موسكو أكدت أن واشنطن تساعد كييف في تجنيد المرتزقة.. وقرار «أوبك+» أفقدها السيطرة على النفس … بوتين: روسيا تحل قضايا الأمن الغذائي بنجاح ولديها استعداد لمساعدة أفقر الدول
| وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا تحل قضايا الأمن الغذائي بنجاح، وتعزز إمكانات التصدير، ولديها استعداد للمساهمة في حل المشكلات الغذائية العالمية، ومساعدة أفقر الدول النامية، في حين أكدت موسكو أمس أن واشنطن تساعد كييف في تجنيد المرتزقة الأجانب وتقدم لها توجيهات بخصوص سير الأعمال القتالية، مشيرة إلى أن أوروبا تدفع المال الكثير للأميركيين مقابل الغاز ووضعها يثير الأسى.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن بوتين قوله خلال خطاب التهنئة بمناسبة عيد عمال الزراعة: نحن نؤمن السوق الداخلية بشكل كامل من ناحية البضائع الأساسية المهمة، ونحل مسائل الأمن الغذائي بنجاح ونعزز إمكانات التصدير ومستعدون للمساهمة في تجاوز المشكلات الغذائية العالمية، وتقديم المساعدة الضرورية لأفقر الدول النامية، مشيراً إلى أن مجمع الصناعات الزراعية هو أحد القطاعات الرئيسة للاقتصاد الروسي.
وأضاف بوتين: من المتوقع أن يكون هناك حصاد قياسي للحبوب هذا العام نحو 150 مليون طن بما في ذلك 100 مليون طن من القمح، وأيضاً هناك مؤشرات جيدة لمحاصيل أخرى مثل بنجر السكر وفول الصويا وعباد الشمس، مشيراً إلى أن حجم المنتجات الحيوانية آخذ في الازدياد أيضاً.
بدوره قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن بوتين تحدث بالهاتف مع رئيس قرغيزستان صادر جباروف.
وذكر بيسكوف، أن حديث الرئيسين الروسي والقرغيزي تم قبيل الاجتماع غير الرسمي لرؤساء بلدان رابطة الدول المستقلة في بطرسبورغ، وخلال الاتصال اتفق الرئيسان على اللقاء في القمة في أستانا.
وشهدت بطرسبورغ في الـ7 من الشهر الجاري، عقد قمة غير رسمية لرؤساء بلدان رابطة الدول المستقلة، ولم يتمكن رئيس قرغيزستان من المشاركة في اللقاء، ومن المقرر عقد القمة الرسمية في منتصف تشرين الثاني القادم في أستانا.
وأضاف بيسكوف في حديث تلفزيوني أمس: قبل بدء القمة غير الرسمية، تحدث الرئيس بوتين مع الرئيس جباروف عبر الهاتف، وتم خلال ذلك بحث ومناقشة القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية، واتفقا على عقد اللقاء الشخصي في أستانا.
ومن جانب آخر قال بيسكوف: من المقرر عقد اجتماع (اليوم) الإثنين للرئيس مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، يأتي ذلك بعد الانفجار الذي دمّر جزئياً جسر القرم الذي يربط البر الروسي بشبه الجزيرة التي استعادتها موسكو عام 2014.
وفي سياق متصل قال بيسكوف: إن الوضع مع موارد الطاقة في السنوات 10-20 القادمة ستكون له عواقب مثيرة للأسى بالنسبة للقارة الأوروبية.
وحسب وكالة «نوفوستي» ذكر بيسكوف أن الأوروبيين ظلوا يرددون مثل التعويذة أنه يجب عليهم التخلص من الاعتماد على موارد الطاقة الروسية، وها هي الولايات المتحدة تكسب الآن أموالاً طائلة من بيع الغاز، والدول الأوروبية تدفع لهم وتحرم اقتصاداتها من القدرة على المنافسة.
وأضاف ممثل الكرملين: تتعرض المؤسسات الإنتاجية للانحطاط، وتحل حقبة تراجع التصنيع، كل هذا، وربما في السنوات العشر إلى العشرين القادمة على الأقل، ستكون له عواقب مؤسفة للغاية على القارة الأوروبية.
وحول تخفيض إنتاج النفط الخام قال بيسكوف: قرار «أوبك+» كان نصراً للفكر السليم، مضيفاً: لا أميل للقول إنه كان انتصارنا، لا. هذا انتصار للفكر السليم.
وشدد بيسكوف، على أن زيارات بوتين للسعودية والإمارات في عام 2019 لعبت دوراً في ذلك، وأضاف: خلالها تمكن الرئيس بوتين من إقامة علاقات قائمة على الاحترام المتبادل، وعلاقات تقوم على المنفعة المتبادلة وعلى الثقة المتبادلة.
وأشار بيسكوف إلى أن قرارات «أوبك+»، أثارت حفيظة الولايات المتحدة وجعلتها تفقد السيطرة على النفس.
ونوه بأن هدف الأميركيين الأساسي، كان يكمن في تمرير القرارات التي أقرها الاتحاد الأوروبي جزئياً في حزمة العقوبات الأخيرة، حتى لو كان ذلك على حساب زعزعة استقرار سوق الطاقة العالمية، لافتاً إلى أن الحديث هنا عن فرض سقوف لأسعار النفط وغيرها.
ووفقاً لممثل الكرملين، تحاول الولايات المتحدة التأثير على السوق من خلال استخدام احتياطياتها النفطية وضخ كميات إضافية، وهذا التلاعب، لن يسفر حتماً عن أي شيء حميد.
وشدد بيسكوف، على أنه تم ضد هذا الطيش والتهور، طرح العمل المتوازن والمدروس والمخطط له من جانب مجموعة «أوبك+» والدول الأعضاء فيها بما في ذلك روسيا.
في غضون ذلك قال مدير القسم الثاني لبلدان رابطة الدول المستقلة بالخارجية الروسية أليكسي بوليشوك، إن واشنطن تساعد كييف في تجنيد المرتزقة الأجانب، وتقدم لها توجيهات بخصوص سير الأعمال القتالية.
وبحسب وكالة «تاس»، شدد الدبلوماسي الروسي، على أن كل ذلك يجعل واشنطن طرفاً في النزاع في أوكرانيا.
وأضاف: بالفعل، تواصل واشنطن ضخ الأسلحة الثقيلة بشكل مكثف لنظام كييف، وتقوم بتزويده بمعلومات استخباراتية من العديد من الأقمار الصناعية العسكرية والتجارية، وتساعده في تجنيد المرتزقة الأجانب، وتقدم له التوجيهات بشأن سير الأعمال القتالية. كل هذا يحول الجانب الأميركي إلى مشارك في النزاع. ويرى الكثير من الخبراء الغربيين أن الولايات المتحدة تشن حرباً بالوكالة ضد روسيا في أوكرانيا.
وشدد بوليشوك على أن واشنطن تدفع حلفاءها إلى مساعدة أوكرانيا وإرسال أسلحة إليها، قائلاً: تعتزم فرنسا وألمانيا زيادة المساعدة العسكرية الفنية لأوكرانيا، وتقوم بريطانيا بتدريب الجيش الأوكراني، وجذبت مدربين من بولندا وكندا ونيوزيلندا ودول غربية أخرى لهذا الغرض، وسيقوم الاتحاد الأوروبي بإنشاء بعثة لتقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا، وسيؤدي ذلك إلى زيادة درجة تورطه المباشر في النزاع.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية القضاء على أكثر من 500 جندي أوكراني على مختلف المحاور خلال آخر 24 ساعة، وتدمير مستودع في منطقة نيكولايف يحتوي على قذائف لراجمات الصواريخ HIMARS.
وقالت الدفاع الروسية في بيان لها: إن ضربة عالية الدقة التي نفذتها القوات الجوية الروسية في منطقة نيكولايف أدت إلى تدمير مستودع ذخيرة تابع للواء 61 مشاة الأوكراني، كان يحتوي على أكثر من مئتي قذيفة لراجمات الصواريخ الأميركية HIMARS وكذلك راجمات الصواريخ «أوراغان».
من جانبه قال كيريل ستريموسوف نائب رئيس الإدارة العسكرية – المدنية لمقاطعة خيرسون: إن القوات الأوكرانية، تقوم بمحاولات يائسة لشن هجوم مضاد في المقاطعة.
وشدد ستريموسوف، على أن كل المحاولات الأوكرانية تصطدم بخط دفاع القوات الروسية، ولا يوجد أي أمل لدى الجيش الأوكراني في تحقيق أي تقدم على خطوط التماس.
وأضاف ستريموسوف على قناته في تيلغرام: كل شيء على ما يرام، لقد تمكنا من وقف اندفاع كل النازيين بالفعل، الذين اصطدموا بخط الدفاع، كما قلنا سابقاً، حتى الآن ليس لديهم فرصة هناك، موضحاً: في اتجاه خيرسون، كما هو الحال دائماً، لا تغيير. لقد انكفأت جحافل النازيين والقاذروات الأخرى المرافقة لهم مجدداً اليوم.