الأولى

الأمانة السورية للتنمية تدخل أسواق حمص التراثية لاستكمال خطط ترميمها وتنميتها … بين حلب وحمص.. خيوط الحرير تحكي قصة ترميم الأسواق القديمة

| الوطن

دخلت الأمانة السورية للتنمية لاستكمال خطط ترميم أسواق حمص التراثية، وذلك بعد أسابيع من العمل الميداني المشترك مع محافظة حمص ومجلس مدينة حمص وغرفة تجارتها وغرفة صناعتها والفعاليات الاقتصادية بحمص ولجنة الأسواق ومديرية الآثار وخبراء مختصين.

واستعرض المدير التنفيذي في الأمانة شادي الإلشي خلال ورشة عمل ضمّت جهات حكومية وأهلية ولجنة الأسواق التراثية يوم الخميس الفائت، نتائج المسح الدقيق للوضع الراهن لجميع الأسواق التراثية ومحالّها، كمنطلق لاستكمال خطط الترميم والتنمية التي ستطول أسواقها الخمسة عشر بشكل تتابعي.

وحسبما جرى التوافق عليه بين المعنيين خلال الورشة، فإن العمل على ترميم أسواق مدينة حمص القديمة التراثية، سيبدأ انطلاقاً من أكبر محاور تلك الأسواق وهو محور سوق الصاغة بـ136 محلّاً، وخان القيصرية، وهو الخان الوحيد في المدينة القديمة، إضافة إلى سوق المعرض المعروف شعبياً باسم «العطارين» وسط المدينة القديمة، كما تم أيضاً تحديد الاحتياجات وآليات العمل.

وكانت أعمال ترميم أسواق حمص القديمة بدأت في عام 2016، لكنها توقفت عام 2019 بعد تنفيذ جزء كبير من عمليات ترحيل الأنقاض، وترميم 36 بالمئة من محال الأسواق الخمسة عشر التي تمتد على مساحة 45 ألف متر مربع، وتضم نحو ألف محل تجاري، جزء غير قليلٍ منها ما زال مهدَّماً أو متضرراً أو غير جاهز للعمل، وما زالت الأسواق تعاني من عودة خجولة لتجارها وسكانها، وبالتالي للحياة الاجتماعية الحيوية التي عرفت بها، والحركة النشطة لتجارتها، والذي لا يأتي من دون العمل وفق إستراتيجيات تستهدف إعادة إحياء هذه الأسواق التراثية بمكوناتها الاجتماعية والاقتصادية والتنموية.

وخلال الحرب تعرضت الكثير من المدن الأثرية ومنشآتها للدمار، كما تم تدمير العديد من المباني التاريخية والأسواق التراثية في مدينة حمص القديمة، وهي إحدى المدن السورية الأثرية المُصنفة كتراث ثقافي، وعانت من ويلات الحرب التي دفعت العديد من سكانها إلى ترك بيوتهم، وكبار تجارها إلى إغلاق محالهم، وصغار الكسبة إلى مواجهة التحديات الاقتصادية لوحدهم بعيداً عن السوق الذي بدؤوا حياتهم العملية فيه.

ومازالت تجربة الأمانة السورية للتنمية مستمرة وجارية في الأسواق التراثية بمدينة حلب القديمة، في ترميم تلك الأسواق خطوةً تلو أخرى، وسوقاً بعد سوق، وفي حمص تتطلبُ حالةُ الأسواق القديمة جهودَ الأمانة السورية للتنمية ومنهج عملها الذي يقوم على المشاركة الحقيقية مع كل الجهات الرسمية والمدنية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن