ثقافة وفن

«علِّ علِّ بطل فليد» … عودة «غرندايزر» مجدداً بعد 40 عاماً من مغادرته كوكب الأرض

| وائل العدس

«علِّ علِّ بطل فليد هيا طر يا غرندايزر، بعزم علّي حمماً أرسل، افتك بالأعداء، كافح شراً حطم مكراً في حزم وإباء، امنع طمعاً اردع جشعاً فالخطر كبير، هذي الأرض يا غرندايزر كوكب صغير.. خيرها يزهو حبها يسمو للعدل الفسيح».

من منا لا يتذكر هذه الكلمات من شارة مسلسل الكرتون الشهير الذي حظي بشهرة عندما عرض أول مرة أواخر السبعينيات، واجتذبت مغامراته جمهوراً جديداً مع مرور السنوات، رغم توقف حلقات المسلسل وانتهاء قصته بعودة بطله «دايسكي» إلى كوكبه.

في خبر مفرح لكل الأجيال، أعلنت إحدى الشركات العربية عن مشروع لإحياء المسلسل مجدداً من جديد تحت مسمى PROJECT G، بالتعاون مع عدد من الشركاء اليابانيين والعالميين، إضافة إلى إطلاق مسابقة عالمية لتصميم مركبة آلية مستوحاة من المركبات الفضائية المعادية المعروفة بـ«اليوفو» من عالم «غرندايزر»، مع إمكانية استخدامها في المشروع الجديد، وفرصة الفوز بجائزة نقدية لأول ثلاثة فائزين.

لم تمر إلا سنوات قليلة على إطلاق النسخة اليابانية من «غرندايزر» حتى وصلت للعالم العربي، ولعل من أهم أسباب انتشاره هو عرض المسلسل مدبلجاً إلى اللغة العربية الفصحى، بأداء جاذب وأصوات لا تزال عالقة في الذاكرة، وفي مقدمها صوت الفنان جهاد الأطرش صاحب الأداء الصوتي للشخصية الرئيسية «دايسكي» أو «دوق فليد».

كما كان الشارة، التي غناها الراحل سامي كلارك بأداء حماسي لا ينسى أثر كبير في بقاء المسلسل في الذاكرة، وهي الأغنية التي تم تداولها كثيراً وقت وفاته قبل عامين.

ويتكون المسلسل من 74 حلقة مدة كل منها نحو 22 دقيقة، وتمت ترجمته إلى العربية والإنكليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية، وبدأ عرضه في العالم العربي بداية الثمانينيات من القرن العشرين.

القصة

فكرة المسلسل قائمة على الصراع بين الخير والشر، يمثل الشر «فيغا الكبير» وهو قائد فضائي شرير يسكن في سفينته الفضائية في الفضاء الخارجي، هدفه السيطرة على جميع كواكب الكون، يستخدم في هجومه على الكواكب الأخرى رجالاً آليين وروبوتات ضخمة، وفي يوم من الأيام يقوم بغزو كوكب «فليد» المسالم لكن يتمكن «دوق فليد» وهو ابن ملك الكوكب الهرب من خلال سرقة «غرندايزر» الذي كان يطوّر على كوكب «فليد» المتقدم علمياً ويقود «غرندايزر إلى الفضاء الخارجي إلى أن يسقط بعد أيام متعباً على كوكب الأرض ويعثر عليه الدكتور آمون رئيس مركز أبحاث الفضاء في اليابان ويقوم بتبني «دوق فليد» من دون الإفصاح عن حقيقة شخصيته ويطلق عليه اسم «دايسكي».

تبدأ أحداث المسلسل عندما يجهِّز «فيغا الكبير» خطته لغزو الأرض ويفاجأ بوجود «غرندايزر» على الأرض.

ينضم إلى جانب «دوق فليد» أبطال آخرون وهم «كوجي» ومن ثم «هيكارو» و«ماريا» أخت الدوق فليد، وفي نهاية المسلسل يتمكن «دوق فليد» وفريقه من القضاء على «فيغا الكبير» وأسطوله.

وفي الحلقة الأخيرة يغادر «دوق فليد» وأخته الأرض عائدين إلى وطنهما الأصلي كوكب «فليد»، لكنهما يعدان أصدقائهما بالعودة في يوم ما.

المؤلف نفسه

يعتبر مسلسل «غريندايزر»، الذي عرض على التلفزيون الياباني عامي 1975 و1976 تطويراً لفكرة فيلم من نوعية «أنمي» الذي سبقه في العرض وحمل اسم «المعركة الكبرى للوحوش الآلية الطائرة»، وقدم تصميماً مختلفاً لمركبة «غريندايزر» كما شاهدناها في المسلسل، أما قائد المركبة «دايسكي» فظهر في الفيلم بالتصميم نفسه تقريباً، مع تغيير بسيط في ألوان ملابسه.

وتذكر إحدى الروايات أنه ورغم نجاحه الكبير قوبل بفتور من الجمهور الياباني لمسلسل آخر من النوعية نفسها هو «مازنجر»، الذي يحمل اسم المؤلف جو ناغاي نفسه.

وسبب المشكلة أن «مازنجر» يسبق «غريندايزر» من حيث سنة الإنتاج بثلاثة أعوام تقريباً، إلا أن النسخة المدبلجة للعربية وصلت إلى العالم العربي متأخرة عن عرض «غريندايزر» عدة سنوات، الأمر الذي جعل «مازنجر» يبدو كمحاولة سيئة لتقديم نسخة كرتون جديدة بالمقارنة مع «غريندايزر»، كما أن محبي شخصية «كوجي» في النسخة اليابانية لم يعجبهم تراجع أهميته في المسلسل والأحدث، ومعاملة «دايسكي» له بخفة.

وتضيف الرواية أن مؤلف المسلسلين لم يكن يخطط للاحتفاظ بشخصية «كوجي» الموجودة في «مازنجر» كقائد لمركبة «غريندايزر»، وقبل بصعوبة منحها دوراً ثانياً في المسلسل الجديد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن