عربي ودولي

مجلس الأمن أكد دعمه للحوار الوطني في العراق … الكاظمي: الصدر أخطأ بالانسحاب من العملية السياسية وأتباعه استخدموا السلاح والعنف

| وكالات

انتقد رئيس حكومة تصريف الأعمال في العراق مصطفى الكاظمي أمس الثلاثاء، ممارسات اتباع التيار الصدري أثناء اقتحامهم للمنطقة الخضراء، مؤكداً أنهم عبروا عن غضبهم بطريقة غير سليمة وتورطوا باستخدام العنف والسلاح، بينما أشار إلى أن مقتدى الصدر أخطأ بالانسحاب من العملية السياسية، في حين أكد ممثلو دول عدة خلال جلسة مجلس الأمن الدولي الخاصة بالعراق أمس دعمهم للحوار الوطني في البلاد لإنهاء أزمته السياسية.
وحسب وكالة «المعلومة» قال الكاظمي في حوار مع صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية أمس: حاولت بعض الأطراف أن تعبر عن غضبها، ولكنها أخطأت في اختيار طريقة للتعبير عنها، البدايات كانت عفوية، وقد نجحنا في إخراج المتظاهرين من القصر الحكومي بشكل سلمي، وكان المتظاهرون مصممين على الخروج من البرلمان أيضاً، ولكن تطوّرت الأمور بين الطرفين فجأة وانتهى الأمر بينهما إلى مواجهة مسلحة خطيرة.
وأضاف: إنه كان هناك غضب شعبي تم التعبير عنه أحياناً بطرق غير سليمة، وقد صاحب ذلك أيضاً استخدام غير مقبول للسلاح والعنف.
وفي رده على سؤال بشأن تسهيل اقتحام الصدريين للمنطقة الخضراء، أكد الكاظمي بالقول: لم أسمح لهم، بل وقفت القوات الأمنية بتوجيه مني بكل قوة أمامهم وقد قدمت قواتنا العديد من الجرحى لمنعهم من الدخول واقتحام مؤسسات الدولة.
ودعا الكاظمي زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى الالتحاق بالحوار، لأن الحل في نهاية المطاف هو في الحوار، مشيراً إلى أن الصدر أخطأ في قراره بالانسحاب من البرلمان ما أتاح الفرصة لمنافسيه أن يملؤوا فراغه ويتحولوا إلى أكبر كتلة في البرلمان.
من جهة ثانية سقطت أكثر من 15 قذيفة داخل القصور الرئاسية ومحيطها في البصرة جنوبي العراق، ووقعت اشتباكات بين «الحشد الشعبي» وقوات مسلحة مجهولة.
وحسب «الميادين» وقع تبادل إطلاق النار بين قوة من «الحشد الشعبي» وعناصر مسلحة مجهولة قرب القصور الرئاسية.
وكانت خلية الإعلام الأمني في قيادة العمليات المشتركة العراقية، دعت أول من أمس، جميع المتظاهرين إلى الحفاظ على سلمية المظاهرات، وعدم السماح للمندسين بالوجود داخل المظاهرات، والتعاون التام مع القوات الأمنية وسط مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار.
وذكر بيان لخلية الإعلام الأمني أن القوات الأمنية تبذل جهوداً كبيرة لتأمين الحماية للمتظاهرين السلميين المطالبين بحقوقهم المشروعة، إلا أن هناك عناصر ضالة ومخربة خارجة عن القانون تندس وسط جموع المتظاهرين في محافظة ذي قار، أقدمت على حرق كرفانات تابعة لمبنى محافظة ذي قار وهو أمر مرفوض ويعاقب عليه القانون.
وبحسب مصادر أمنية وشهود عيان، أصيب 15 عنصراً من القوات الأمنية بجروح على خلفية اضطرابات أمنية رافقت مظاهرات خرجت وسط مدينة الناصرية مساء أول من أمس حيث قامت القوات الأمنية بتفريق المظاهرات.
وأوضحت المصادر أن التوتر الأمني في مدينة الناصرية وقرب جسر الناصرية استمر حتى ساعات بعد منتصف ليلة الإثنين- الثلاثاء مع تشديد القوات الأمنية على عدم استخدام الرصاص الحي لتفريق المحتجين.
وعقدت السلطات الأمنية في محافظة ذي قار اجتماعاً لمتابعة تداعيات الأحداث وسط المحافظة ضمت قيادات العمليات والشرطة والأمن الوطني، للتعامل مع الوضع الأمني لإيقاف الفوضى، واعتقال الملثمين الذين حاولوا حرق الدوائر والأبنية الحكومية.
ويعاني العراق أزمة سياسية استفحلت أخيراً مع استقالة نواب الكتلة الصدرية من البرلمان، وشهد احتجاجات عدة من المؤيدين لـ«التيار الصدري» داخل المنطقة الخضراء في بغداد، اعتراضاً على ترشيح تحالف «الإطار التنسيقي» محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الحكومة.
وعاد الهدوء نسبياً إلى العراق بعد انسحاب أنصار «التيار الصدري» من المنطقة الخضراء، وإنهاء «الإطار التنسيقي» اعتصام أنصاره في العاصمة بغداد في 30 آب، وذلك بعد اشتباكات متقطعة أدت حينها إلى سقوط نحو 23 قتيلاً، وإصابة ما لا يقل عن 380 شخصاً.
وعلى خط مواز قال ممثل الولايات المتحدة أمس خلال جلسة مجلس الأمن الدولي الخاصة بالعراق إن بلاده تدعم الحوار في العراق لإنهاء الأزمة السياسية، وتشجع في الوقت نفسه على عودة العراقيين من مخيم الهول ممن لم يتورطوا بالإرهاب.
وحسب وكالة «واع» أضاف إن بلاده تدين «القصف الإيراني في إقليم كردستان وتعده انتهاكاً لسيادة البلد» وتشجع كذلك على تقديم المساعدة للعراق لمواجهة التغيرات المناخية.
بدوره، أكد ممثل الهند خلال الجلسة أن الأزمة السياسية تؤثر في الشعب العراقي بشكل مباشر، قائلاً: إن الأزمة السياسية تؤثر في الشعب العراقي بشكل مباشر ونرحب بانعقاد الحوار الوطني للخروج من الجمود الحالي، مضيفاً: نحن قلقون من الهجمات الإرهابية، وانتهاك سيادة العراق يجب أن يتوقف ونرحب في الوقت نفسه بجهود العراق في المحادثات بالمنطقة.
في الأثناء، حث ممثل بريطانيا في مجلس الأمن خلال الجلسة قادة العراق إلى التوصل لحل سلمي للأزمة السياسية، وأكد في كلمته دعم بلاده لأمن واستقرار العراق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن