سورية

تحضيرات لافتتاح مركز تسوية في حماة … الاحتلال التركي يشعل خطوط التماس في حلب والرقة والحسكة.. ومقتل جنديين له

| حلب- خالد زنكلو - حماه- محمد أحمد خبازي - دمشق - الوطن- وكالات

بينما عقد اجتماع تحضيري في حماة لافتتاح مركز للتسوية في المحافظة، وواصل الجيش العربي السوري رده على خروقات الإرهابيين المتكررة في منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، أشعل جيش الاحتلال التركي أمس خطوط تماس الجبهات على طول الشريط الحدودي للمناطق المتاخمة لمناطق احتلاله شمال وشمال شرق سورية.

ولجأ الاحتلال التركي إلى التصعيد العسكري المكثف ولغة القصف المدفعي والصاروخي، الوحيدة التي يجيدها في حربه المستمرة ضد السكان المدنيين الآمنين، بعد إخفاق وعيده باحتلال مناطق الشريط الحدودي بعمق 30 كيلو متراً لإقامة ما سماه «المنطقة الآمنة» المزعومة.

وتمكن الاحتلال من تحقيق مآربه بخلق موجة نزوح جديدة في جميع المناطق الحدودية التي استهدفها أمس، ابتداء من ريف حلب الشمالي مروراً إلى منبج وعين العرب بريف المحافظة الشرقي، ووصولاً إلى ريفي تل أبيض وعين عيسى بريف الرقة الشمالي وحتى تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي شمال شرق البلاد، بعد إيقاع إصابات في صفوف السكان وإلحاق أضرار بالغة في ممتلكاتهم.

فمن ريف حلب الشمالي، وحسب ما أفادت مصادر أهلية لـ«لوطن»، تعرضت بلدتا حربل والصوغانية ولليوم الثاني على التوالي، لقصف مدفعي عنيف، ما تسبب بخسائر مادية في ممتلكات أبناء البلدتين الذين فروا إلى مناطق أكثر أمناً باتجاه محيط مدينة تل رفعت، والذي لم ينجُ هو الآخر من القصف الهمجي.

وتناوبت مدفعية الاحتلال وأسلحته الثقيلة على استهداف قرى ومزارع عديدة بريف عين العرب الغربي والشرقي، واللذين تعرضا أيضاً لقصف من طائرة حربية للاحتلال من داخل الأراضي التركية، ما أدى إلى نزوح جماعي لسكان هذه المناطق، وذلك وفق قول مصادر أهلية في عين العرب لـ «الوطن».

وذكرت مصادر محلية في منبج لـ«الوطن»، أن الاحتلال التركي، وبمؤازرة مرتزقته، جدد ولليوم الثاني على التوالي قصف قرى العسلية والصيادة والدندلية والفارات، الواقعة شمال غرب منبج بالقرب من خطوط التماس، إلى جانب بلدة المحسنلي شمالاً، وذلك من قاعدته العسكرية المتمركزة في قرية الياشلي شمال منبج، الأمر الذي تسبب بوقوع 3 إصابات في صفوف السكان.

وأشارت إلى وقوع قتلى وجرحى خلال اشتباكات دارت بين ما يسمى «مجلس منبج العسكري» التابع لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» ومرتزقة للاحتلال حاولوا التسلل إلى جبهات بلدات الدندنية والصيادة شمال غرب منبج.

أما في ريف الرقة الشمالي، ووفق إفادات السكان لـ«الوطن»، فنالت قرى ناحية عين عيسى شمال الرقة نصيباً من القصف من طائرة حربية لجيش الاحتلال التركي، إلى جانب استهداف مقطع الطريق الدولية «M4» المارة من تل أبيض وقرى قزعلي وقرمع وبغديك خان المجاورة للطريق، التي انقطعت حركة المرور فيها لأكثر من 7 ساعات أمس.

ولم يسلم ريف تل تمر بالحسكة من تصعيد الاحتلال التركي، إذ ركزت مدفعية الاحتلال في ريف رأس العين الشرقي قصفها على قرية قبور القراجنة ومركز ناحية أبو راسين وقرى خربة شعير والبوبي والمشيرفة التابعة لها بريف الحسكة الشمالي الغربي، الواقعة تحت نفوذ «قسد».

وقالت مصادر معارضة: إن التصعيد العسكري لجيش الاحتلال التركي، جاء على خلفية استهداف مجموعة تابعة لـ«قسد» متمركزة في تل قرية خان غرب تل أبيض، لمدرعة عسكرية داخل الأراضي التركية تابعة لجيش الاحتلال بصاروخ حراري أدى إلى مقتل جنديين اثنين وإصابة عدد آخر من الجنود الأتراك.

في منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، استهدفت وحدات الجيش العاملة في ريف حماة الشمالي الغربي، برمايات مدفعية مواقع لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه في محاور التماس بسهل الغاب الشمالي الغربي، وفي محيط قريتي حلوز وغانية بريف جسر الشغور الغربي وخطوط إمداد الإرهابيين على محور كبانة بريف اللاذقية.

وبيَّنَ مصدر ميداني لـ «الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة بريف إدلب، دكت بالمدفعية الثقيلة مواقع للإرهابيين في بلدة سان بريف إدلب الشرقي، وفي الرويحة وبينين وحرش بينين والفطيرة وكفر عويد وسفوهن وكنصفرة بمنطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.

وأوضح أن ضربات الجيش المدفعية، كانت رداً على خرق مجموعات إرهابية مما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، لاتفاق وقف إطلاق النار بمنطقة «خفض التصعيد» بقطاعي ريفي حماة الشمالي الغربي وإدلب الجنوبي.

من جهة ثانية، عقدت اللجان المعنية بتسوية أوضاع المطلوبين اجتماعاً في مبنى محافظة حماة بحضور المحافظ محمود زنبوعة، ومشاركة وجهاء العشائر، تمهيداً لافتتاح مركز تسوية فيها، وذلك استجابة لرغبة الأهالي في إفساح المجال لجميع الراغبين بتسوية أوضاعهم، وفق بنود الاتفاقات التي طرحتها الدولة، وذلك وفق ما ذكرت وكالة «سانا».

وبالعودة إلى الشأن الميداني، فقد أوضح مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش وسعت عملياتها البرية في بادية دير الزور الشرقية، لتطهيرها من خلايا تنظيم داعش الإرهابي.

جنوباً، ألقت الجهات المختصة القبض على عدد من المسلحين المطلوبين، وصادرت أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم خلال عملية نوعية في بلدة المسيفرة بريف درعا الشرقي، وفق ما نقلت «سانا» عن مصدر ميداني في الجهات المختصة.

وأكد المصدر، أن «العملية أسفرت عن استــشهاد عنصر، وإصابة اثنين تم إسعافهمــا إلى مشــفى الصنمين العسكري».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن