عربي ودولي

بايدن هنأ عون.. وميقاتي طلب من «توتال» بدء التنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية.. وبوصعب: الموقف الموحد أعطانا قوة … الرئاسة اللبنانية: الصيغة النهائية لاتفاق الحدود البحرية مرضية وتلبي مطالبنا

| وكالات

أكدت الرئاسة اللبنانية، أمس الثلاثاء، أن الصيغة النهائية لاتفاق الحدود البحرية الجنوبية مرضية وتلبي المطالب اللبنانية، على حين طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من شركة «توتال» الفرنسية المباشرة فوراً بالإجراءات التنفيذية للتنقيب في المياه اللبنانية.
ونقل موقع «النشرة» عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية اللبنانية قوله، أمس، إن: «الرئاسة تسلمت من نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب النسخة الرسمية النهائية المعدلة التي تقدم بها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين للاتفاق بشأن الحدود البحرية الجنوبية»، مؤكداً أن الصيغة النهائية للعرض مرضية للبنان وتلبي مطالبه وحافظت على حقوقه في ثروته الطبيعية.
وأعربت الرئاسة عن أملها في أن يتم الإعلان عن الاتفاق حول الترسيم في أقرب وقت ممكن، مشيرة إلى أن الرئيس ميشال عون سيجري المشاورات اللازمة حول هذه المسألة الوطنية تمهيداً للإعلان رسمياً عن الموقف الوطني الموحد.
ومساء أمس أعلنت الرئاسة اللبنانية أن الرئيس ميشال عون، استقبل في قصر بعبدا، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجيّة والمغتربين في الحكومة اللبنانية عبد الله بوحبيب.
وذكر ميقاتي​، في كلمة له بعد لقائه عون، «أشكر الفريق اللبناني الذي ساهم في دراسة الاتفاق حول ترسيم الحدود البحرية، كما الإدارة الأميركية والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالذات، لما قاموا به مع شركة «توتال» التي حصل معها اجتماع صباحاً، وتم الاتفاق على البدء بمراحل ​التنقيب​ فور الاتفاق النهائي».
وأشار ميقاتي إلى أن «العرض النهائي جرت الموافقة عليه باللغة الإنكليزية، وتتم دراسته لدى الرئيس عون باللغة العربية حالياً على أن يطل عون لإطلاعكم على التفاصيل»، مضيفاً «إننا انتهينا من مرحلة صعبة على جميع اللبنانيين».
كما أعلنت الرئاسة اللبنانية أنّ «عون تلقّى اتّصالا هاتفيا من الرّئيس الأميركي جو بايدن، هنّأه خلاله بانتهاء المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، ومؤكّدًا وقوف الولايات المتحدة الى جانب لبنان، لتحقيق الاستقرار وتمكينه من تعزيز اقتصاده والاستفادة من ثرواته الطبيعية».
وسلّم بوصــعب صباح أمس عون صيغــة الاتفــاق التي تسلمها مـن هوكشــتاين، وقــال مــن قصــر بعبــدا: «ملف ترسيم الحــدود البحريــة أُنجــز وجــرى وضعه في عهدة الرئيس»، مشيراً إلى أن الاتفــاق منصف ويرضي الطرفين.
وشدد بوصعب على أن العرض الأميركي لترسيم الحدود البحرية ليس اتفاقاً أو معاهدة مع إسرائيل، قائلاً: «نحن لا نعترف بإسرائيل، القرار النهائي بقبول العرض يعود لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة».
وأكد بوصعب أن لبنان سيحصل على كامل حقوقه من حقل قانا، والإسرائيلي يمكن أن يأخذ تعويضاته من شركة توتال وليس من لبنان.
وأكد بوصعب من عين التينة عقب تسليمه رئيس مجلس النواب نبيه بري نسخة عن ورقة هوكشتاين، أن الملاحظات التي طالب بها لبنان أُخذ بها في المسودة النهائية والنقاش حول المسودة والتعديلات التي طرأت عليها تم الانتهاء منها.
وقال: إن «الموقف الموحد أعطى لبنان قوة والجميع يعرف أن لبنان ليس ضعيفاً وخاصة في هذه المفاوضات التي تعني سيادتنا والحفاظ على حقوقنا (…) وصلنا إلى الصيغة النهائية بفضل قوة موقف لبنان وهذه الصيغة تدرس من قبل الرؤساء وسيكون هناك موقف موحد للبنان».
وسلم بوصعب نسخة من الورقة الأميركية إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي أمل في أن يصل ملف الترسيم إلى نهايته في وقت قريب.
وقال ميقاتي: إن «الموقف اللبناني الموحّد في هذا الملف وتشبث لبنان بحقوقه ومطالبه أفضى إلى هذه النتيجة الإيجابية، وكلنا أمل أن تبلغ الأمور خواتيمها ومن ثم المباشرة بالخطوات العملانية للتنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية».
واجتمع ميقاتي مع وزير الطاقة وليد فياض ووفد من شركة توتال الفرنسية ضم رئيس مجلس الإدارة المدير العام رومان لامارتينيار، مدير الشركة ومدير التنقيب عن النفط والإنتاج لوران فيفيه، ومدير شمال إفريقيا جان جايلي.
وخلال الاجتماع طلب ميقاتي من ممثلي شركة توتال المباشرة بالإجراءات التنفيذية للتنقيب في المياه اللبنانية فوراً.
من جهته، أكد فياض حق بلاده في الحصول على كامل حصتها من حقل قانا، من دون مشاركة أحد فيه، إضافة إلى الإسراع في موضوع التنقيب، وحل موضوع الترسيم، والالتزام الكلي من جانب توتال، والكونسورسيوم، للبدء بأعمال التنقيب وتنفيذها.
وقال: «العمل سيكون جدياً وفق ما وعدت به «توتال»، وأنّ هذا أمر إيجابي جداً بالنسبة إلى لبنان، وسيسمح له أن يكون دولة على الخريطة النفطية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط».
وأوضح فياض أن الأمور اللوجستية ستأخذ وقتاً، ولكن ستبدأ الأعمال فوراً، والشركة تأخذ الأمر بجدية.
وفي السياق نقل موقع «النشرة» عن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، قوله: إن «لبنان وإسرائيل توصلا لاتفاق تاريخي بخصوص ترسيم الحدود البحرية»، لافتاً إلى أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر سيجتمع اليوم الأربعاء للتصديق على اتفاق ترسيم الحدود المائية مع لبنان.
وأوضح لابيد، أن هذا الإنجاز سيعزز أمن الكيان الإسرائيلي، وسيدخل المليارات إلى الاقتصاد الإسرائيلي، وسيضمن الاستقرار على الحدود الشمالية.
من جانب آخر قال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، في تصريح بعد لقائه البطريرك الراعي في بكركي على رأس وفد من التيار، أمس: إنه «لا يستطيع أحد أن يندد بالفراغ ويرفض في الوقت نفسه الكلام مع الطرف الآخر وأولويتنا هي انتخاب رئيس جديد».
وتابع: «إننا نلتمس من رئيس الجمهورية ميشال عون والراعي القيام بالجهد والاتصالات الضرورية لتسهيل التواصل بين الفرقاء، وورقتنا تفتح الباب للبحث في الأسماء حتى لا نبقى نتحدث بالأوهام».
وأكد أن الانتظار موت بطيء، وأن التيار سيشكل وفوداً من التكتل لزيارة سائر المرجعيات لطرح مقاربته وأولوياته التي وضعها في الورقة.
وخلال استقباله وفداً من نواب التكتّل برئاسة باسيل تسلّم عون، ورقة «التيار الوطني الحر» للأولويات الرئاسية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن