اعتبرت أن وجودها العسكري لم يعد رصيداً إستراتيجياً بل بات نقطة ضعف .. «فورين أفيرز»: حان الوقت لأميركا لسحب قواتها من سورية
| وكالات
اعتبرت مجلة «فورين أفيرز» الأميركية، أنه حان الوقت للولايات المتحدة سحب قواتها المحتلة من سورية، لافتة إلى أن وجود هذه القوات ليس ضرورياً لحماية مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة، وأن هذا الوجود لم يعد رصيداً إستراتيجياً بل بات نقطة ضعف.
وذكرت المجلة، حسب مواقع إلكترونية معارضة، أن الولايات المتحدة باتت تحتفظ بوجود عسكري محدود يبلغ قرابة 900 جندي في سورية، وأصبحت تركّز على استئناف تقديم ما سمته «المساعدة الهادفة لتحقيق الاستقرار لاستعادة الخدمات الأساسية»، مثل المياه والكهرباء، في المناطق «المدعومة من قبلها».
ولفتت إلى أنه على الرغم من سيطرة «قسد» المدعومة أميركياً، على مساحات كبيرة من الأراضي السورية، إلا أن النفوذ السياسي والدبلوماسي لواشنطن لا يزال محدوداً وخياراتها البديلة غير واضحة بالتزامن مع استثمار المزيد من الموارد المالية والعسكرية بشكل كبير على أمل تحقيق ما سمته «نتيجة سياسية» في سورية.
وأشارت المجلة إلى أن قرار سحب القوات الأميركية من سورية بعد وقت قصير من الانسحاب الأميركي من أفغانستان سيكون مُكلفاً سياسياً ويزيد من زعزعة الثقة الإقليمية بالتزام الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط.
ونوهت أن ساحة المعركة في سورية معقّدة، حيث تعمل القوات الروسية والجيش العربي السوري، والاحتلال الأميركي، على مسافة قريبة، في حين تتزايد الهجمات التي تستهدف المواقع الأميركية تزامناً مع تهديدات النظام التركي بشن عدوان عسكري ضد المناطق التي تسيطر عليها «قسد».
وشددت المجلة على أن كل يوم يمرّ يزيد من المخاطر التي تتعرض لها القوات الأميركية ويُضعف الموقف التفاوضي لواشنطن فيما يتعلق بما يمكن الحصول عليه من دمشق وروسيا مقابل رحيل الولايات المتحدة.
وأشارت إلى أنه وعلى الرغم من تراجع دور تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسورية وتقلّص نشاطه الذي أثر أيضاً على دور الجنود الأميركيين في سورية، إلا أن تهديداته لا تزال قائمة، زاعمة أن وجود قوات الاحتلال الأميركي لتقديم الدعم اللوجستي، وعلى الأخص قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، لميليشيات «قسد» لا يزال مهماً.
وذكرت أن الهجمات الجوية الأخيرة ضد تنظيم داعش تشير إلى أن قوات الاحتلال لا تزال قادرة على أسر أو قتل مسلحي التنظيم رفيعي المستوى في أجزاء من سورية، حيث لا تنتشر القوات الأميركية على الأرض، لافتة إلى أنه على الرغم من أن الوجود على الأرض قد يكون مفيداً، لكنه ليس ضرورياً لحماية مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة.
على صعيد آخر، أكدت المجلة أن هناك مخاطر تهدد قوات الاحتلال الأميركي ينبع بعضها من العلاقات المتوترة بشكل متزايد بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث انخرطت الطائرات الروسية في سلسلة من الأعمال الخطيرة واستهدفت بشكل مباشر ميليشيا «مغاوير الثورة» المدعوم من الولايات المتحدة، وأخطرت موسكو واشنطن بذلك قبل 30 دقيقة فقط من تنفيذ الهجوم، مشيرة إلى أن «هذا السلوك قد يزيد من خطر نشوب صراع أميركي روسي مباشر غير مقصود»، إضافة إلى تعرض قواعد الاحتلال الأميركي إلى ما لا يقل عن 19 هجوماً صاروخياً وبالطائرات المسيّرة في العراق وسورية هذا العام حتى الآن.
وأكدت أن قيام الاحتلال التركي بشن ما لا يقل عن 56 غارة بطائرات من دون طيار حتى الآن هذا العام، أسفرت عن مقتل نحو 50 من مسلحي «قسد» من شأنه إضعاف الموقف الأميركي في شمال شرق سورية.
وحذّرت من خروج القوات الأميركية بطريقة غير منسقة، إذ إن النتيجة الأكثر ترجيحاً ستكون هجوماً عسكرياً تركياً لتحقيق أهداف رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في تلك المنطقة، وبالتالي نزوح مئات الآلاف من السوريين وإلحاق الضرر بعلاقات الولايات المتحدة مع «قسد».
وختمت المجلة بالقول: إنه «بعد ما يقرب من سبع سنوات من وصول أول جندي أميركي إلى الأرض في سورية، حان الوقت لواشنطن لسحب قواتها، لم يعد الوجود العسكري الأميركي في سورية رصيداً إستراتيجياً؛ بل بات نقطة ضعف».