ليس هنالك ما يُسمّى إصلاح ديني لأن الدين هو الذي يصلح الإنسان ولا إصلاح للمجتمع من دون أن يكون دور المرأة أساسياً فيه … الرئيس الأسد يشارك في إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في جامع بني أمية الكبير بدمشق
| الوطن - وكالات
أكد الرئيس بشار الأسد خلال مشاركته باحتفال ديني أمس إحياءً لذكرى مولد الرسول الكريم محمد صلى اللـه عليه وسلم في رحاب جامع بني أمية الكبير بدمشق، أنه «ليس هنالك ما يُسمّى الإصلاح الديني، لأن الدين هو الذي يصلح الإنسان وليس العكس، ولا يمكن إصلاح المجتمع من دون أن يكون دور المرأة أساسياً فيه كشريك مع الرجل، والشراكة لا تعني التماثل والتطابق، بل تعني تبادل الأدوار وتكامُلَها».
وشارك الرئيس الأسد باحتفال ديني أقامته وزارة الأوقاف إحياءً لذكرى مولد الرسول الكريم محمد صلى اللـه عليه وسلم في رحاب جامع بني أمية الكبير بدمشق، وشارك فيه أيضاً عدد من كبار المسؤولين في الدولة وحزب البعث العربي الاشتراكي وعلماء الدين الإسلامي وحشد من المواطنين إضافة إلى مشاركة معلّمات القرآن الكريم والتعليم الشرعي النسائي في المدارس الشرعية لأول مرة في هذا الاحتفال، حيث ألقى وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد كلمة أشار فيها إلى المعاني العظيمة لهذه الذكرى الكريمة، في حين دعا الشيخ محمد توفيق رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام، اللـه أن يحفظ سورية وشعبها وجيشها وقائدها الرئيس الأسد.
وقال الرئيس متحدثاً إلى معلّمات القرآن الكريم والتعليم الشرعي النسائي في المدارس الشرعية بعد انتهاء الاحتفال: «كل عام وأنتن بخير، نحن سعداء جداً بمشاركة السيدات والداعيات معنا في هذا الحفل، الحقيقة أريد أن أتحدث عن نقطتين، الأولى هي المحبة التي أراها في العيون، فلا يمكن لشخص يعمل بشكل صادق في الحقل الديني ويفهم الدين وينتمي إلى هذه العقيدة بشكل صحيح إلا أن يكون محباً».
وأضاف: «النقطة الثانية، يقال إن النساء نصف المجتمع، ولكن لا أعرف ماذا يقصدون بهذا النصف؟ هل هو العدد، أم لأن أساس المجتمع يبنى على الرجل والمرأة والأبناء، لا يقاس المجتمع بالأعداد، ولا يقاس بالنسب، وإنما يقاس بالاندماج وبالتجانس، عندما ننظر إلى المجتمع ننظر إليه ككتلة واحدة، كتلة متجانسة تقدم منتجاً واحداً».
وتابع: «كنا نتحدث أنا والسادة العلماء في شهر رمضان عن موضوع ما يسمى الإصلاح الديني، وقلت في ذلك الوقت لا يمكن أن نصلح الدين لأن الدين هو الذي يصلح الإنسان وليس العكس، ولكن لا يمكن لهذا الإصلاح أن يكتمل من دون إصلاح المجتمع، ولا يمكن إصلاح المجتمع من دون أن يكون دور المرأة أساسياً فيه كشريك مع الرجل، والشراكة لا تعني أيضاً التماثل والتطابق، الشراكة تعني تبادل الأدوار والتكامل فيها، الرجل لديه نقاط قوة، والمرأة لديها نقاط قوة، والرجل لديه نقاط ضعف، والمرأة لديها نقاط ضعف».
ولفت الرئيس الأسد إلى أن البعض قد يقول إن المرأة عاطفية، لكن في بعض الأماكن تكون المرأة أكثر حسماً وحزماً من الرجل وأكثر قسوة، ويكون هو أكثر ليناً وعاطفية، وهذا هو تبادل الأدوار، وأضاف «في أماكن أخرى العكس، يظهر الرجل قوي العضلات، وفي أماكن أخرى يظهر جسد المرأة أكثر قوة وقدرة على التحمل من جسد الرجل، هذه هي البنية التي فطر عليها الإنسان».
وشدد الرئيس الأسد على أن دور المرأة أساسي، وقال «عندما تكون موجودة معنا في هذا الحفل فهذا هو الشيء الطبيعي، الصورة التي طبعت عن العقيدة وعن الإسلام ترتبط بشكل أو بآخر بصورة المرأة المتخلفة، المرأة المقموعة، المرأة غير الفاعلة».
وأضاف الرئيس الأسد مخاطباً المعلمات: «اليوم تقمن بأدواركن على أكمل وجه، وكلكن نساء قويات، فاعلات، نشيطات، ولكن بالنسبة لمن لا يفهم سوى بالمظاهر فحتى هذا المظهر ضروري جداً بالنسبة لنا لكي تكتمل رسالة العقيدة والإسلام ليس فقط في المضمون وإنما أيضاً في الشكل».
وفي بداية الاحتفال أدى الرئيس الأسد صلاة الظهر مؤتماً بفضيلة الشيخ خضر شحرور مدير أوقاف ريف دمشق.
وبدئ الاحتفال بتلاوة آيات من القرآن الكريم للقارئ الشيخ سليم عبده العقاد وتخلل الاحتفال ابتهالات دينية من وحي المولد النبوي الشريف، وذلك حسب ما ذكرت وكالة «سانا».
وألقى وزير الأوقاف كلمة، أشار فيها إلى المعاني العظيمة لهذه الذكرى الكريمة، وما تضمنته سيرة الرسول المصطفى من أخلاق وقيم هي مثال للبشرية في احترامها لحقوق الإنسان، حيث بنت رسالته وعقيدته الحضارة وأغنت العلم وصاغت القيم وحمت الأسرة ورفعت المرأة وحفظت حقوق الطفل وما شرَعته من دولة مدنية تُحترم فيها حقوق المواطنة لكل أبناء الوطن.
وبين السيد، أنه ومنذ أكثر من 1400 عام وضع النبي الكريم أول دستور للمواطنة وجعل حب الأوطان والذود عنها والشهادة في سبيلها من الإيمان، كما غرس في النفوس قيماً عظيمة ومنها الشورى التي تجسد المبادئ الحقيقية للإنسان، وليس كما هو حال الديمقراطية الغربية.. «ديمقراطية الشهوة والمال».
ولفت إلى القيم التي نشرها الرسول الكريم ومن أهمها العدل والمساواة والدعوة إلى الحوار والحكمة والموعظة الحسنة.
وتحدث السيد عن تضحيات الجيش العربي السوري والشعب السوري في مواجهة الحرب العدوانية الإرهابية الظالمة المدعومة من الإخوان والوهابية والعثمانية البائدة، مستذكراً قيم الشهادة التي جسدها جيشنا البطل في حرب تشرين التحريرية التي تتزامن ذكراها مع ذكرى مولد النبي الكريم محمد صلى اللـه عليه وسلم.
وقال: إن «سورية صمدت ببسالة جيشها وشعبها وبحنكة قائدها الرئيس بشار الأسد الذي أطلق العديد من المشاريع من حلب إلى عدرا الصناعية، ومن جهة أخرى يتابع أسر الشهداء والجرحى ودور الأيتام، فكان اليد التي تغسل الجراح واليد التي تبني المصانع وتعيد الإعمار رغم الحصار».
واختُتم الاحتفال بدعاءٍ لرئيس اتحاد علماء بلاد الشام، دعا اللـه فيه أن يحفظ سورية وشعبها وجيشها وقائدها الرئيس الأسد وأن يلهمه ما فيه مصلحة الوطن والأمة.
وعقب انتهاء الصلاة التفت الجماهير حول الرئيس الأسد وبادلته التهاني والتبريكات بهذه الذكرى المباركة.