تدهور الأوضاع بمخيمات «قسد» ومظاهرات احتجاجية ضدها … فلتان أمني بمناطق الاحتلال التركي والأهالي يحملون نظام أردوغان المسؤولية
| وكالات
مع تصاعد حالة الفلتان الأمني، نتيجة ممارسات مرتزقة النظام التركي الإرهابيين في المناطق التي تحتلها قواته في أرياف حلب، أكد الأهالي أن الأخير يتحمل المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع وانتشار الجريمة، في حين خرجت تظاهرات في ريف دير الزور الشرقي احتجاجاً على ممارسات ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، بينما يشهد مخيم «تل السمن» الذي تديره الميليشيات في الرقة تردياً للأحوال المعيشية أدت إلى تشريد قاطنيه.
وعلى خلفية مقتل «الناشط» محمد أبو غنوم وزوجته قبل أيام برصاص مجهولين في مدينة الباب المحتلة من النظام التركي شرق حلب، طالب ناشطون بضبط الأمن في المدينة، ووضع حد لحالة الفلتان الأمني الذي تعاني منه وأعلنوا في بيان عن حزمة أولى من المطالب ترافقت مع عصيان مدني وإضراب وحملت قوات النظام التركي المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع في مختلف القطاعات في المناطق التي تحتلها في شمال سورية وينتشر فيها مرتزقتها، وذلك وفق ما نقلت مواقع الكترونية معارضة.
وطالب البيان بالاستقالة الفورية لـ«المسؤولين الحاليين» عن أمن المدينة وتطبيق خطة أمنية فورية تضمن إيقاف الفلتان المرعب والقبض على القتلة وتطبيق القصاص العادل فيهم منعاً لمزيد من الخطوات التصعيدية التي من شأنها أن «تؤجج الموقف بشكل لا تحمد عقباه».
ويوم الجمعة الماضي قتل مجهولون أبو غنوم وزوجته وهو المعروف بانتقاده حالة الفساد المنتشرة في مختلف القطاعات في مناطق الاحتلال التركي وانتشار ميليشيا «الجيش الوطني» الموالي للاحتلال، وتحديداً في مدينة الباب.
على خط مواز، خرج أهالي مدينة الراعي المحتلة بريف حلب الشمالي الشرقي التي تنتشر فيها مرتزقة الاحتلال في تظاهرة أمام مبنى ما يسمى «المجلس المحلي»، احتجاجاً على قرار الأخير رفع سعر مادة الخبز، ما آثار حفيظة الأهالي واستياءهم في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة وقلة فرص العمل والبطالة، مردّدين شعارات مناهضة للاحتلال ومرتزقته، الذين يقومون حسب تأكيدات الأهالي بسرقة مادة الطحين المدعوم من المنظمات الإنسانية، وبيعها لاحقاً إلى أصحاب أفران بأسعار مرتفعة ما يدر عليهم أرباحاً طائلة.
المشهد لم يختلف في مدينة مارع المحتلة شمال حلب لجهة الفوضى وحالة الفلتان الأمني، إذ قام مسلحون مجهولون باقتحام منزل شخص من أهالي المدينة ورميه بالرصاص بشكل مباشر، ما أسفر عن مقتله على الفور، وذلك وفق ما ذكرت مصادر إعلامية معارضة ذكرت أن المقتول كان متزعماً سابقاً في ميليشيا «الجيش الحر» الموالي للاحتلال التركي.
وفي عفرين المحتلة شمال غرب حلب، صعد مرتزقة النظام التركي ممارساتهم الإرهابية بحق الأهالي، إذا نفذت ميليشيا «فيلق الشام» الموالية للاحتلال التركي حملة دهم واعتقالات واسعة في قرية برج حيدر التابعة لناحية شيراوا بريف عفرين، واعتقلت 7 مواطنين من أهالي القرية بتهمة «التعامل مع القوات الكردية» وذلك بغية ابتزازهم وتحصيل مبالغ مالية منهم، وذلك حسب ما ذكرت المصادر الإعلامية المعارضة.
من جهة ثانية، نظم مدرسون في «مجمع السوسة التربوي» بريف دير الزور الشرقي الواقع تحت سيطرة ميليشيات «قسد» وقفة احتجاجية طالبوا خلالها بزيادة الرواتب وتعيين المزيد من المدرسين بسبب كثافة أعداد الطلاب، وتوظيف حراس للمدارس لحمايتها من السرقات والنهب، وصرف رواتب عقود الأمومة عن العام الفائت، وصرف تعويض نقل للمدرسين، وزيادة عدد المنظمات العاملة في المجال التربوي.
كما طالب المشاركون بالوقفة بإعادة بناء المدارس المدمرة في المنطقة، وتطبيق قانون المعلمين، وتفعيل دور نقابة المعلمين وألا يقتصر دورها على خصم مبلغ من الراتب، إضافة لتجهيز المدارس وتقديم الوسائل التعليمية المناسبة وزيادة الدعم في القرطاسيات، وفق المصادر الإعلامية المعارضة.
تزامن ذلك، مع إقدام مسلحين مما تسمى «الشبيبة الثورية» التابعة لـ«قسد» على اختطاف ثلاثة أطفال أشقاء من ريف عين العرب شرق حلب، وذلك وفق ما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة، متحدثة عن أن الأطفال «محمد ودلجان وأيجان أحمد»، من أبناء قرية شيران التابعة لمدينة عين العرب يبلغون من العمر 14 عاماً و13 عاماً و12 عاماً، قد تم اختطافهم في السادس من الشهر الجاري واقتيادهم إلى أحد معسكرات الميليشيات بهدف «التجنيد» القسري.
شمالاً، ومع عجز «قسد» عن إدارة مخيمات النازحين التي تسميها العشوائية، تفاقمت في مخيم «تل السمن» شمال المحافظة الأوضاع الإنسانية، إذ إن قاطنيه يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة، وسط غياب تام للمنظمات الإنسانية، وذلك حسب ما ذكرت وكالة «نورث برس» الكردية التابعة لـ«قسد».
ونقلت الوكالة عمّن سمته «الرئيس المشارك في إدارة» المخيم محمد علي: إن الاجتياح التركي واستمرار القصف لقرى خطوط التماس، فاقما أزمة النازحين وسط غياب تام للمنظمات الإنسانية، مضيفاً: إن نحو 1646عائلة في المخيم و102عائلة أخرى استضافهم، و525 عائلة بانتظار الخيم «مشردون في أرياف الرقة».