لسنا موجودين بهدف تشجيعكم وإنما نحن موجودون لنستمد منكم القوة والشجاعة … الرئيس الأسد: الجريح سيبقى العنوان الأهم والأولوية الأولى بالنسبة لنا
| الوطن
اعتبر الرئيس بشار الأسد أن الجريح هو أنموذج بالوطنية وأنموذج بالإرادة الصلبة وأنموذج بالروح المقاتلة، وهو مقاتل في الميدان ومقاتل في السلم، يخوض المعارك في مواجهة الإرهاب، ويخوض المعارك في مواجهة الإحباط، والنتيجة كانت هي انتصار الإرادة وهزيمة الاستسلام وهذا ما نراه اليوم، لافتاً إلى أن الجرحى هم أنموذج للإنسان الذي قهر المستحيل والذي يقدم نفسه لأشخاص آخرين قهرهم الإحباط، وهم أنموذج يقدم نوراً وضياء لأشخاص نفوسهم الداخلية أظلمت، مؤكداً أن الجريح سيبقى العنوان الأهم والأولوية الأولى بالنسبة للدولة.
وعلى هامش حضوره والسيدة أسماء الأسد مباراة بكرة السلة ضمن منافسات اليوم الثاني للدورة المقامة في مدينة تشرين الرياضية بدمشق، هنأ الرئيس الأسد في حديث له للجرحى والمشاركين في دورة ألعاب «جريح الوطن» البارألمبية الثانية، جميع الفرق المشاركة، معتبراً أن الفوز ليس بالجوائز النهائية بل بقدرة كل جريح على الوصول لهذا المستوى حتى يتمكن من المشاركة بالبطولة، لافتاً إلى أن مجرد المشاركة في البطولة هو بحد ذاته انتصار، هو انتصار رياضي وجسدي وبدني وهو انتصار نفسي يتمثل بانتصار الإنسان على نفسه وتفوقه على ذاته.
وقال: «مجرد تمكن كل جريح من المشاركة بالبطولات هو بحد ذاته تتويج، بغض النظر عن نتائج التتويج خلال البطولة»، وأضاف: «شاهدنا المباراة بكل حماس، وبكل فخر بكم، وبإعجاب بالمستوى التقني الرياضي الذي وصلتم إليه، وشاهدنا المباراة ونحن نشعر بالفخر والسعادة، وشاهدنا بوضوح ماذا تعني كلمة جريح قادر ومتمكن».
ولفت الرئيس الأسد إلى أن برنامج «جريح الوطن» يهدف للوصول إلى جريح قادر ومتمكن، لكن ما جرى خلال البطولة هو أننا لم نرَ الشعار وإنما ما رأيناه هو التطبيق على أرض الواقع، وأضاف: «ما جرى اليوم أعادنا بالذاكرة إلى اللقاءات المختلفة التي جرت مع الجرحى خلال زياراتنا لهم في المدن والقرى في المحافظات المختلفة، وخلال استقبال المتفوقين منهم، فالبعض تفوق في المدرسة والجامعة، والبعض نجح في مهنته، والبعض نجح في تأسيس مشروع، ومنهم من تفوق في الأدب والموسيقا وفي الفنون المختلفة، واليوم في الرياضة، أي إننا رأينا قصص نجاحات متعددة في مختلف المجالات وحضوراً اجتماعياً متميزاً».
وخاطب الرئيس الأسد الجرحى بالقول: «هذا النجاح غير مفاجئ لأن هذا النجاح وفي مختلف المجالات هو انعكاس واستمرار لنجاحكم في القتال والميدان والدفاع عن الوطن»، معتبراً أنه وعلى هذا الأساس فإنه ومهما اشتدت الحرب أو خمدت سيبقى الجريح هو العنوان الأهم بالنسبة للدولة، والأولوية لسبب أساسي هو أن الجريح رمز وقدوة معنوية.
وأضاف: «الجريح هو أنموذج بالوطنية وأنموذج بالإرادة الصلبة وأنموذج بالروح المقاتلة، هو مقاتل في الميدان ومقاتل في السلم، يخوض المعارك في مواجهة الإرهاب، ويخوض المعارك في مواجهة الإحباط، والنتيجة كانت هي انتصار الإرادة وهزيمة الاستسلام، وهذا ما نراه اليوم».
وتابع: «عندما احتاجكم الوطن في معترك الحرب، لبيتم من دون تردد، وعندما احتاجكم في معترك الحياة، أيضاً لبيتم من دون تردد، والوطن بحاجتكم اليوم في حياتكم المدنية كأي مواطن فاعل ناجح ويقدم، وأنتم قادرون على التقديم، لكن الوطن يحتاجكم اليوم في أمر أكثر أهمية وهو أنكم أنموذج للإنسان الذي قهر المستحيل والذي يقدم نفسه لأشخاص آخرين قهرهم الإحباط بدل من أن يحبطوا هم الإحباط، أنتم تقدمون أنموذجاً يقدم نوراً وضياء لأشخاص نفوسهم الداخلية أظلمت، رغم أنه ليس عندهم جزء بسيط من معاناتكم، أنتم تقدمون أنموذجاً بالأمل لأناس تمكن منهم اليأس، أنموذجاً من التحدي لأناس سيطرت عليهم الهزيمة النفسية الداخلية، لذلك نحن اليوم لسنا موجودين بهدف تشجيعكم بالمباراة إنما نحن موجودون لنستمد منكم القوة والشجاعة».
وشكر الرئيس الأسد كوادر «جريح الوطن» على جهودهم الجبارة التي يبذلونها، فأثبتوا أن الجريح قادر ومتمكن عندما تهيأ له الظروف وتفتح له أبواب الفرص المختلفة، وقال: «أعتقد أن ما رأيناه سابقاً وما نراه اليوم، يؤكد أن دعم هذا المشروع، الذي سيتم بشكل أكبر بما ينعكس على الجرحى بمختلف الجوانب ولدفع تقدمهم في كل المجالات المهنية والشخصية بخطوات وقفزات إلى الأمام، إن هذا الدعم ليس بهدف أن يكون الجريح هو مواطن فاعل وناجح، وإنما يجب أن يكون متميزاً بفاعليته، وبما يقدمه لوطنه ومتميزاً بنجاحه كما كان متميزاً في أرض المعركة».