دعوة منظمة «العفو الدولية» إلى وقف إعادتهم كلام «وقح وصادم ومسيس» … لبنان يندد بتدخلات جهات خارجية بملف عودة «النازحين» السوريين
| وكالات
توالت ردود الفعل المنددة في لبنان بتدخلات جهات خارجية في ملف النازحين السوريين ولاسيما مسألة البدء بعودتهم إلى بلادهم وفق خطة حكومية وافقت عليها الحكومة السورية، إذ اعتبر رئيس حركة النهج النائب اللبناني السابق حسن يعقوب أن دعوة منظمة «العفو الدولية» إلى وقف الخطة المذكورة كلام «وقح وصادم ومسيس»، بعد ساعات من إدانة وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين مواقف «الدول المانحة» تجاه هذا الملف وتدخل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيه.
وفي تصريح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رأى يعقوب أن «كلام مديرة منظمة العفو الدولية ديانا سمعان وقح وصادم ومسيس، وأن دعوتها لمزيد من التمويل لإبقاء النازحين مرفوض بالمطلق».
وقال «لم يعد مسموحاً التخاذل اللبناني في هذا الملف»، متوجهاً إلى وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال عبد اللـه بو حبيب بالقول: «نصحح إنهم نازحون وليسوا لاجئين!»، وذلك وفق ما نقل موقع «النشرة» الإلكتروني اللبناني.
واتهم يعقوب جمعيات لم يسمها بالسرقة والمتاجرة بالأزمات وسأل: «متى سنعلن سيادتنا في منع تمويل الجمعيات التي تسرق وتتاجر بالأزمات؟».
كلام السياسي اللبناني هذا جاء بعد ساعات من تشديد وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال في مقابلة ضمن برنامج «بانوارما اليوم» على قناة المنار مساء الجمعة، على أن الخطة الحكومية لعودة النازحين «طوعية». وقال «بالشق السياسي الوزارة أتممت كل شيء مطلوب منها»، وكشف أن «هناك التزاماً على مستوى رئاسة الجمهورية ووزارة الداخلية ووزارة البيئة والإدارة المحلية في سورية والمعنيين بهذا الملف».
وقال: إن «رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد قدم التسهيلات اللازمة، وكان يتكلم بكل ثقة»، مذكراً بأن هناك «بروتوكولاً روسياً يتضمن دعماً بسلة غذائية للنازح وللعائلة ودعماً للبنى التحتية للبلدات والقرى حيث النزوح وكل المستلزمات الأخرى المرافقة».
وخلال حديثه أعاد شرف الدين تأكيد أنه «من جانبنا نحن ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون نعتبر أنفسنا مكملين لبعضنا، وكذلك الأمر مع وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم نحن واحد مكمل»، مشيراً إلى أن «اللواء إبراهيم الذي يتولى الملف شخص عصامي ونظيف الكف ومستقيم ولا يهاب أي ضغوط داخلية أو خارجية، وقد وضعنا في تصرفه كل موظفي الوزارة».
وأدان شرف الدين «مواقف الدول المانحة والتبخيس بهذا الملف وتخويف النازحين من العودة»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «لبنان لم يوقع على اتفاقية 1951 في الأمم المتحدة، ونحن لسنا ملزمين بالتنسيق مع الأمم المتحدة إذا أخذنا قراراً مع الدولة السورية لإرجاع هؤلاء النازحين إلى بلدهم لأنهم ليسوا بحاجة لحماية دولية، وحتى بروتوكول 1976، وتدخل المفوضية بهذا الشأن هو مدان كلياً».
وجدد شرف الدين تأكيد تدخل دول بعينها في ملف النازحين السوريين عبر مسؤولين لبنانيين مقابل حفاظ الأخيرين على مصالح شخصية، مشيراً بهذا الصدد إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالقول: إن رئيس وزراء يملك مصالح ومكاتب واستثمارات في الخارج لا يمكن أن يكون في هذا الموقع، لأنه سيتعرض لإحراج كبير، حيث يصبح هناك خطر وعلامات استفهام على مصالحه خاصة إذا لم يمتثل لتمنيات السفارات ومنها الأميركية والبريطانية، وهذا سبب الخلاف معه، وهذا ما ظهر عندما أتت التعليمات من الخارج بشأن ملف النازحين الحساس.
هذه المواقف جاءت بعد دعوة نائب مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية لبنان إلى «وقف خطة إعادة اللاجئين السوريين»، وذلك بعد إعلان الرئيس اللبناني الأربعاء الماضي أنه «ابتداء من آخر الأسبوع المقبل سنشهد بدء إعادة السوريين إلى بلدهم، على دفعات، الأمر الذي يعتبر قضية مهمة بالنسبة إلينا».