شؤون محلية

اكتشاف لوحة فسيفسائية نادرة في أحد منازل الرستن بريف حمص … مدير الآثار بحمص لـ«الوطن»: المنطقة تبشر بوجود اكتشافات أثرية أخرى لا تقل أهمية عن اللوحة

| حمص - نبال إبراهيم

كشف مدير الآثار والمتاحف بحمص حسام حاميش لـ«الوطن» عن اكتشاف لوحة فسيفسائية أثرية نادرة لا مثيل لها على مستوى العالم تعود للقرن الرابع الميلادي وذلك في مدينة الرستن القديمة في ريف حمص الشمالي، مبيناً أن هذه اللوحة تراث تاريخي مهم لا يقدر بثمن وتتميز بمساحتها الكبيرة وبالحالة الجيدة التي مازالت عليها رغم تعاقب العصور.

وبين أن منطقة تل الرستن الذي تم العثور فيه على اللوحة تعتبر منطقة أثرية ومسجل في عداد المواقع الأثرية في العالم، وهي عبارة عن أرض مملكة أريتوزا في العصر الروماني كما ذكرت في النصوص بالقرن الرابع الميلادي، لافتاً إلى أن هذا الاكتشاف الأثري النادر والمهم للوحة يعتبر ليس على فقط مستوى المنطقة بل على مستوى العالم، وحصل في العام 2018 حين كانت المنطقة تحت سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة الذين فتحوا أنفاق في المنطقة وقاموا بعمليات تنقيب عشوائي جائر لمدة عامين خلال وجودهم فيها.

ولفت إلى أن عمليات التنقيب في المنطقة ستتوقف حالياً ريثما تتم إزالة المنازل الواقعة فوق التل بعد استملاكها وتعويض أصحابها بالقيم المالية المناسبة من المديرية العامة ومن ثم سيتم استئناف عمليات التنقيب التي ستكون مبشرة بوجود اكتشافات أثرية أخرى لا تقل أهمية عن اللوحة الحالية ولاسيما أن هذه اللوحة والأرضية تدل على وجود أبنية ضخمة وذات شأن وقيمة أثرية كبيرة.

وأشار حاميش إلى هذا الموقع سيكون موقعاً أثرياً مميزاً وهاماً ومن المواقع الأثرية المميزة على الصعيدين المحلي والعالمي وبالتأكيد سيكون هناك لقى أثرية ذات قيمة كبيرة جداً، منوهاً إلى أن الرؤية المستقبلية للموقع أنه من المتوقع بناء متحف مفتوح فوق المكان متاح للزوار يتضمن اللوحة وذلك بعد الانتهاء من كامل عمليات التنقيب واتخاذ القرار من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف.

وبين حاميش أن اللوحة المكتشفة تم اكتشافها في موقع من أصل 7 مواقع متوزعة بالمنطقة الأثرية ضمن منزل تم حفر إحدى غرفه بعمق 3 أمتار للوصول إليها ومن ثم تم ردمها لحين اتخاذ القرار بالبدء بالحفاظ على اللوحة بشكل منظم، وتم استملاك المنزلين بعد شرائهما ونقل ملكيتهما للآثار والمتاحف تم هدم المنزلين والقيام بأعمال التنقيب وصولاً للطبقات الأثرية وتم الوصول للوحة الأساسية والمفاجأة كانت وجود لوحة أخرى هي الأهم في العالم لكونها تتضمن مشهدين رئيسيين الأول عبارة عن ثلاثة أطر في المنتصف هي المشهد الرئيسي ويمثل صورة أخيل مع ملكة الأمازونات وفي المقابل مع ملكة أمازونات أخرى وفي الإطار أمازونات مع الملوك والأسطورة معروفة في الميثيولوجيا وتحدث عنها هوميروس تدعى بحرب الأمازونات حين دارت الحرب بين طروادة واليونان ومدون على اللوحة أسماء ملكات الأمازونات والمحاربات اللواتي شاركن في الحرب ضد طروادة مع بعض الشخصيات التي لم يتم العثور لها على أسماء لأن الأسطورة تطورت وهناك عدة نسخ عنها كما يوجد في الزوايا تمثيل لآلهة الرياح لجميع فصول العام وهي تتجه باتجاه عقارب الساعة.

وأشار إلى أنه يبلغ طول اللوحة 20 م وعرضها 6 أمتار حالياً في الجزء المكتشف منها حتى الآن، لافتاً إلى وجود تابوت مكتشف في الرستن سابقاً موجود حالياً في المتحف الوطني بدمشق ويمثل أسطورة أخيل وهناك عدة فرضيات للمكان ربما يكون هناك بهو أو حمام لوجود أقنية مائية أثرية، مبيناً أن هذه تقع ضمن قاعة في البهو وهناك بوابة تطل على البهو وحدود اللوحة لم تنته وهناك أجزاء أخرى إضافية لاكتشاف مجموعة كبيرة من القنوات المائية ومنشآت أخرى وبوابات علماً أن الحدود النهائية للبناء لا يمكن البت بها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن