بوتين خول الأمن الفدرالي تشديد إجراءات الحماية.. و«الدوما»: بمنزلة «إعلان حرب بلا قواعد» … تفجير جسر القرم.. بداية فصل جديدة للحرب الإرهابية ضد روسيا
| وكالات
أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس تعليمات بتشكيل لجنة تحقيق حكومية في التفجير الذي وقع على جسر القرم، ومرسوماً خول بموجبه الأمن الفدرالي بتشديد إجراءات حماية الجسر، في حين اعتبر مجلس الدوما الهجوم الإرهابي «المعلن منذ فترة طويلة» على جسر القرم بمنزلة «إعلان حرب بلا قواعد»، في حين أكدت وزارة الخارجية التزام موسكو بمبدأ عدم جواز شن حرب نووية، واصفة منطق أنظمة الناتو بـ«القتل والتخريب والتدمير والاستفزاز».
وحسب موقع «روسيا اليوم»، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف: «أصدر الرئيس بوتين تعليمات لرئيس الوزراء بتشكيل لجنة حكومية لمعرفة أسباب ما حدث، وإزالة آثاره في أسرع وقت ممكن، موضحاً أن اللجنة ستشمل أيضاً رئيسي إقليمي كراسنودار والقرم وممثلي الحرس الوطني وجهاز الأمن الفدرالي ووزارة الداخلية.
وفيما اعتبر خبراء أن تفجير جسر كيرش بداية فصل جديد للحرب الدائرة في أوكرانيا، أكد نائب رئيس مجلس الدوما أوليغ موروزوف، أن الهجوم الإرهابي «المعلن منذ فترة طويلة» على جسر القرم لم يعد مجرد تحدٍّ، بل «إعلان حرب بلا قواعد».
وقال في تصريح لـ«سبوتنيك»: إن «حرباً إرهابية خفية تشنّ ضدنا، علاوة على ذلك، فإن الهجوم الإرهابي المعلن منذ فترة طويلة على جسر القرم لم يعد مجرد تحدٍّ، إنه إعلان حرب بلا قواعد».
وفي وقت سابق أعلنت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب أنه تم تفجير شاحنة على جسر القرم، ما أدى إلى اشتعال النيران في عدد من صهاريج الوقود في قطار كان يسير عبر الجسر ما تسبب بتعليق حركة السيارات والقطارات من دون وقوع إصابات أو ضحايا بشرية.
وأعلنت وزارة الطوارئ الروسية إخماد الحريق في صهاريج الوقود، في أعقاب الانفجار الذي وقع على الجسر، فيما أعلنت لجنة التحقيق الروسية أمس مقتل 3 أشخاص في الحادث.
من جانبه أعلن رئيس شبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف أنه تم أمس استئناف حركة مرور السيارات على جسر القرم، وستعود حركة القطارات على الجسر في وقت لاحق، مشيراً إلى أن السيارات ستتحرك على الجسر عبر المسارين اللذين لم يتضررا نتيجة التفجير.
وفي السياق ذاته اعتبر مستشار رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك أن تفجير جسر القرم هو البداية ويجب تدمير كل شيء «غير قانوني» حسب زعمه، في تبنّ غير مباشر لحادث التفجير.
إلى ذلك أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن بلاده لا تزال ملتزمة بمبدأ عدم جواز شن حرب نووية، ونقلت «سبوتنيك» عن لافروف قوله في مقابلة مع صحيفة «أرغومنتي أي فاكتي» الروسية: روسيا لا تزال ملتزمة ببيان قادة الدول الخمس التي تمتلك أسلحة نووية في كانون الثاني الماضي، والذي تم فيه تأكيد افتراض عدم جواز شن حرب نووية، مضيفاً: إنه من الضروري منع أي نزاع مسلح بين الدول التي تمتلك هذه الأسلحة.
من جهة ثانية، حذر لافروف من التحدث بلغة العقوبات مع روسيا، قائلاً: لدينا كل الإمكانات لحماية مصالحنا الوطنية، وإذا لزم الأمر سنستخدمها إلى أقصى حد، ويجب على أولئك الذين يتحدثون بلغة العقوبات مع روسيا أن يتذكروا أنه في حين نتحلى بضبط النفس إلى حد كبير في الرد على أعمال العدوان الاقتصادي، فإن صبرنا لن يكون بلا حدود.
ومع تسارع التطورات على خلفية تفجير جسر القرم، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس تعيين الجنرال سيرغي سوروفيكين قائداً لمجموعة القوات المشتركة في منطقة العملية العسكرية الروسية الخاصة.
وخلال الأشهر السابقة، تولى سوروفيكين، قيادة مجموعة قوات «الجنوب» العاملة على جبهات العملية الخاصة في أوكرانيا.