سورية

«الشامية» طردت «الحمزة» من «الباب» على خلفية اغتيال «أبو غنوم» والاشتباكات متواصلة … الانتفاضة الشعبية والفلتان الأمني يقوّضان هيمنة الاحتلال التركي على الشمال السوري

| حلب- خالد زنكلو

قوض الفلتان الأمني غير المسبوق وردود الفعل الشعبية التي ارتقت إلى مصاف الانتفاضة، هيمنة النظام التركي في المناطق التي يحتلها في الشمال السوري، وزعزعت ثقة الأهالي ومرتزقته به في ظل عجزه عن ضبط الاقتتال الدائر بينها على خلفية انتهاكاتها المتكررة بحق السكان المحليين.

وتواصل أمس العصيان المدني والتظاهرات ضد وجود الاحتلال التركي في مدينة الباب، بريف حلب الشمالي الشرقي، لليوم الخامس على التوالي، على خلفية اغتيال «الناشط» الإعلامي الملقب «أبو غنوم» مع زوجته الحامل من إرهابيين ممولين ومدعومين من رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، ويدل ذلك على مدى الاحتقان الشعبي من ممارسات هذا النظام وتجاوزات مرتزقته ضد المدنيين.

وأفادت مصادر أهلية في مدينة الباب، بأن أمس شهد اشتباكات دامية بين ميليشيا «الجبهة الشامية» أو «الفيلق الثالث» المنضوي في صفوف ما يسمى «الجيش الوطني»، من جهة، وميليشيا «فرقة الحمزة»، من جهة أخرى، نتج عنها سيطرة الأولى على مقرات الثانية داخل المدينة وفي محيطها.

وذكرت المصادر لـ«الوطن»، أن الاشتباكات أدت إلى مقتل مدني واحد وإصابة اثنين آخرين كانوا يستقلون حافلة في طرف المدينة بينهما سائق الحافلة، ما دفع الأهالي للخروج بمظاهرات طافت شوارع المدينة مطالبة بالقصاص من القتلة وطرد الاحتلال التركي منها.

وأشارت إلى أن المتظاهرين منعوا عربات لجيش الاحتلال من التجوال في المدينة وطردوها خارجها مع نصب ما يسمى «الشرطة العسكرية» التابعة لـ«الجيش الوطني» حواجز على طول الطرقات.

المصادر بينت أن قذائف مدفعية وهاون سقطت فوق أحياء المدينة أمس مصدرها بلدة بزاعة المجاورة للباب، والتي يتخذ منها متزعم «فرقة الحمزة» الملقب بـ«سيف بولاد» معقلاً رئيسياً له، ما تسبب بجرح 3 مدنيين.

ولفتت إلى أن «الشامية» طاردت مسلحي «الحمزة» في بلدة بزاعة وتمكنت من فرض سيطرتها عليها، في وقت امتدت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة باتجاه بلدة الراعي، التي شهدت هي الأخرى أمس تنفيذ إضرابات أغلقت خلالها متاجر البلدة أسوة بمدينة الباب، ونصبت خيم اعتصام منددة بالاحتلال التركي ومرتزقته ومطالبة بجلائهم عن الأراضي السورية المحتلة.

إعلاميون في «الباب» أفادوا لـ«الوطن»، بأن الحياة لم تعد تطاق في «الباب» وأن الفلتان الأمني زاد على حده في الأشهر الأخيرة بتهاون وتواطؤ من جيش الاحتلال التركي الذي لم يحرك ساكناً لضبط تعديات مرتزقته وتجاوزات متزعميهم الذين جمعوا ثروات ضخمة من تجارة الأسلحة والمخدرات.

وأحصى الإعلاميون اغتيال 3 زملاء لهم في «الباب» خلال العام الجاري وتنفيذ الأهالي 4 إضرابات ضد الاحتلال التركي ومرتزقته، آخرها الشهر الماضي بعد اقتتال عشائري بين صفوف المرتزقة، عدا عشرات حالات الاقتتال شبه اليومية بين المرتزقة داخل المدينة وفي أريافها.

مساء أمس، نقلت مصادر مقربة من مرتزقة أردوغان لـ«الوطن»: أن وقفاً لإطلاق النار دام ساعتين فقط بين «الشامية» و«الحمزة» بتدخل ميليشيا «هيئة ثائرون» كوسيط في الاقتتال الدائر بينهما، قبل أن تتجدد المعارك بينهما ثانية وتمتد إلى باقي ريف حلب الشمالي الشرقي وإلى قرى وبلدات في ريف حلب الغربي الذي أقصيت منه «فرقة الحمزة» نهائياً على يد «الفيلق الثالث»، وفق قول مصادر محلية في ريف حلب الغربي لـ«الوطن».

وأول من أمس ألقت ما تسمى «الشرطة العسكرية» القبض على 3 من المتهمين باغتيال «أبو غنوم» وزوجته أول من أمس بعد التعرف إليهم عبر كاميرات المراقبة، واعترفوا بتلقيهم تعليمات باغتيال «الناشط» الإعلامي من متزعمهم «سيف بولاد».

في سياق متصل، قالت مصادر طبية في مشفى اعزاز الوطني شمالي حلب لـ«الوطن»: إن كوادر المشفى الطبية انضموا أمس إلى زملائهم المضربين في مشفى الباب قبل يومين، وذلك احتجاجاً على تأخر رواتبهم شهرين وتدني أجورهم، في ظل تجاهل ما تسمى «المجالس المحلية» الممولة والمعينة من النظام التركي لمطالبهم.

وأشارت المصادر إلى أن الإضراب سيستمر وسيشمل جميع مشافي الشمالي السوري، باستثناء أقسام الإسعاف، في المناطق التي يحتلها النظام التركي، ما لم تجب مطالبهم المحقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن