ثقافة وفن

قمر الزمان علوش وداعاً

| إسماعيل مروة

عاش حياته للصحافة مع الرعيل الأول في صحيفة تشرين، مع وليد معماري وحسن.م.يوسف وغيرهما، وكان نشاطه الصحفي بارزاً في زواياه التي كانت متميزة بطروحاتها وجرأتها، وقدم للصحافة خلاصة تجاربه وحياته، ومن ثم عمل قمر الزمان علوش في الدراما، فكان مميزاً بشراكات فنية عالية المستوى، مع النجم أيمن زيدان والمخرج باسل الخطيب والمخرج شوقي الماجري، فقدم: هوى بحري، الطويبي، ليل المسافرين، نزار قباني، وكانت أعماله الدرامية متنوعة بين الآداب العالمية، والروايات الخاصة به، وبصمته كانت واضحة في كل ما قدّم، ومن أعماله المهمة كليوباترا العمل الذي قدمه مع وائل رمضان والنجمة سلاف فواخرجي، وفي السنوات الأخيرة عمل قمر على عمل ملحمي كبير، لكنه لم يتم إنجازه يتعلق ببديعة مصابني، وقد حدثني عنه طويلاً، وكان مشروعاً مع سلاف فواخرجي، وفي سنوات الحرب كان قمر الزمان علوش مكلوماً بالوطن منحازاً إلى التفاصيل الصغيرة ، كتب كثيراً عبر وسائل الإعلام ، وقد خص «الوطن» ببعض ما كتبه، إلى أن آثر البقاء في الفضاء الإلكتروني يكتب فيه ما تجود به قريحته، وبقي قمر الزمان متواصلاً مع الإعلام بجميع أصنافه حتى الفترة الأخيرة، وكتب فيلماً تلفزيونياً عن الحرب أخرجه ناجي طعمي، وكان دائم الحضور في الفعاليات الثقافية والفنية.

قمر الزمان علوش كان صديقاً طيباً مع كل أصدقائه، وجلساته مع وليد معماري وريمون بطرس لا تزال عالقة في الذاكرة، وفي جبلة، في مهرجان العاديات وما بعده كان قمر الزمان حريصاً على أصدقائه والمهرجان، فعقد لقاءات مهمة مع أدونيس وجهاد جديد وسواهما، وكل ذلك من أجل إنجاح مهرجان العاديات في جبلة.

وقمر شخص حميم أسري، ولا يذهب من الخاطر علاقته الحميمة بأسرته، أمه، وإخوته، وأسرته الصغيرة في بيته، قمر شخص دافئ للغاية، يحمل روح طفل تحرر من كل العقد التي يمكن أن تمنعه عن ممارسة حريته.

اليوم تحرر قمر الزمان علوش وغادر إلى عالم آخر.

هناك أصدقاء سبقوه.

هناك لا خلاف في الرأي.

هناك حياة سرمدية طويلة طويلة.

وداعاً قمر الزمان ، وقد كنت صديقاً مختلفاً، حتى حالت مشاغل الدنيا دون اللقاءات الفكرية النوعية، والإنسانية الفنية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن