«الوطن» ترصد منعكسات قرار التربية لتوقيت الدوام المدرسي … وزير التربية: وحدنا الدوام بين جميع المدارس بناء على دراسة لجنة مختصة … الخطيب: كان يجب أن تجرى دراسة أعمق قبل اتخاذ القرار واقترح بدء دوام المدارس في التاسعة
| محمود الصالح
بين وزير التربية دارم طباع أن وزارة التربية قامت بعد اتخاذ مجلس الوزراء قرار إلغاء التوقيت الشتوي وتوحيد التوقيت على مدار العام بتكليف لجنة من رئيس الجمعية الفلكية محمد العصيري والمنسقة الخاصة لمادة الجغرافيا في المركز الوطني للمناهج راغدة محلا، لدراسة وتحديد مواعيد شروق وغروب الشمس على مدار العام، مضيفاً: قررنا توحيد الدوام في جميع مدارس البلاد العامة والخاصة بجميع مراحلها في الساعة الثامنة صباحاً.
وقال الوزير في تصريح لــ«الوطن»: وفق الدراسة للتوقيت الصيفي فإن بدء الإضاءة يكون في الساعة 6,12، وهو أقصى وقت يبدأ فيه الفجر، أما شروق الشمس فيبدأ الساعة 7,40 صباحاً.
وأضاف طباع إنه وفق الدراسة التي أعدتها اللجنة إن مدارس الدوام النصفي لن تتأثر في حال تم اعتماد بدء الدوام فيها الساعة الثامنة لأنه سيكون بعد شروق الشمس، وانتهاء الدوام في الفترة الثانية عند الساعة الخامسة، وبذلك ينتهي قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات من غروب الشمس وهذا يعني عدم وجود مشكلة، علماً أن أبكر غروب للشمس عند الساعة 5,26 وغياب الضوء وبداية الظلام الساعة 6,30 مساءً.
رئيس لجنة التربية في مجلس الشعب سمير الخطيب قال: إن الحكومة ترى أن هذا القرار فيه مصلحة عامة، ونحن نرى أنه كان يحتاج إلى دراسة أعمق قبل صدوره وتحديد الإيجابيات وتعزيزها والسلبيات وتلافيها، ولا يجوز أن يصدر مثل هذا القرار قبل أن تجرى له دراسة وافية.
وطلب الخطيب أن يكون هناك تقدير واستثناء لوضع بعض المناطق الباردة والجبلية والمعاد تحريرها.
عضو مجلس الشعب خالد شبيب أكد ضرورة أن يكون الدوام المدرسي بعد قرار الحكومة توحيد التوقيت بشكل دائم أن يبدأ الدوام المدرسي في الساعة التاسعة صباحاً، لأن أي طالب ومهما كانت مدرسته قريبة من منزله سيخرج قبل ساعة من البيت، وهذا يعني أنه يجب أن يخرج الساعة السابعة صباحاً، فذلك سيكون قبل شروق الشمس بحدود 40 دقيقة، وسيكون الجو مظلماً والشوارع خالية من الناس، مضيفاً: هناك أطفال صغار في السن، مما سيؤدي إلى تشكيل مخاطر على حياة الطلاب في شوارع مظلمة بسبب انقطاع الكهرباء، وانعدام الحركة في الصباح.
ورأى شبيب أن المشكلة تتعاظم بشكل أكبر في الريف حيث سيضطر الطالب للخروج بشكل مبكر والمشي من قرية إلى أخرى، حيث لا توجد مدارس في كل القرى، وإن كانت هناك مدارس قبل الأزمة في كل قرية فإنها لم تعد الآن موجودة، مما اضطر إلى تجميع الطلاب في مدرسة واحدة لعدة قرى أو لعدة أحياء، مضيفاً: وخلال فصل الشتاء إذا حضر الطلاب إلى المدرسة في وقت مبكر يكون الجو بارداً في الشتاء وفيه يكون أغلب العام الدراسي مما يحتاج إلى تشغيل المدافئ بشكل مبكر، وكلنا يعرف الحاجة الكبيرة لمادة المازوت، أما إن كان الدوام في الساعة التاسعة فيكون البرد أقل، مما يقلل الحاجة لكميات كبيرة من المازوت.
عضو مجلس الشعب المعلم خالد الدرويش طلب إلى وزارة التربية في تصريحه لـ«الوطن» أن يكون هناك توقيت للمدارس منفصل عن قرار الحكومة في توحيد التوقيت، بحيث تراعي وزارة التربية في التوقيت وجود أطفال صغار يخرجون قبل ساعة من الدوام ليصلوا إلى مدارسهم في شوارع مظلمة بسبب عدم وجود الكهرباء وشبه خالية من المارة وباردة.
وأكد الدرويش أن هناك إمكانية لتقليل عدد الحصص الدرسية، وتحديد بدء الدوام في التاسعة صباحاً ليتمكن الطلاب والمعلمون من الخروج من بيوتهم في وقت آمن ومناسب، لأن هناك طلاباً يذهبون من قرية إلى أخرى، وهناك حالات تم تجميع طلاب عدة أحياء في مدرسة واحدة بسبب تدمير مدارس في تلك الأحياء، لذلك يجب أن تؤخذ جميع هذه القضايا بالحسبان، مضيفاً: لكن لا يجوز بأي شكل أن يخرج الطلاب من منازلهم قبل شروق الشمس.
رئيس الجمعية الفلكية محمد العصيري وفي تصريح لـ«الوطن» قال إن الجمعية تعتمد وقت الإضاءة هو أذان الفجر وليس شروق الشمس، مبيناً أن قرار توحيد التوقيت واعتماد التوقيت الصيفي لكامل السنة جاء بعد دراسة فنية استمرت ست سنوات، وهذا القرار ليس مقتصراً على سورية فقط لأنه في الوقت نفسه الآن تم توحيد التوقيت في الأردن ولبنان وتركيا والعراق وإيران، وهناك أكثر من 90 بالمئة من دول العالم اعتمدت التوقيت الصيفي لأنه يحقق وفراً في الطاقة لا يقل عن 3,5 بالمئة في أميركا، وبين العصيري أن اعتماد التوقيت الصيفي كان قد تقرر لأسباب اقتصادية في الحرب العالمية الأولى.
وعن المزايا الاقتصادية أشار إلى أنه يتم توفير ساعة يومياً في الطاقة لها منعكس اقتصادي كبير. ونوه رئيس الجمعية أنهم كجهة فنية درست الموضوع من جوانبه الفنية، أما بالنسبة لتوقيت الدوام ومدى تطابقه مع وضع الطلاب فهذا شأن حكومي ووزارة التربية هي المعنية بدراسة أوضاع المدارس في المدن والريف وتحديد مواعيد بدء الدوام وانتهائه، وأضاف إن اللجنة أوصت أن يكون انزياح الدوام بعد ساعة مما هو موجود الآن ويرى ضرورة أن تكون هناك تعليمات تنفيذية تراعي وضع كل منطقة والحالات الموجودة فيها.
«الوطن» تلقت الكثير من الاتصالات من أبناء المحافظات الذين عبروا عن أن استمرار الدوام المدرسي وفق توحيد التوقيت مجحف بحق الطلاب، فطلاب المدارس الخاصة التي تقع بأغلبيتها في ريف دمشق يحتاج الطالب فيها المقيم في دمشق إلى ساعة كاملة للوصول إلى المدرسة، هذا يعني أنه سيخرج من البيت مع أذان الفجر، وهذا يشكل خطراً كبيراً على الطلاب، إضافة إلى أبناء الريف الذين يضطرون إلى الذهاب من قرية إلى أخرى بسبب تجميع المدارس في قرى كبيرة.