عربي ودولي

موسكو: عدم تضخيم التهديد النووي.. «مجموعة السبع»: استخدام الكيميائي أو البيولوجي أو النووي ستكون له عواقب وخيمة … بوتين استقبل محمد بن زايد: نعمل بنشاط مع «أوبك+» وتحركاتنا ليست ضد أي طرف آخر

| وكالات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا والإمارات تعملان بشكل نشط في إطار «أوبك+» من أجل تحقيق استقرار في أسواق الطاقة العالمية، وأن تحركات المجموعة ليست موجهة ضد أي طرف، فيما أكدت موسكو أنها لم ترفض بتاتاً أي اتصالات مع الولايات المتحدة خلال قمة مجموعة العشرين، وستتابع باهتمام كل ما يتعلق بتوريد السلاح إلى أوكرانيا.
وأكد بوتين في مستهل المباحثات التي عقدها ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان في مدينة سان بطرسبورغ الروسية أمس، أن روسيا والإمارات تعملان بشكل نشط في إطار «أوبك+» من أجل تحقيق استقرار في أسواق الطاقة العالمية.
وحسب موقع «سبوتنيك» عبَر بوتين عن امتنانه لرئيس دولة الإمارات، على جهود الوساطة التي تقوم بها بلاده لحل القضايا الإنسانية، قائلاً: «نشكر لكم جهود الوساطة التي تقومون بها، والتي تؤدي إلى حل عدد من القضايا الإنسانية المهمة».
وأكد بوتين خلال اللقاء أنه على مدى 50 عاماً من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تطورت الاتصالات بشكل تصاعدي، على الرغم من العلاقات المعقدة اليوم في العالم، مشدداً على أن العلاقات بين روسيا والإمارات العربية المتحدة تعد عاملاً مهماً في استقرار المنطقة، بل في العالم.
من جانبه، أشار الرئيس الإماراتي إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين في السنوات الأخيرة رغم ظروف جائحة كوفيد-19، وتزايد عدد السياح الروس الذين يزورون الإمارات، ولفت إلى أن هناك 4000 شركة روسية تعمل في الإمارات، معرباً عن أمله في مضاعفة مؤشرات التعاون بين البلدين في السنوات المقبلة.
وأعلنت الخارجية الإماراتية في وقت سابق أن زيارة محمد بن زايد لروسيا تتم في إطار نية الإمارات للإسهام بقسطها في إحلال السلام والاستقرار في العالم والمنطقة وتطوير الاتصالات مع جميع الأطراف المعنية بالنزاع الأوكراني والمساعدة في البحث عن حلول سياسية فعالة.
من جانب آخر مدد بوتين مرسوم مكافحة العقوبات الصادر عام 2014، والذي ينطوي على حظر واردات بعض المواد الغذائية.
وحسب موقع «روسيا اليوم» حظرت روسيا استيراد بعض المنتجات الزراعية والمواد الخام والمواد الغذائية التي تعود لبلد المنشأ من بين الدول التي فرضت عقوبات اقتصادية ضد الكيانات القانونية الروسية والمواطنين الروس، حيث تم فرض الحظر على 3 مراحل: من عام 2014 على بلدان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وأستراليا وكندا والنرويج، من عام 2015 على آيسلندا وليشتنشتاين وألبانيا والجبل الأسود، ومن عام 2016 على أوكرانيا.
وقد انخفضت صادرات الأغذية الزراعية في البلدان التي خضعت للحظر، في حين كانت النتائج في روسيا إيجابية، بنمو الإنتاج الزراعي المحلي وصناعة الأغذية المحلية، إضافة إلى انخفاض الاعتماد على واردات الأغذية الزراعية.
في غضون ذلك صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن روسيا لم ترفض بتاتاً أي اتصالات مع الولايات المتحدة خلال قمة مجموعة العشرين، وفي معرض إجابته عن سؤال حول الاتصالات المحتملة بين رئيسي البلدين بوتين وجو بايدن في القمة، قال لافروف أمس: إن روسيا لا ترفض إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة على هامش قمة مجموعة العشرين، وإذا تم تقديم عرض، فإن موسكو ستنظر فيه.
وقال لافروف في برنامج 60 دقيقة على «قناة روسيا 1» التلفزيونية: نحن قلنا مرات عديدة إننا لا نرفض الاجتماعات أبداً، وإذا جاء عرض، فسننظر فيه.
وستجري القمة المقبلة لمجموعة العشرين في إندونيسيا بجزيرة بالي يومي 15 و16 تشرين الثاني المقبل.
إلى ذلك دعا لافروف إلى عدم تضخيم موضوع التهديد النووي بشكل مصطنع ونصح أولئك في الغرب الذين يروجون لمزاعم «استخدام روسيا المحتمل للأسلحة النووية» بالتحلي بالمسؤولية.
وقال لافروف في مقابلة أجرتها معه قناة «روسيا 1» أمس: آمل بأن أولئك الذين يتكهنون باستمرار بشأن موضوع الحرب النووية، وبشأن مزاعم تدبير روسيا لاستفزازات باستخدام أسلحة الدمار الشامل، أن يدركوا مدى مسؤوليتهم.
وأعاد لافروف إلى الذاكرة أنه بموجب عقيدتها النووية لا يمكن لروسيا استخدام الأسلحة النووية إلا كإجراء جوابي يهدف إلى منع تدمير البلاد.
وأضاف: نصيحتي لكل من الأميركيين وأتباعهم، الذين يشاركون في مثل هذا التأجيج، بل للمحللين وعلماء السياسة أيضاً، هي أن يتحلوا بأكبر قدر من المسؤولية في تصريحاتهم العلنية.
وأضاف مخاطباً وسائل الإعلام: أناشد من خلالكم جميع المهتمين بهذا الموقف وهذا الموضوع ومن يحاولون تغطيته في الفضاء العام، ألا تقوموا بتسخينه بشكل مصطنع».
وعلى خط موازٍ قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: إن الكرملين سيراقب عن كثب كل ما يتعلق بإمدادات الأسلحة الإضافية إلى سلطات كييف، ونوه بيسكوف، في حديث مع الصحفيين، بأن روسيا تتوقع أن تواصل قمة مجموعة السبع السير على طريق المواجهة.
وأضاف بيسكوف: في الواقع، تم بالفعل على نطاق واسع من مختلف البلدان الإعلان عن المزيد من شحنات الأسلحة إلى كييف، لذلك بالطبع، سنراقب كل شيء باهتمام شديد، وأوضح قائلاً: ندرك جيداً المزاج السائد هناك عشية هذه القمة، ومن المتوقع أن تستمر بالسير على طريق المواجهة.
وفي السياق ذكرت مجموعة السبع أمس إنها فرضت وستستمر في فرض المزيد من التكاليف الاقتصادية على روسيا، وستعمل بتضامن وتنسيق لمعالجة الآثار السلبية لما وصفته بـ«العدوان الروسي على الاستقرار الاقتصادي العالمي»، مشيرة إلى أن «روسيا انتهكت بشكل صارخ المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة».
وحسب موقع «النشرة» هددت المجموعة في بيان أمس، بأن أي استخدام للأسلحة الكيميائية أو البيولوجية أو النووية من روسيا ستكون له عواقب وخيمة، ودانت الهجمات الصاروخية الروسية على أوكرانيا.
وفي وقت سابق أشار وزراء خارجية مجموعة السبع إلى أنهم سوف يفرضون المزيد من التكلفة على روسيا، مجددين التأكيد أن دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوروجيا والقرم هي أراض أوكرانية، كما اعتبروا أنّ تصريحات روسيا بشأن السلاح النووي لن تردعهم من دعم أوكرانيا مهما تطلب الأمر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن