ثقافة وفن

في افتتاح مكتبة الدكتور الراحل عثمان منيف العائدي … وزير السياحة لـ«الوطن»: حاربنا من أجل الحفاظ على الحضارة الانسانية .. محافظ دمشق لـ«الوطن»: المكتبة قيمة مضافة

| مايا سلامي - تصوير مصطفى سالم

برعاية نائب رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتورة نجاح العطار وبمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيله، افتتحت يوم أمس مكتبة الدكتور الراحل عثمان منيف العائدي في دار فخري البارودي بدمشق، بحضور وزير السياحة رامي مرتيني ومحافظ دمشق طارق كريشاتي ونائب رئيس جامعة دمشق د. فراس الحناوي.

وجمعت هذه المكتبة مقتنيات العائدي من كتب ودراسات وأبحاث تعنى بتوثيق التراث السوري وأوابده التاريخية العريقة لتكون منارة للأجيال الجديدة ليستمروا في بناء الحضارة السورية، وليبقى حياً بعلمه وفكره وبصماته العمرانية المميزة.

إنسان له بصماته

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قال وزير السياحة رامي مرتيني: «نحن الآن في مرحلة إعادة إعمار الحجر والبشر وهي تحتاج إلى بناء جيل جديد وتقديم المعارف له، وقد حاربنا من أجل الحفاظ على الحضارة الإنسانية، فلولا سورية وبطولات الشعب والجيش العربي السوري لكانت كل حضارات المشرق في خطر شديد لأن جزءاً كبيراً من الحرب التي شنت علينا استهدف الجانب الثقافي بدعم من دول الإرهاب والعدوان لنشر ثقافة وفكر الكهوف الظلامي ونحن تصدينا له في البداية بالميدان والحرب واليوم نتصدى له بالعلم».

وأضاف: «واليوم في افتتاح هذه المكتبة نوجه رسالة لأبنائنا وللعالم فالراحل عثمان العائدي إنسان له بصماته الوطنية والعلمية والفكرية والهندسية وأيضاً له بصمات في قطاع السياحة، ونفخر بأنه كان من رواد صناعة السياحة الحديثة في سورية في عهد القائد المؤسس حافظ الأسد واستمرت هذه المشاريع في عهد الرئيس الدكتور بشار الأسد».

وتابع: «وهذه المكتبة أضحت من اليوم بمتناول الجمهور والباحثين في هذه الدار التي شهدت العديد من رسائل الماجستير في تأهيل الآثار والحفاظ على الأوابد التاريخية للحفاظ على التراث العمراني في مدينة دمشق».

قيمة مضافة

كما قال محافظ دمشق طارق كريشاتي في تصريح له: «كل الشكر لمؤسسة الدكتور الراحل عثمان العائدي على تقديم هذا الجزء المهم جداً من الكتب التراثية والثقافية التي تعنى بدمشق القديمة وبالأوابد الأثرية والتراثية في سورية بشكل عام».

وأكد أن هذه المكتبة قيمة مضافة خاصة أنها في مركز فخري البارودي الذي يهتم بالتدريب والدراسات العليا لخريجي هندسة العمارة وخريجي الهندسات بشكل عام ويقدم لهم الدراسات التاريخية والتوثيق التاريخي والترميم للعديد من المواقع الأثرية.

حاضنة ثقافية

أما مديرة مركز الدراسات العليا لترميم المباني التاريخية يارا توما فبينت أن «هذا المركز سماه الدكتور الراحل عثمان العائدي حاضنة علمية وأراده أن يحتضن مكتبته، والحاضنة الثقافية الموجودة هنا شجعت الكثيرين لأن يكونوا جزءاً من تنمية طلابها، فنحن أثناء دراستنا نحتاج إلى الكثير من المراجع العلمية التي تخص تاريخ العمارة والفن، وانضمت إلى مكتبتنا مكتبة الدكتور المؤرخ محمد محفل ومكتبة د. ناظم كلاس واليوم ختمناها بمكتبة الدكتور الراحل عثمان العائدي التي تضم مجموعة من الكتب تقدم الفائدة والمعلومات التي يحتاجها طلابنا في أبحاثهم العلمية ودراساتهم العليا».

إضاءة على مسيرته

ولد الدكتور عثمان العائدي في دمشق عام 1931 وهو ابن أحمد منيف العائدي الطبيب الدمشقي المعروف.

حصل العائدي على شهادة بكالوريوس في الهندسة بتخصص «السدود والري والقوى الكهربائية المائية» عام 1952 من معهد «غرونوبل للتكنولوجيا»، وفي عام 1955 نال درجة الدكتوراه في «العلوم المائية وميكانيك السوائل» من جامعة السوربون الفرنسية.

شغل منصب رئيس مجلس إدارة «الشركة السورية للمنشآت السياحية» التي أسسها عام 1977، وعمل رئيساً لمجموعة «لو رويال مونسو» الفندقية الفرنسية التي شارك في تأسيسها، كما تسلم منصب رئيس «الاتحاد الدولي للفنادق والمطاعم السياحية» بين عامي 1993 و2021 ورئيس منظمة السياحة الأوروبية المتوسطية، والرئيس الفخري للرابطة الدولية للفنادق والمطاعم في سويسرا، كما عمل على بناء سلسلة فنادق الشام التي كانت ملكاً له في عدد من المحافظات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن