شؤون محلية

رئيس اتحاد حرفيي اللاذقية: المالية ضاعفت ضرائبها ما جعل البعض يغلق محاله

| اللاذقية - عبير سمير محمود

طالب العديد من أصحاب المحال التجارية وأصحاب بعض المهن، بضرورة إعادة النظر في آلية فرض الضرائب المالية بعد أن ازدادت مؤخراً بشكل غير مقبول، وفق قولهم، مشيرين إلى زيادة الضريبة هذا العام تتجاوز 400 بالمئة عن أعوام سابقة.

وذكر صاحب محل لحلاقة الشعر في حي شعبي ضمن مدينة اللاذقية أنه سيضطر لإغلاق محله بعد أن وصلت الضريبة إلى نحو مليون ونصف المليون ليرة، مبيناً أن المطلوب سداده لا يوازي الدخل الذي يذهب جزء كبير منه للمصاريف وشراء المواد وأجور العمال وأجور المحل، متسائلاً: من أين سنأتي بالملايين سنوياً ونحن بالكاد نعمل لنسد الرمق لا أكثر!

لم يختلف الحال عند اللحام «أبو جهاد»، الذي أكد أن الضريبة المالية باتت تهدد رزقه، قائلاً: هل أعمل طوال اليوم في ظل واقع كهربائي صعب ودفع ثمن محروقات وأجور عمال لأسترزق وأدفع ما رزقت به ليكون ضريبة لا يقبلها عقل ولا ميزان؟ لماذا تضاعفت الضرائب على حين لم تتضاعف تسعيرة اللحوم بشكل يوازي ما علينا دفعه للجهات المعنية؟ ربما سنترك المصلحة قريباً في حال بقيت الأمور على ما هي عليه أو ربما تزداد سواءً أكثر!

من جهته، قال رئيس اتحاد الحرفيين في اللاذقية جهاد برو لـ«الوطن»، إن الضرائب المالية زادت بنسبة مئة ضعف، إذ إن الحرفي الذي كان يدفع مبلغ 40 ألف ليرة كضريبة دخل أصبح يدفع ملايين الليرات السورية.

وأضاف برو: إن هناك أعباء مادية كبيرة يعانيها الحرفي، منها قيام وزارة المالية مؤخراً بفرض ضرائب بمبالغ باهظة تفوق قدرة ودخل الحرفيين، إضافة لقيام الإدارة المحلية برفع الرسوم المفروضة عليهم، ما أدى لعزوف العديد منهم وترك المهنة وإغلاق محلاتهم.

وأشار إلى أنه نتيجة الأزمة التي يتعرض لها بلدنا، والتي ألقت بظلالها على القطاع الحرفي نتيجة قلة توافر المواد الأولية وارتفاع أسعارها بسبب الحصار الاقتصادي وقلة حوامل الطاقة «مازوت – كهرباء – غاز»، وارتفاع أسعارها بشكل كبير إضافة لتراجع القدرة الشرائية لدى المستهلك، جميعها عوامل أدت إلى ضعف دخل الحرفي بشكل كبير بفعل هذه العوامل إضافة إلى قلة تصريف إنتاجه نظراً لإحجام المستهلك عن الشراء إلا للحاجات الأساسية.

برو طالبَ باسم الفعاليات الحرفية بتخفيض الضرائب بما يتناسب مع طبيعة ودخل كل حرفة، إضافة لضرورة أن يكون لمندوب المهنة دور بارز في كل اللجان التي تقوم بفرض الضريبة على الدخل، وأن يكون للمهنة تمثيل في جميع اللجان وخاصة التي لها دور أساسي في فرض الضرائب وليس للحرفيين فيها أي تمثيل.

رئيس اتحاد الحرفيين حذر من هجرة أصحاب المهن وسفرهم خارج البلد ما يؤثر في سوق العمل بشكل عام، مضيفاً إن نسبة كبيرة من الحرفيين قاموا ببيع منشآتهم وغيّروا مهنهم، على حين أن من بقي يتابع عمله فإنه يتابعه بظروف صعبة جداً تفوق قدرته على الاستمرار وسط الظروف الحالية، ما يتطلب مراعاة وضع الحرفي والحفاظ على أصحاب المهن بشكل عام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن