ثقافة وفن

مؤسسة «وثيقة وطن».. تطلق كتاباً عن رحلة كفاح الشهيد مدحت الصالح … شعبان: عملنا هو استكمال لمسيرة المقاومين والأسرى وضباط وجنود الجيش في حماية هذه الأرض

| سارة سلامة - تصوير: طارق السعدوني

في ذكرى استشهاده الأولى ارتأت مؤسسة وثيقة وطن أن تخلد ذكرى الراحل الأسير المحرر الشهيد مدحت الصالح ابن الجولان العربي السوري الذي قضى اثنى عشر عاماً في سجون الاحتلال العنصري ثم استشهد برصاص العدو الإسرائيلي في منزله في عين التينة.

وبينما أقامت المؤسسة ندوة خاصة في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق بحضور وزير الزراعة محمد حسان قطنا والسفير الفلسطيني سمير الرفاعي وعدد من الدبلوماسيين وبعض المناضلين الأسرى المحرريين من جولانيين وفلسطينيين وحشد كبير من الإعلاميين والمثقفين والمهتمين، أطلقت خلالها كتاباً يجسد رحلة كفاح مدحت الصالح وعرضت فيديو خاصاً عنه يضيء على نقاط من مشاركته روايته وما جرى معه في تفاصيل الأسر ومقارعة الاحتلال، وعرضت مؤسسة وثيقة وطن في بداية اللقاء فيلماً خاصاً عن جهودها وإسهامها في حفظ الذاكرة الوطنية من الضياع أو التشويه أو التزوير، وإسهامها في كتابة التاريخ السوري المعاصر بأيادٍ سورية، وصناعة رأي عام حول حقيقة الأحداث الكبرى.

نفحات من داخل السجون

وفي كلمة لها قالت رئيس مجلس أمناء مؤسسة «وثيقة وطن» الدكتورة بثينة شعبان: إننا «نجتمع اليوم بالذكرى الأولى لاستشهاد مدحت الصالح، كي نتشاطر معكم ما رواه لوثيقة وطن عن قصص الإباء والعزة وما أضاء لنا به من نفحات من داخل السجون الإسرائيلية الظالمة والمظلمة، في هذا التوقيت الذي تعاني به الأمة من كبوة بعد إشغال الدول العربية الأساسية بحروب مخططة وممولة من أعداء هذه الأمة، نلجأ إلى الذاكرة المؤمنة بالأرض والدفاع عنها مهما غلت الأثمان ومهما طال الزمان وفي هذا التوقيت الذي اخترق الوهن بعض الصفوف نستذكر من لم تلن لهم عزيمة ولم تضعف لهم شتيمة رغم طول العذاب وأبعاد الجريمة المرتكبة بحقهم في هذا التوقيت وجدت المؤسسة أن إحدى وسائل رص الصفوف وتجذير الإيمان بالحق والقضية والثبات هي أن ننقل إليكم ومضات من مقابلات مع الأسير المحرر مدحت الصالح».

استكمال لعمل المقاومين

وفي تصريح للصحفيين بينت الدكتورة بثينة شعبان أنه «في الذكرى السنوية الأولى للشهيد مدحت الصالح الذي كان في سجون الاحتلال لمدة اثنى عشر عاماً، وقد وثقت وثيقة وطن معه 7 جلسات و12 ساعة قبل استشهاده، حيث كان حريصاً أن يعطي هذه الشهادات في سرعة من أمره، وكأنه كان يشعر بأن لا وقت لديه، نحن في وثيقة وطن نشعر أن عملنا هو استكمال لعمل المقاومين والأسرى وضباط وجنود الجيش العربي السوري في حماية هذه الأرض، لأننا حينما نسجل تاريخهم ونتركه للأجيال فنحن نضيء دروب هذه الأجيال من أجل المقاومة، ومن أجل التمسك بالحق ومن أجل عدم المهادنة مع العدو الصهيوني، أيضاً كي نكتب تاريخنا بأيدينا وكي لا نسمح لعدونا بأن يشوه هذا التاريخ وأن يشوه ما قامت به هذه الشخصيات من بطولة وإباء واعتزاز بالأرض والعروبة والمستقبل، ونحن نعمل على أن تبقى إرادة المقاومة مستمرة إلى الأبد حتى تتحرر كل ذرة تراب من أرضنا العربية».

الوطن المقدس

وفي كلمة لها بينت زوجة الشهيد هدية أبو زيد أن «سلاماً وإجلالاً لأرواح الشهداء المقدسة الطاهرة الدماء التي قدمت فداء لوطن عشقناه منذ نعومة أظفارنا، لوطن رسمناه في قلوبنا وأحلامنا قبل أن تراه عيوننا إنه الوطن المقدس الذي لا نحلم ببديل عنه، ولا نرضى إلا بعلمنا العربي السوري كفناً لأجسادنا، فهذا ما تربينا عليه في جولاننا المحتل، حيث كنا نصنع من قنابل الاحتلال كرات للعب ومن أسلاكه الشائكة حدائق لزرع الورود وكيف كنا نقوم بخياطة علمنا العربي السوري بمهارة عالية ونزين دفاترنا المدرسية بالشعارات الوطنية وكانت الفرحة الكبرى عندما نقوم برفع العلم العربي السوري بوجه جنود الاحتلال نعم إنها بداية الانتصارات انتصار الإرادة وحب وطننا وانتمائنا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن