رياضة

قبل الكلاسيكو!

| غانم محمد

سيتحوّل الجمهور السوري اليوم بأكمله إلى الدوري الإسباني، حيث لقاء الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة، وحيث سينقسم شارع الفيسبوك السوري إلى (شاتم أو شامت) وتصل الأمور في أحيان كثيرة إلى القطيعة وأحياناً إلى الإهانة وغير ذلك.

في كرة القدم لا متعة للفرجة دون ميل لفريق على حساب الآخر مهما كانت المناسبة، وهنا من حقّ أي منّا أن يتمنى فوز برشلونة أو ريال مدريد، وأن يحتفل بالطريقة التي يريدها، لكن ليس من حقّه توبيخ الآخر، أو توجيه السباب له، في معركة لا ناقة لنا ولا جمل فيها إلا الفرجة، وبكل أسف فإننا نصطدم بعبارات يخجل الحياء منها، ولا تليق بكثيرين ممن يقولونها.

كلّ طرف من جمهوري الكلاسيكو في سورية جهّز نفسه لكل الاحتمالات، واستحضر عبارات الاحتفال، وجهّز عبارات التبرير في حال الخسارة، بل إن البعض استبق الحدث، وراح يفحّ بين السطور وخلف الكلمات، خشية أن تخونه الكلمات على وقع الحقيقة، و(العاقل) هو الذي يكتفي بالدفاع عن عشقه دون التعرّض للآخرين، فلماذا كلّ هذا الاستفزاز المتبادل، وهل من يطلق هو فعلاً من عشاق كرة القدم؟ لو كان من عشاق كرة القدم لاستمتع بها بغضّ النظر عمّن يقدمها، فالشغف كلٌّ لا يتجزّأ، ونعطي لأنفسنا هامشاً من الانحياز، لكن لا يصحّ ولا يحقّ لنا أن نلغي الآخر عبر مقولات مضحكة معظم الأحيان.

ننتظر الكلاسيكو الإسباني في السنة مرتين، فهل نضيّع متعته بسخافات تقزّم نجماً مثل تشافي هيرنانديز، وتعنّف مدرباً محترماً مثل أنشيلوتي، وتوصف لاعبي الصف الأول في العالم بـ(الجرادين) والحشرات، وبعد أيام قليلة سنحمل صورهم وإعلام بلدانهم ونشجعهم في كأس العالم.. كيف (تظبط) معكم هذه اللوحة، وكيف يمنكم بعثرة التفاصيل بهذا الشكل!؟

شخصياً أعشق أي لعبة حلوة، ولو كانت من فريق حارات، ولا أستطيع أن أصف من أبدع وأطرب بـ(الحيوان) أو غير ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن