فوضى أسعار الألبان والأجبان في الأسواق … السواس: منذ شهر نيسان لم تصدر نشرة سعرية والحرفي أصبح مظلوماً … مدير أسعار التموين: ليس من مهمتنا إصدار نشرات أسعار الحليب لأنه من مهام المحافظة
| رامز محفوظ
في الوقت الذي أصبحت فيه الفوضى السعرية هي السمة الرئيسية لواقع الأسواق السورية، نجد أن بعض المواد مثل الألبان والأجبان باتت في صدارة المواد التي تشوبها الفوضى والارتفاع اليومي بالأسعار، فما أسباب ارتفاع أسعارها اليومي؟
عضو الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان أحمد السواس لم يخفِ حقيقة الفوضى في أسعار الألبان والأجبان في السوق، مبيناً أن أسعار الأعلاف ارتفعت مؤخراً لكن ارتفاعها ليس يومياً.
وفي تصريح لـ«الوطن» أكد السواس أنه منذ نحو الشهر ونصف الشهر سعر كيلو الحليب يرتفع أسبوعياً مابين 75 و100 ليرة، مبيناً أن بعض المعامل الكبيرة المنتجة للألبان والأجبان هي المسؤولة اليوم عن التسعير في السوق وهي التي تحدد سعره والحرفي ملزم بالتسعيرة التي تضعها هذه المعامل من أجل الحصول على مادة الحليب وفي حال لم يقم بذلك فإن هذه المعامل ستقوم باستجرار إنتاج الحليب بالكامل من المزارع وهي قادرة على استيعاب كامل الإنتاج باعتبار أن منتجاتها تصدر إلى السوق الخارجية، موضحاً أن تحديد سعر الحليب من قبل هذه المعامل انعكس على أسعار كل مشتقاته في السوق.
وقال السواس إن الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان باتت اليوم في حالة يأس بالنسبة لموضوع صدور تسعيرة تموينية جديدة للألبان والأجبان والحرفي أصبح من الناس المهضوم حقهم بكل معنى الكلمة، مشيراً إلى أن هناك نشرات تموينية أسبوعية للفروج وأجزائه على حين أنه لم تصدر أي نشرة سعرية من قبل التموين للألبان والأجبان منذ شهر نيسان من العام الحالي وهذا الأمر غير معقول.
وأوضح أن الجمعية الحرفية ترفع بيانات تكلفة لمديرية التموين بدمشق بشكل دائم وخلال الفترة الماضية تم رفع بحدود 3 بيانات تكلفة للألبان والأجبان ولا أحد من التموين أخذ بالحسبان هذا الموضوع، لافتاً إلى أن التموين تقوم بمخالفة الحرفي اليوم بناء على الأسعار الصادرة في نشرة شهر نيسان وهذا الأمر غير منطقي، مبيناً أن أسعار الألبان والأجبان ارتفعت منذ نيسان ولغاية تاريخه أكثر من 30 بالمئة.
واعتبر أن عدم وضع تسعيرة تموينية دورية للألبان والأجبان أمر يضر بالحرفي وينعكس على المستهلك الذي يدفع ضريبة الفوضى في الأسعار اليوم.
وعن أسعار مبيع الحليب من مربي الأبقار بين السواس أن أسعار الحليب عند المربين في المنطقة نفسها لا تختلف وممكن أن تختلف بين مربٍ ومرب آخر موجود في منطقة أخرى وهذا الأمر ليس له تأثير واضح على أسعار الألبان والأجبان.
ورأى أن الحل لضبط الأسعار هو دعم المزارع وتأمين الأعلاف له إضافة إلى تأمين حوامل الطاقة للمنتجين، مشيراً إلى أن مؤسسة الأعلاف لا تدعم المزارع بالأعلاف لذا يضطر لشرائها من السوق السوداء بسعر مرتفع.
بدوره أوضح مدير الأسعار في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك نضال مقصود لـ«الوطن» أنه ليس من مهمة وزارة التجارة الداخلية إصدار نشرات سعرية للألبان والأجبان إنما تسعر ضمن مديريات التجارة الداخلية والمكاتب التنفيذية الموجودة في المحافظات.
وعن أسباب عدم صدور نشرات سعرية منذ مدة طويلة أكد مقصود أنه من المعروف أن هناك ارتفاعاً كبيراً حصل اليوم في الأسعار وللحرفيين معطياتهم بالنسبة للأسعار، مضيفاً: توجيهاتنا دراسة التكلفة وتحديد الأسعار وفق التكلفة الفعلية الحقيقية.
وقال مقصود إنه في حال وجود أي مشكلة بالنسبة للأسعار لدى المعنيين في جمعية الألبان والأجبان عليهم مراجعة الوزارة ومن ثم سيتم إرسالهم إلى مديرية التجارة الداخلية في دمشق من أجل التنسيق مع المعنيين هناك بخصوص الأسعار من أجل حل جميع مشاكلهم.
من جهته أكد مدير المؤسسة العامة للأعلاف عبد الكريم شباط لـ«الوطن» أن المؤسسة توزع الأعلاف لكل أنواع الثروة الحيوانية، مبيناً أن الذي يحكم أسعار الألبان والأجبان اليوم هو العرض والطلب، وأسعار الأعلاف عالمياً مرتفعة جداً وليس الغلاء فقط في سورية إنما في جميع دول العالم.
ولفت إلى أنه منذ عدة أشهر وأسعار المواد العلفية باستثناء كسبة الصويا ارتفعت إذ إن أسعار الأعلاف ارتفعت منذ بداية شهر شباط عندما بدأت الحرب الأوكرانية وحينها تم إغلاق الموانئ ونتيجة لذلك ارتفعت مادة الذرة الصفراء في السوق من 1700 ليرة للكيلو إلى 2500 ليرة ومن ثم نتيجة التوجيهات الحكومية وضخ كميات من المؤسسة انخفضت الأسعار إلى 2050 ليرة.