فؤاد لـ«الوطن»: سورية كانت وما زالت وستبقى حاضنة لكل قوى المقاومة … «الجبهة الشعبية» تدعم عودةٍ على «قاعدة المقاومة» بين دمشق و«حماس»
| موفق محمد
أعلنت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أمس دعمها وتأييدها لعودة العلاقات بين سورية وحركة المقاومة الفلسطينية «حماس» على «قاعدة المقاومة»، وحملت «حماس» مسؤولية الأخطاء التي وقعت بها سابقا فيما يتعلق بما جرى في سورية، معتبرة أن سورية كانت وما زالت وستبقى حاضنة لكل قوى المقاومة.
عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية أبو أحمد فؤاد، ورداً على سؤال حول ما نشرته «الوطن» في عددها أمس بأن القيادة السورية ستستقبل خلال الأيام القليلة القادمة وفداً يضم فصائل المقاومة الفلسطينية، بينهم ممثلون عن حركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، وتحديداً من الجناح المقاوم وليس الجناح الإخواني، قال: «نحن نحبذ ونؤيد أن تتم عودة العلاقة بين حركة «حماس» والدولة السورية»، محملا «حماس» مسؤولية الأخطاء التي وقعت بها سابقاً فيما يتعلق بما جرى في سورية.
ومع اندلاع الأزمة في سورية منتصف آذار 2011، وقفت «حماس» إلى جانب الإرهابيين وشكّل عناصر منها تنظيم «كتائب أكناف بيت المقدس» الإرهابي في مخيم اليرموك جنوب دمشق، كما نقل التنظيم تجربة الأنفاق في قطاع غزة إلى سورية، وذلك رغم احتضان دمشق لسنوات طويلة قيادات الحركة ودعمها لها في المحافل الدولية العربية والإقليمية والدولية.
وعلى خلفية ذلك انقطعت العلاقة بين دمشق و«حماس»، وغادر في عام 2012 رموز الحركة السياسيون سورية، واتخذوا من تركيا وقطر اللتين دعمتا الإرهاب في سورية مقراً لهم.
وقال فؤاد في تصريح خاص لـ«الوطن»: «الآن نقول يمكن أن تفتح صفحة جديدة على قاعدة ما يمكن أن يتفق عليه وهو في الجوهر المقاومة، والمقاومة تعني المقاومة في داخل الوطن والقائمة على أساس برنامج سياسي خلاصته أن نصل إلى التحرير وتحقيق أهداف شعبنا».
ورأى، أن عودة العلاقة بين الدولة السورية و«حماس» هي عبارة عن إظهار للحقائق كما هي بأن «حماس» لم تكن محقة وأن الدولة السورية قدمت لها إمكانات كبيرة على مختلف الصعد ومع الأسف الشديد جرى ما جرى.
وأضاف: «الآن نحن سنكون جاهزين أيضاً لدعم وتأييد هذه الخطوة والمشاركة في أي اجتماع مقبل يمكن أن يحصل هنا إذا تمت دعوتنا له»، مجدداً التأكيد على أن الجبهة الشعبية «تحبذ وتدعم هذه العلاقة على أساس المقاومة واستمرار المقاومة وتوحيد صفوفنا باتجاه القتال ضد العدو الصهيوني المجرم».
وحول رؤية الشعبية للخطوة السورية بالقبول بأن يكون ممثلون عن «حماس»، ضمن وفد فصائل المقاومة الفلسطينية الذي ستقبله قيادتها، رغم كل ما قامت به الحركة عند اندلاع الأحداث في سورية، قال فؤاد: «في لقاءات سابقة أكد الرئيس بشار الأسد أن سورية ودمشق أبوابها مفتوحة لكل من يقاوم الاحتلال من دون استثناء، وبالتالي هذه التطورات الآن لها علاقة بطبيعة الصراع الدائرة على الصعيد الدولي والمحلي وليست بمعزل عن كل هذه التطورات».
وأضاف: «لذلك فالخطوة التي اتخذت من قبل سورية قائمة على أساس أنه صدر بيان واضح من «حماس» لأنه كان مطلوب منها أن تعتذر أو أن تحدد موقفاً قائماً على أساس أن ما جرى سابقاً أمر فيه أخطاء كثيرة وأن سورية لم تقصر باتجاه المقاومة أو باتجاه «حماس» وكل المقاومين وقدمت كل إمكاناتها المتوافرة وأعطت فرصة لـ«حماس» بأن تتقدم على الصعيد العربي والدولي من خلال الوضع في سورية ووجودها فيها وما قدمته سورية لقيادة هذه الحركة، ومهدت لكي يكون للحركة قواعد ومكاتب حتى أكثر من أي فصيل فلسطيني آخر».
وفي الـ16 من الشهر الماضي أصدرت «حماس» بياناً قالت فيه: إن «سورية احتضنت الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة لعقود من الزمن، ما يستوجب الوقوف معها في ظل ما تتعرض له من عدوان غاشم»، معربة عن «تقديرها لسورية قيادة وشعباً، ولدورها في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة».
وأوضحت «أنها تتطلع لاستعادة سورية دورها ومكانتها في الأمتين العربية والإسلامية، وتدعم كل الجهود من أجل استقرارها وازدهارها وتقدمها»، مؤكدة رفضها لأي مساس بوحدة سورية، مشيرة إلى أنها «ستمضي في بناء وتطوير علاقات راسخة مع سورية».
وقال فؤاد «نحن نقول إنه في بداية العلاقة يمكن أن يتم الاتفاق على بعض النقاط الأساسية التي تجمع عليها المقاومة الفلسطينية وفصائلها وفي مقدمتها مقاومة الاحتلال، وما عدا ذلك كل الأمور الأخرى يمكن أن تكون مدار بحث مستقبلاً ونحن سنكون أول المؤيدين والداعمين لهذه الخطوة من الدولة السورية مع حركة «حماس» لأنه بذلك تستكمل كل قوى المقاومة مع حاضنة هي سورية كانت وما زالت وستبقى، ونحن وسورية سنذهب دائماً باتجاه تحرير الوطن والجولان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة».
وإن كان بيان «حماس» الأخير وما جرى بعده بمثابة عزل للجناح الإخواني فيها قال فؤاد: «أعتقد أن هناك قيادة لحركة «حماس» في أغلبيتها مع استمرار المقاومة ومع الوحدة الوطنية على قاعدة المقاومة وهي تثمن الموقف السوري سابقاً والآن، وقد عبرت عن ذلك في أكثر من بيان وفي أكثر من موقف. هذا هو المقياس وهذه هي القيادة الموجودة صاحبة القرار والتي نؤيد خطواتها فيما يتعلق سواء بترتيب البيت الداخلي الفلسطيني أم فيما يتعلق بالعلاقة مع الدولة السورية التي تحتضن كل فصائل المقاومة فعلاً، وكما قال المسؤولون هنا: أهلاً وسهلاً بأي مقاوم للاحتلال نحن أيضاً سنكون ممن يلعبون دوراً في تمهيد لعلاقة مستمرة قائمة على أسس سياسية وأساسها هو المقاومة».