمح لأصحاب السرافيس بنقل المعلمين من سلمية إلى تلك القرى لعدم وجود مخصصات مازوت، وأوقفت العمل بموافقات العقود للسائقين!

وبين عدد من مديري المدارس لـ«الوطن» التي تواصلت معهم، أنه حتى اليوم لم تستقر العملية التعليمية في مدارسهم، وأنهم منذ بداية العام الدراسي بذلوا جهوداً كبيرة في سبيل انطلاق العملية التعليمية في مدارس قراهم، وأنهم قدموا عدة طلبات للمحافظة لتأمين وسائط نقل للمعلمين والمعلمات وفق نظام التعاقد مع أصحاب سرافيس.

ولفتوا إلى أن المحافظة فوضت مديرية منطقة سلمية بحل المشكلة، وأنه تم عقد اجتماع في المنطقة يوم السبت 24 أيلول، بحضور مشرف المجمع التربوي ومديري المدارس المعنية، وتم الاتفاق على فرز 5 سرافيس من خط حماة-سلمية لتخديم هذه المدارس وبأسعار معقولة.

وأضاف بعضهم: وفعلاً سارت الأمور على ما يرام وداومنا ليومين متتاليين «الأحد والإثنين 25 و26 أيلول»، ولكن مساء يوم الإثنين اتصل بهم سائقو السرافيس وأخبروهم بأن هيئة خط حماة ـ سلمية، ستحجز السرافيس التي تخدّم المدارس وتحرمها من المحروقات في حال استمرارها بنقل المعلمات، ومن يومها عادت المدارس لتغلق أبوابها!

وذكر مدير إحدى المدارس أنه في اليوم الأول من الشهر الجاري، تم الاجتماع مجدداً في المنطقة، وكان الطرح بفرز ميكروباصات سعة 26 راكباً من العاملة بالنقل الداخلي في مدينة سلمية، لتخديم المدارس، ولكن رُفِضَ هذا الحل لأنه غير مناسب من ناحيتين، الأولى أنها غير جاهزة فنياً وغير مهيأة لنقل المعلمات لمسافات بعيدة خارج المدينة، والثانية بسبب أجورها المرتفعة جداً. وأضاف المدير: في يوم الأحد الماضي راجعنا المحافظة، ووعدنا بعض أعضاء المكتب التنفيذي بأن الحل سيكون كما طرحناه، أي بالموافقة للسرافيس الخمسة بتغيير خطوطها مؤقتاً وتخديم المدارس كما جرى الاتفاق في اجتماعنا بالمنطقة يوم 24 الشهر الماضي. وتم الاتصال بالمعنيين بالأمر من رؤساء الخطوط والهيئات لتيسير الأمر.

وتابع قائلاً: لكن بعد خروجنا من مبنى المحافظة أخبرنا السائقون بأن رؤساء هيئات الخطوط قالوا لهم من جديد: «لا تتصرفوا من دون موافقة خطية من المحافظة، أي عدنا إلى نقطة الصفر»!.

من جانبه ورداً على أسئلة « الوطن» بيَّنَ مدير التربية يحيى منجد، أن التربية أمنت المعلمين لهذه المدارس منذ بدء العام الدراسي، لكن إحجام سائقي السيارات عن نقلهم أدى إلى عدم وصولهم إليها.

وأوضح أنه تم عرض المشكلة على المحافظ مع قائمة بالعقود المبرمة بين المعلمين وسائقي السيارات، وقد وجه المحافظ مدير منطقة سلمية بحلها فوراً.

من جهته بيَّنَ رئيس المجمع التربوي والإداري في سلمية كرم حبيب لـ«الوطن»، أن المجمع وبالتعاون مع مديرية المنطقة، رفع العديد من الكتب للمحافظة بمقترح يتضمن تخصيص 5 أو 6 سرافيس من العاملة على خط سلمية ـ حماة، لنقل المعلمين والمعلمات إلى مدارس ريف المنطقة الشمالي، وتنظيم عقود مع السائقين، ولكن من دون جدوى، وكان التبرير أن هذه القرى لا توجد خطوط سير عليها، وأن السرافيس التي ستعمل عليها ليست لها مخصصات مازوت!

أما مدير منطقة سلمية العميد أسعد محمد خيرو فبيَّن لـ « الوطن» أنه يوم الإثنين الماضي تم تسيير السرافيس التي كان المعلمون والمعلمات تعاقدوا معها على خطوط تلك المدارس، والدوام صار بوضعه الطبيعي.

أما الأهالي ومديرو المدارس فأكدوا لـ«الوطن»، أن السرافيس لم تعمل سوى يوم واحد فقط، وقد توقفت أمس عن نقل المعلمات إلى مدارس تلك القرى، بسبب تخفيض مخصصاتها من المازوت إلى ما دون النصف، ولعدم قدرة المعلمين والمعلمات على تحمل الأجرة التي سيدفعونها لأصحاب السرافيس لتعويض ما ينقصهم من مازوت بالسعر الحر!

ويقول الأهالي متسائلين: هل من المعقول أن تغلق المدارس أبوابها بوجه أطفالنا لهذه الذريعة الواهية؟ وهل من الطبيعي أن يبقى أطفالنا من دون تعليم بسبب ذلك العذر الأقبح من ذنب؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن