أبناء الجولان متمسكون بكل ذرة من ترابه و«التحرير الفلسطيني»: محطة فاصلة … سورية تحتفل اليوم بذكرى حرب تشرين التحريرية
| القنيطرة – خالد خالد - دمشق - الوطن - وكالات
تلقى الرئيس بشار الأسد أمس برقية تهنئة من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بمناسبة الذكرى الـ 49 لحرب تشرين التحريرية، أعرب فيها عن الوقوف إلى جانب سورية في معركة الدفاع عن عروبة الجولان المحتل وفي مكافحة الإرهاب، في حين جدد أبناء الجولان تمسكهم بخيار الصمود والمقاومة حتى تحرير كل ذرة من ترابه، في وقت اعتبر فيه جيش التحرير الفلسطيني أن الانتصار الذي حققته حرب تشرين جعلها من المحطات الفاصلة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني.
وذكر موقع «النشرة» اللبناني أن رئيس مجلس النواب ولمناسبة الذكرى الـ 49 لحرب تشرين التحريرية أبرق إلى الرئيس الأسد مهنئاً، وقال بري: «يطيب لي بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لحرب تشرين التحريرية المجيدة أن أتوجه من سيادتكم ومن الجيش العربي السوري الباسل قيادة وضباطاً ورتباء وجنوداً ومن الشعب السوري الشقيق بأحر التهاني والتبريك».
وأضاف: «اليوم وفي رحاب هذه المحطة القومية البطولية التي سطر فيها الجيش العربي السوري أرقى ملاحم البطولة والفداء دفاعاً عن الأمة وحقوقها وسيادتها وكرامتها وعن سورية ووحدة ترابها، نجدد في هذه المناسبة انحيازنا ودعمنا لسورية قيادة وجيشاً وشعباً في معركة الدفاع عن عروبة الجولان وفي مكافحة الإرهاب الذي يمثل الوجه الآخر للعدوانية الإسرائيلية، ولنا ملء الثقة بأن سورية ستخرج منتصرة وأكثر قوة ووحدة، وتشرين هو العِبرة والدرس».
وبينما يحتفل السوريون بذكرى حرب تشرين التحريرية التي تصادف اليوم في السادس من تشرين الأول من كل عام، أكد أبناء الجولان خلال مهرجان خطابي أقيم في ساحة دار الحكومة في مدينة القنيطرة المحررة تمسكهم بخيار الصمود والمقاومة لأنها الطريق إلى العزة والكرامة وتحرير الأرض واسترجاع الحقوق المغتصبة، بالعمل والإصرار على إنجاز مسيرة التحرير الظافرة بقيادة الرئيس الأسد.
وشدد أبناء الجولان على حق الشعب السوري بتحرير أرضه واستعادة الجولان المحتل كاملاً وبكل الوسائل المشروعة، مؤكدين أن «سورية ستبقى الصخرة التي تتحطم عليها المؤامرات بجهود قيادتها وتضحيات جيشها وشعبها وأن لا خيار أمامها سوى الانتصار»، مشيرين إلى أن التاريخ سيكتب أن الجيش العربي السوري سطر أروع مثال للتضحية والفداء وأن بوصلته العقائدية ستبقى محاربة العدو الصهيوني ودحر الإرهابيين والتكفيريين وأن فلسطين ستبقى قضيته المركزية.
وخلال المهرجان الذي أقامته محافظة القنيطرة وفرع المحافظة لحزب البعث العربي الاشتراكي، أكد المشاركون أيضاً تمسكهم بكل حبة تراب من أرضهم المحتلة وعدم التفريط بها وثقتهم المطلقة بحتمية تحرير كامل تراب الجولان العربي السوري المحتل بتضحيات وبطولات الجيش والقوات المسلحة الباسلة وعزيمة وإصرار الشعب الصامد والقيادة الشجاعة للرئيس الأسد.
وأوضح محافظ القنيطرة معتز أبو النصر جمران في كلمة خلال المهرجان، أن حرب تشرين التحريرية كانت نقطة تحول تاريخية في مرحلة الصراع العربي الصهيوني وكسرت أسطورة «الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر» وأثبتت للعالم قدرة المقاتل العربي على التكيف واستخدام الأسلحة المتطورة، مشيراً إلى البطولات التي سطرها أبطال قواتنا المسلحة على اختلاف تشكيلاتها أثناء معارك تشرين والتي كتبت سفراً مجيداً في تاريخ سورية المعاصر.
وقال: «لأننا أبناء القائد حافظ الأسد، ولأن نصر تشرين ملهمنا، ولأننا في ظل قيادة حكيمة شجاعة متمثلة بالرئيس بشار الأسد ولإيمان هذا الشعب العظيم بقيادته وجيشه وبالنهج المقاوم فقد كان النصر حليفنا أيضاً واستطعنا أن نهزم المعتدين وأن نحقق الانتصارات على كل القوى المتآمرة والشريكة بجريمة سفك الدم السوري».
وحيا جمران أهلنا الصامدين في قرى مجدل شمس ومسعدة وعين قنية وبقعاثا المتشبثين بأرضهم رغم كل السياسات العنصرية التي تنتهجها سلطات الاحتلال، لافتا إلى أن أهالي الجولان المحتل كانوا وما زالوا يتطلعون إلى يوم النصر الكبير على الكيان الصهيوني ومرتزقته الإرهابيين.
بدوره، أكد أمين فرع القنيطرة للحزب خالد أباظة، أن حرب تشرين التحريرية كانت محطة تاريخية محورية في الصراع العربي الصهيوني، لافتاً إلى أن بطولات وتضحيات قواتنا المسلحة كانت وستبقى منارة للأجيال القادمة، منوهاً بصمود أهلنا في الجولان السوري المحتل الأبطال المتمسكين بأرضهم وهويتهم السورية.
وجدد اباظة الثقة بجيشنا العربي السوري في إكماله للانتصارات في كل شبر من الأراضي السورية وإعادتها إلى حضن الوطن في ظل القيادة الحكيمة الشجاعة للأمين العام لحزب البعث الرئيس بشار الأسد.
أمين فرع حزب الاتحاد العربي الديمقراطي في القنيطرة، أحمد فياض، اعتبر في كلمة باسم الجبهة الوطنية التقدمية، أن حرب تشرين التحريرية ستبقى صفحة ناصعة البياض وأهم منجزات العرب في تاريخهم العربي الحديث والمعاصر ومنعطفاً مهماً في تاريخ الصراع العربي الصهيوني.
ولفت إلى أن ذكرى انتصارات حرب تشرين تبقى راسخة في ذاكرة الأجيال لتعزز الولاء للوطن وللأرض وخاصة عندما رفع القائد المؤسس حافظ الأسد العلم الوطني في سماء القنيطرة معلناً تحرير المدينة من العدو الغاشم.
وفي كلمة مسجلة، أﻟﻘﺎها ﺣﺴﻦ ﻓﺨﺮ الدين جدد أهلنا في الجولان المحتل ﺗﻤﺴكهم بكل ﺫﺭﺓ تراب ﻣﻦ أرض ﺍﻟﺠﻮﻻﻥ ﻭمواصلتهم ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺮﻳﺮﻩ ﻛﺎﻣﻼً ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ الإسرائيلي الغاشم ﻭﻋﻮﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ الوطن الأم سورية، معربين عن ثقتهم بحتمية تحرير ﺍﻟﺠﻮﻻﻥ ﺑﻬﻤﺔ الجيش العري السورية وصمود الشعب وقيادته.
وفي كلمة المنظمات الشعبية، أكد رمضان سعيد أن حرب تشرين جاءت لتحرر إرادة الإنسان العربي، فكانت ملحمة العرب الكبرى في العصر الحديث، إذ امتلك العرب ولأول مرة زمام المبادرة والمفاجأة بقرار الحرب وحطم أبطالنا أسطورة الجيش الصهيوني وكتبوا صفحات خالدة ناصعة بدمائهم.
واستذكر سعيد بطولات بواسل الجيش العربي السوري وتحريرهم مرصد جبل الشيخ بعد تدمير تحصينات العدو الهندسية والعسكرية، مجدداً معاهدة الشعب والقائد على أن نبقى الجنود الأوفياء لإعادة بناء ما دمره الإرهاب والمضي بعزم وثبات وإرادة لصنع فجر تشرين جديد في حربنا على الإرهاب وداعميه ورعاته.
بدورها، اعتبرت رئاسة هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه، أن حرب تشرين أعادت للأمة العربية كرامتها وعنفوانها، فكانت بما حققته من انتصارات وإنجازات من المحطات الفاصلة في تاريخ الصراع العربي – الصهيوني.
وجاء في البيان: إن «الإرادة والتصميم وقوة الحق، والإعداد الحقيقي الجاد، واليقظة والحفاظ على الجاهزية القتالية العالية والتحلي بالرجولة والشجاعة والإيمان بعدالة القضية، والاستعداد الدائم للتضحية والفداء عوامل رئيسة أسهمت بتحقيق انتصارات حرب تشرين التحريرية».
وأضافت: «نحن متمسكون بالروح القتالية والمعنوية العالية والإخلاص بالعمل التي رافقت كل مراحل الاستعداد لخوض هذه الحرب، وما رافق معاركها منذ الطلقة الأولى، فنحن نحمل بكل الفخر والاعتزاز راية جيش التحرير الفلسطيني الذي قاتل في حرب تشرين التحريرية، وهو اليوم يشارك في التصدي للإرهاب المجرم الذي يستهدف سورية العروبة، وسنبقى أبداً رجالاً في ميادين البطولة والشهادة نلبي نداء الواجب المقدس مهما غلت التضحيات».
وعاهدت رئاسة أركان جيش التحرير الفلسطيني بالحفاظ على روح تشرين التحرير حية في ضمائرنا لأنها روح الانتصار وتحرير الأرض، والبقاء بخندق المقاومة المشرف الذي يجمعنا مع رجال الجيش العربي السوري الباسل خلف راية أمل الأمة الرئيس الأسد حتى التحرير والعودة وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة فوق كامل ترابنا المحرر وعاصمتها القدس.
وفي إطار الفعاليات المقامة بذكرى حرب تشرين، كرمت الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية وجمعية سورية اليمامة الخيرية عدداً من أسر الشهداء خلال حفل أقيم بهذه المناسبة في قاعة الشرف بمبنى محافظة الحسكة، وذلك حسبما ذكرت وكالة «سانا».
وقال محافظ الحسكة، لؤي صيوح: إن «أسر الشهداء هم من يكرمونا بوجودهم وحضورهم، ونحن هنا لنقول لهم لن ننسى شهداءنا وسيبقون مشاعل نور ومنارة لكل الأجيال على مر التاريخ».
من جانبه، أشار منسق مركز «بيت الكل» التابع للجمعية السورية للتنمية عبد السلام عبدو إلى أن مبادرة اليوم هي تكريم وتقدير لأسر الشهداء، الذين ضحوا بدمائهم في سبيل الوطن خلال حرب تشرين، في حين أوضح عضو مجلس إدارة جمعية سورية اليمامة الخيرية إسماعيل الطه أن مشاركتهم في المبادرة اليوم تأتي «في إطار تقديم الدعم لأسر الشهداء تقديراً لما قدمه أبناؤهم لنصر سورية في حرب تشرين التحريرية وتكريسهم نهج المقاومة، والدفاع عن تراب الوطن ضد أي معتد.
وأعرب عبد الباسط زعال الضامن شقيق الشهيد أحمد الضامن عن شعوره بالفخر والاعتزاز الذي يتجدد مع كل ذكرى للشهادة والتضحية والبطولة والفداء، منوهاً بالاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لأسر الشهداء ورعايتهم، في حين عبر جميل نوفل الذي استشهد شقيقه وليد في اليوم الثاني لحرب تشرين التحريرية، عن الاعتزاز به دائماً على مر السنين، «لأن الشهادة قيمة سامية ووسام فخر نعلقه على صدورنا، والشهداء هم تاريخ الوطن وقد رسموا المستقبل بتضحياتهم وبطولاتهم».