شهيد وإصابات إثر اشتباكات مسلحة مع قوات إسرائيلية بعد محاصرتها منزلاً في نابلس … رام الله: اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع الاحتلال لا ينشئ أي التزامات على دولة فلسطين

أدانت رام اللـه أمس الأربعاء، مواصلة السياسات والممارسات غير القانونية التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي الهادفة إلى نهب الموارد الطبيعية في فلسطين المحتلة، فيما اقتحمت قوات إسرائيلية أمس منزل محافظ مدينة القدس عدنان غيث في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، بالتزامن مع وقوع اشتباكات مسلحة في نابلس، بعد مُحاصرة قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلاً في «دير حطب» شرقي المدينة، شمال الضفة الغربية المحتلة.
وحسب وكالة «وفا» قالت الخارجية الفلسطينية في بيان لها، أمس الأربعاء، إن دولة فلسطين تؤكد سيادة الشعب الفلسطيني على إقليمه براً وبحراً وجواً، مضيفة: تتابع دولة فلسطين على كل المستويات، تطور الأحداث المتعلقة بمواصلة نهب سلطات الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي لموارد وثروات الشعب الفلسطيني واستغلال أراضيه وسعيها لضمها، وتؤكد أنها تتمسك بكل الحقوق المنصوص عليها في قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، بما فيها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية للعام 1966، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للعام 1966.
وأوضحت في بيانها أن دولة فلسطين دعت جميع الدول والكيانات، بما فيها الاقتصادية والتجارية، إلى احترام حق الشعب الفلسطيني في الحفاظ على موارده الطبيعية، وعدم التعاون بأي شكل من الأشكال مع سلطات الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي في نهب هذه الموارد، وحقها في جبر الضرر عن أي إجراء غير قانوني، بما في ذلك الاستيلاء، الإتلاف، الاستغلال والاستنفاد لهذه الموارد بأي شكل من الأشكال ومن أي طرف كان.
وذكرت بإعلانها المودع لدى الأمم المتحدة وفق اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار للعام 1982، والمتعلق بالحدود البحرية لدولة فلسطين، وتدعو جميع الدول والكيانات والشركات إلى احترام هذا الإعلان وعدم الاعتداء على المناطق المحددة فيه قبل الوصول إلى اتفاق نهائي حولها.
كما دعت الدول المجاورة إلى الدخول، وعلى وجه السرعة، في مفاوضات مع دولة فلسطين لترسيم هذه الحدود، والجهات الدولية المسؤولة إلى لعب دور في وقف الاعتداءات المتكررة لسلطات الاحتلال الاستعماري على مناطقها البحرية.
وقالت إن دولة فلسطين ستواصل متابعة أي أعمال غير شرعية في مناطقها البحرية، بما في ذلك مساءلة أي جهة عن استغلالها لهذه الموارد استناداً لقواعد القانون الدولي.
وأكدت أن أي اتفاق يتعلق بترسيم الحدود البحرية بين أي طرف، وتحديداً أي اتفاق سابق أو لاحق مع سلطات الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي، لا ينشئ أي التزامات أو حقوق على دولة فلسطين ما لم تكن طرفاً فيه أو برضاها، وعلى النحو الذي نص عليه الفصل الرابع من اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات للعام 1969، وتحديداً ذلك الذي يمس حقوق الشعب الفلسطيني وسيادته على إقليمه وموارده الطبيعية.
في غضون ذلك اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس منزل محافظ مدينة القدس وعبثت بمحتوياته، وكانت سلطات الاحتلال فرضت الحبس المنزلي على المحافظ غيث منذ الرابع من آب الماضي.
إلى ذلك اقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين أمس المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال، التي فرضت طوقاً عسكرياً على مدينة القدس، ونقلت وكالة «وفا» عن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس قولها: إن مئات المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات متتالية، كل مجموعة تتكون من 40 مقتحماً، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال.
ومنذ ساعات الصباح أمس اقتحمت قوات الاحتلال المصلى القبلي في المسجد، وحاصرت المصلين والمرابطين فيه، واعتدت على الفلسطينيين في باحاته واعتقلت عدداً منهم.
كما أغلقت معظم شوارع القدس بحواجز إسمنتية، وعزلت أحياءها عن بعضها، وكثفت انتشارها في البلدة القديمة ومحيط الأقصى، ما تسبب بعرقلة حركة المقدسيين في المدينة.
على خط مواز اندلعت اشتباكات مسلحة إثر محاصرة قوات الاحتلال منزلاً في «دير حطب» شرقي نابلس، وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال حاصرت الأسير المحرر والمطارد سلمان عمران في المنزل، على حين اشتبك مقاومون مع جنود الاحتلال، وأكد شهود عيان أن قوات الاحتلال نشرت تعزيزات عسكرية من «الوحدات الخاصة»، وقوات «اليمام»، في محيط المنزل المحاصر، بينما اعتلى قناصة الاحتلال أسطح المنازل المجاورة، وأضافوا إن جرافة تابعة للاحتلال شرعت بهدم جدران محيطة بالمنزل الذي يتحصن به عمران.
وذكرت المصادر أن شقيق عمران أصيب في يده جراء الاشتباكات، وتمّ نقله إلى مستشفى رفيديا لتلقي العلاج، بدورها، أكدت وزارة الصحة استشهاد الشاب علاء ناصر أحمد زغل عن عمر 21 عاماً، مُتأثراً بإصابته برصاصة في الرأس أطلقها عليه قوات الاحتلال، على حين لفت مراسل «الميادين» إلى أن هناك أنباء عن إصابة أحد جنود وحدة اليمام لمستعربي الاحتلال برصاصة بالرأس.
من جهته، قال الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان مقتضب، إن قوات الاحتلال تمنع طواقم الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر من الدخول إلى دير الحطب، وهناك نداءات عن وجود إصابات.
وبحسب وكالة «وفا» الفلسطينية، أصيب 3 صحفيين أثناء تغطيتهم الاشتباكات المستمرة في قرية دير الحطب بالقرب من مدينة نابلس.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي رسالة صوتية لعمران، طالب فيها كل من لديه سلاح بالتوجه إلى منزله والاشتباك مع الاحتلال الذي يُحاصره في منزله في هذه الأثناء في نابلس.