الأولى

عون: ابتداء من آخر الأسبوع المقبل سنشهد بدء إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم … قبضة النظام التركي تترنح شمال سورية وصراع مرتزقته مستمر

| حلب - خالد زنكلو - السويداء - عبير صيموعة

استمر اقتتال مرتزقة النظام التركي ولليوم الثالث على التوالي أمس، في المناطق التي يحتلها شمال سورية، ولتترنح قبضته الأمنية والعسكرية وسط سقوط خسائر بشرية في صفوف المدنيين والإرهابيين.

وتوسعت ساحة المواجهات بين مرتزقة النظام التركي لتشمل أرياف حلب الشمالية والشرقية والغربية، وأدت إلى انقسامات واسعة في صفوفها.

وبدا أن مقتل الناشط الإعلامي «أبو غنوم» يوم الجمعة الفائت، لم يكن سوى تمهيداً لانتفاضة شعبية ضد الاحتلال التركي يؤججها الغضب العارم في نفوس الأهالي الرافضين لوجوده والحانقين من ممارساته القمعية، وقشة قصمت ظهر بعير الخلافات المتفاقمة بين مرتزقة هذا الاحتلال لتصفية الحسابات فيما بينها، من جهة، ومع جيش الاحتلال التركي، من جهة أخرى.

ودخلت ما تسمى «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، على خط المعارك الدائرة في ريف عفرين الجنوبي، لتنحاز إلى جهة طرف في القتال وتقسم صف «أخوة السلاح»، وهدفها مد رقعة نفوذها من إدلب إلى ريف حلب الشمالي، في ظل صمت المشغل التركي ومباركته للاقتتال بغية إضعاف فريق وتقوية آخر والتنصل من تمويل المرتزقة.

الصراع على النفوذ ومناطق السيطرة، أفرز فريقين في صفوف مرتزقة نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، يضم الأول ميليشيات «الجبهة الشامية» أو «الفيلق الثالث» و«جيش الشرقية» و«أحرار الشرقية»، على حين يتبع للفريق الثاني كل من ميليشيات «فرقة الحمزة» و«فرقة السلطان سليمان شاه» و«حركة أحرار الشام»، إلى جانب «تحرير الشام» التي تحالفت معها لقلب كفة التوازنات.

وأفادت مصادر أهلية متقاطعة في جبهات القتال لـ«الوطن»، بأن مسلحي «النصرة» وبمؤازرة «الحمزة» استطاعوا أمس السيطرة على بلدة قرزيحل جنوب غرب مدينة عفرين بـ٥ كيلو مترات بعد اشتباكات مع «الشامية» التي انكفأ مسلحوها عن بلدة ترندة المتاخمة لمدينة عفرين، والتي سقطت على أحيائها قذائف هاون مساء أمس، وبذلك يغدو هدف «النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» الاستيلاء على عفرين، التي احتلها النظام التركي في آذار ٢٠١٨، بعد أن مد نفوذه أول من أمس على بلدة الباسوطة الحيوية وسيطر أمس على بلدة جنديرس جنوب غرب عفرين.

بالمقابل كثّفت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها اعتداءاتها على مناطق في ريف الرقة الشمالي واستهدفت بقصف عنيف محاور التماس مع «ميليشيات قوات سورية الديمقراطية– قسد» بريف عين عيسى ما أدى إلى مقتل أحد مسلحي الأخيرة، وذلك حسبما ذكرت المصادر الإعلامية المعارضة التي أشارت إلى أن «قسد» قصفت بالمدفعية الثقيلة ليل الثلاثاء الأربعاء مناطق سيطرة الاحتلال التركي بريف الرقة الشمالي، وردّت قوات الاحتلال ومرتزقتها بقصف مماثل على مواقع «قسد» في عين عيسى.

على صعيد آخر، أكد رئيس لجنة التسوية بالسويداء العميد ياسر خزام لـ«الوطن» أن العشرات من المطلوبين للخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية وممن غُرّر بهم، والراغبين بتسوية أوضاعهم يتوافدون بشكل يومي إلى مركز التسوية في صالة ٧ نيسان بمدينة السويداء الذي تم افتتاحه قبل أيام تنفيذاً لمرسوم العفو الرئاسي الأخير، موضحاً أن عدد المطلوبين ممن راجعوا اللجنة لتسوية أوضاعهم حتى اليوم تجاوز الـ٩٠٠ مطلوب.

وبرز أمس تصريح سياسي لافت على لسان الرئيس اللبناني ميشال عون الذي كشف وخلال حديث له بخصوص اتفاق ترسيم الحدود البحرية المزمع التوقيع عليه قريباً، عن بدء عودة اللاجئين السوريين ابتداء من الأسبوع القادم، وقال: «ابتداء من آخر الأسبوع المقبل سنشهد بدء إعادة السوريين إلى بلدهم، على دفعات، الأمر الذي يعتبر قضية مهمة بالنسبة إلينا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن