ثقافة وفن

«سبعون عاماً من الحداثة».. انطلاق أيام الفن التشكيلي السوري بموسمه الخامس … وزيرة الثقافة: لا تمييز بين ربيع الفن التشكيلي وخريفه بل دمج للأساليب في معرض سنوي واحد

| سارة سلامة - تصوير: طارق السعدوني

انطلقت مساء أمس أيام الفن التشكيلي السوري 2022 للموسم الخامس على التوالي التي تقيمها وزارة الثقافة تحت عنوان «سبعون عاماً من الحداثة» وذلك في دار الأسد للثقافة والفنون، وتضمن الحفل الرسمي عرضاً بصرياً سماعياً وهو تحية لروح الفنان فاتح المدرس في مئوية ولادته مع مقطوعة خاصة به ألفها المايسترو عدنان فتح الله، وعزفتها الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادته، مستوحاة من لوحات الفنان الكبير للتمازج مع الموسيقا والموضوعات.

وافتتح معرض الفنان المعلم فاتح المدرس في بهو قاعة الأوبرا، كما افتتح في الدار معرض للوحات الفنانين المكرمين في الاحتفالية، ومنح شهادات التقدير لكل من: عبد السلام قطرميز، مجدي الكزبري، طلال العبد الله، وتقديم شهادات تقدير للفنانين المكرمة ذكراهم: الفرد حتمل، عز الدين همت، عبد الكريم فرج.

وقدمت الفرقة برنامجاً منوعاً من الموسيقا الآلية والغنائية ومنها فقرة غنائية موسيقية للفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله.

تحرير الوعي الثقافي

وفي كلمة لها كشفت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح أننا «نحتفل اليوم بمرور سبعين عاماً على فوز لوحة «كفر جنة» للفنان فاتح المدرس بالجائزة الأولى للتصوير في معرض رسمي أقيم في دمشق، فكان ذلك تأريخاً رسمياً لانطلاق عصر الحداثة وتحرير الوعي الثقافي في الفن التشكيلي السوري وإطلاقه إلى آفاق أرحب وأغنى، حداثة تثور بأسلوبها وتقنياتها وأدواتها على المألوف، تحرر الأذهان من المفاهيم والقوالب الفنية التقليدية، وتجرئها على التجديد في الأدوات والرؤى والأساليب».

وأضافت مشوح: إنه «كما درجت عليه عادتنا في تكريم من نحتفي بذكراهم، يتضمن احتفالنا معرضاً استعادياً لبعض لوحات فاتح المدرس جميعها من مقتنيات وزارة الثقافة، كما نقدم مزاوجة فنية سمعية بصرية يكتمل فيها إبداع المدرس بإبداع موسيقي حداثي مبتكر في أسلوبه أصيل في موضوعاته ومقاماته، احتفاليتنا لهذا العام تكرس مفهوم الحداثة في عدد كبير من المعارض والملتقيات وورشات العمل والندوات واللقاءات الحوارية التفاعلية والمحاضرات تتناول حياة المدرس وأوجه إبداعه الفني والأدبي، وماهية الحداثة وعلاقتها بالبيئة والتاريخ والأصالة».

وبينت الوزيرة أنه «كي يظل إبداع شيبنا مزهراً في ربيع دائم، وتزداد تجربة شبابنا نضجاً وعمقاً، كان قرار اللجنة التحضيرية لأيام الفن التشكيلي السوري بالعود على بدء عهدنا بالمعرض السنوي الذي يقام هذا العام في قاعة العرش في قاعة دمشق، ونجمع فيه المتميزين من التشكيليين السوريين على اختلاف أعمارهم، فلا فصل ولا تمييز بين ربيع الفن التشكيلي وخريفه، بل دمج للأساليب وتكامل للرؤى، في معرض سنوي واحد يحتضن كل متميز، ويختزل المشهد التشكيلي السوري اليوم بما له وما عليه».

التكريم حافز مهم

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بين الناقد سعد القاسم أن «أساس الموضوع أن نكرم الفن التشكيلي تاريخه وحاضره، واحتفلنا بمناسبة مئوية فاتح المدرس ويترافق ذلك مع قطعة موسيقية يلحنها المايسترو عدنان فتح الله».

وقال الفنان طلال العبدالله: إن «التكريم حافز لأي فنان وأي مبدع ونوع من إعادة شحذ الهمم وأي شخص مبدع عندما يحظى بتكريم لعمله سيكون حافزاً إضافياً له بكل تأكيد».

من جهته قال مجدي كزبري: إن تكرم المبدعين من قبل وزارة الثقافة موضوع مهم جداً وهذا شيء مميز بالنسبة لي لأن اختصاصي مهندس ديكور.

عن الحداثة

وتوصف الحداثة غالباً بأنها التجارب التي خرجت عن القيود الكلاسيكية والتي تؤرخ أوروبياً بمرحلة الانطباعية مع أن إرهاصات الحداثة كانت قبل ذلك بنحو 500 عام وقد أطلق مؤرخو الفن التشكيلي السوري على مجمل التجارب التي بدأت تعرض للجمهور مع مطالع القرن العشرين تسمية «الفن التشكيلي السوري الحديث» واعتقد أكثرهم بوجهة نظر الناقد الراحل طارق الشريف الذي تحدث عن جيل الريادة وجيل الحداثة ولكن الخلاف ظل مستمراً بين من يرى أن الرائد في الفن التشكيلي السوري هو من بدأ زمنياً حتى لو كان مقلداً أم تقليدياً وبين من يرى أن الرائد هو من ابتكر أسلوباً أو نهجاً جدياً تخطى القواعد الكلاسيكية وبالتالي أضحى هناك ضرورة الحديث عن جيل ثان من الرواد من أجل دقة التوصيف من جهة ومن أجل تأكيد أهمية الدور الكبير الذي أداه فنانو الجيل الأول وما تركوا من إرث فني يستحق التقدير من جهة ثانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن