سورية

محافظ إدلب لـ«الوطن»: الإذن عبر النافذة الواحدة و1400 عائلة سجلت أسماءها مبدئياً … أهالي «معرة النعمان» يبدؤون رحلة العودة إلى مدينتهم بعد تطهيرها من الإرهاب

| حلب- خالد زنكلو

بدأ أهالي معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي رحلة العودة إلى مدينتهم التي طهرها الجيش العربي السوري من مخلفات الإرهاب، وشهد اليوم الأول أمس إقبالا جيداً وملحوظاً من الأهالي الذين أطلقوا الأهازيج والزغاريد، وأعربوا عن فرحتهم العارمة بالعودة إلى منازلهم التي هجروا منها على يد الإرهابيين قبل نحو 9 سنوات.

وأعرب الأهالي العائدون عن عزمهم تأهيل منازلهم ومحالهم التجارية في مدينة أبي العلاء المعري لإعادة الحياة إليها كي تنبض بالحياة كسابق عهدها، في وقت أطلقت فيه محافظة إدلب معاول إعادة إعمار المدينة كحاضرة لريف إدلب الجنوبي وأهم مدن الشمال السوري.

ومنذ الصباح أقلت الحافلات الخضراء سكان المدينة المهجرين، وذكر بعضهم لـ«الوطن» أنه لو توافرت وسائل النقل الكافية لعاد أضعاف الأهالي إلى مدينتهم ومساكنهم التي يتلهفون لرؤيتها ومعاينتها بغية تجهيزها للسكن والإقامة فيها بشكل دائم.

وفي تصريح لـ«الوطن»، توقع محافظ إدلب ثائر سلهب، أن يكون الإقبال جيداً «وعلى أحسن ما يرام نتيجة رغبة الأهالي بعودتهم إلى مدينتهم التي طهرت من دنس الإرهاب ومخلفاته، والذين سيعيدون بناء مدينتهم ذات الإرث الحضاري والتاريخي والاقتصادي».

وعلى صعيد إعادة إعمار البنية التحتية، أشار سلهب إلى أن «المحافظة بدأت المرحلة الأولى من الإعمار بإزالة الأنقاض من شوارع المدينة، وهناك دراسات لمشروع المياه، حيث تمتلك المدينة شبكة مياه جيدة لكن تحتاج إلى تجريب لإصلاح أي خلل يظهر فيها»، موضحاً أنه «سنمد المدينة بأقرب ما يمكن بالمياه، ولدينا دراسة لموضوع الكهرباء أيضاً التي ستعود قريبا».

ولفت إلى أن هناك اهتماماً كبيراً من القيادة بمعرة النعمان «التي يجب أن تعود إلى مكانتها المعهودة، كما أن هناك دراسة لتأهيل 4 مدارس مباشرة، إضافة إلى الاستعداد في المستقبل لتأهيل كل المدارس، وسنتعاون مع الحكومة أو مع المنظمات الدولية لإعادة تأهيل فرن المدينة الآلي».

وعن الثبوتيات المطلوبة من الأهالي لعودتهم إلى المدينة، أشار محافظ إدلب إلى أن إذن العودة «يتطلب فقط صورة هوية وإثبات الملكية لينطلق المواطن إلى بيته، والتقديم في النافذة الواحدة داخل المركز الذي تم إعداده لهذه الغاية، ليقدم المواطن أوراقه في مكان واحد وغرفة واحدة لأخذ إذن بالعودة».

رضوان حمو من أهالي المدينة، والذي عاد مع 10 من أفراد أسرته، قال لـ«الوطن»: فرحتي كبيرة جداً بعودتي إلى المدينة التي اشتقت إليها ولا تعادلها أي بلاد بعدما عاد الأمن والاستقرار إليها، ونشكر القيادة الحكيمة والسيد الرئيس بشار الأسد على هذه المكرمة بالسماح بعودتنا، والشكر الجزيل للجيش العربي السوري الذي قدم تضحيات من أجل استعادة مدينتنا».

وتوقع حمو تضاعف أعداد العائدين إلى المدينة خلال اليومين المقبلين «حيث لم تتوافر أعداد كافية من الباصات لتقل الراغبين بالعودة في أول يوم، والذين أتوقع أن تصل نسبتهم إلى 70 بالمئة من أبناء المدينة بالمستقبل».

ورجحت رانيا كبتاوي عودة جميع الأهالي إلى معرة النعمان «في حال توافرت الموارد اللازمة والظروف المناسبة لعودتهم، بسبب تعلقهم بمدينتهم وحبهم وإخلاصهم لبلدهم سورية.. والله يحمي لنا سيد الوطن يا رب».

بدوره، شكر جمال جدي كل من أسهم بعودة مهجري المدينة إليها «وفي مقدمتهم صاحب المكرمة السيد الرئيس بشار الأسد، وأتمنى أن يعم الخير والأمان على جميع ربوع بلدنا سورية»، وتوقع عودة نصف سكان المدينة مستقبلاً»، وأكد أنه جاء للاستقرار في بيته مع أفراد أسرته المكونة من 5 أشخاص.

رئيس مجلس مدينة معرة النعمان محمد عبد الباسط حمزة الربيع، أوضح لـ«الوطن»، أن مجلس المدينة يعمل حالياً على إزالة الأنقاض من الشوارع «أما الدوائر الرسمية الخدمية فكلٌّ في مجال عمله يعمل على إعادة المياه والكهرباء والفرن الآلي والصرف الصحي إلى المدينة»، وكشف عن أن 179 عائلة عادت أمس إلى المدينة من أصل 1400 عائلة سجلت أسماءها مبدئياً للعودة إلى معرة النعمان وأن العدد في ازدياد «وأتوقع عودة 20 ألف شخص إلى المدينة خلال 15 يوماً، كأدنى حد من أصل عدد سكان المدينة البالغ 120 ألف نسمة».

وحررت وحدات الجيش العربي السوري مدينة معرة النعمان الإستراتيجية بريف إدلب الجنوبي من الإرهاب في كانون الثاني 2020 بعد اشتباكات عنيفة مع التنظيمات الإرهابية وتكبيدها خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن