رياضة

أهواء متقلبة

| غسان شمه

بعد أقل من سنة على استلام تشافي للجهاز الفني لفريق برشلونة، مازال هذا الأخير يعيش حالة من عدم الاستقرار، وخاصة على الصعيد الأوروبي، وهو على وشك مغادرة دور المجموعات، وموسمه الماضي كان صفرياً، ويتعرض تشافي لضغط كبير، على الرغم من صدارة الدوري قبل اللقاء بالملكي أمس وبغض النظر عن نتيجته، ما دفعه للتصريح بأن الخسارة قد تكون حاسمة في التفكير باتخاذ قرار المغادرة.

أمام ذلك كله يخرج رئيس نادي برشلونة لابورتا معلناً تجديد ثقته بالجهاز الفني والمدرب تشافي، ويقول إن فريقه ما زال في طور الإعداد. كما يشير في الوقت نفسه إلى أن نتائج الفريق، في دوري الأبطال، لم تكن على قدر الطموحات، ومع ذالك بانتظار الأفضل..

هذه التصريحات، وهذه الثقة، تضعنا في مواجهة مع العقلية الاحترافية التي تنم عن إدراك واقع، وفسح الفرصة أمام الجهاز الفني ليأخذ وقته في تقديم كل ما لديه. وإذا ما حاولنا المقارنة، مجرد مقارنة نظرية عابرة، بما يجري في أنديتنا «المحترفة» فإن العجب العجاب هو أقل ما يصيبنا من مشاعر تجاه الطريقة التي تعامل بها، بعض الأندية مدربي فرقها المشاركة في الدوري الممتاز، فبعد أربع مراحل تمت إقالة أربعة مدربين، بحجة النتائج، ومنهم من تمت إقالته بعد مرحلتين، وتعددت الأسباب لكن النتيجة واحدة.. وعند طرح السؤال الطبيعي والمنطقي إزاء هذه الحالة: هل أخذ المدرب فرصته؟ ستكون الإجابة بالنفي..

ثمة أسئلة نرى ضرورة طرحها: فهل المشكلة تتعلق بأداء المدربين فقط؟ وهل ضغط النتائج هو ما يدفع تلك الإدارات لإقالة مدربها بعد مرحلتين أو ثلاث؟ وما مدى القناعة التي جعلت إدارة النادي تتعاقد مع هذا المدرب أو ذاك؟ وهل من المنطقي أن تتزعزع تلك القناعة بهذه السرعة؟

حقيقة إن الأسباب جميعها تبدو وصفاً للصورة التي يتم فيها العمل واتخاذ القرار، وهي صورة تفتقد لمعنى ومبنى المفهوم الاحترافي بكل بساطة ووضوح، وخاصة أن معظم مدربينا لا توجد بينهم فروق كبيرة على مستوى الأداء والعطاء الفني، وغالباً ما تشكل نوعية اللاعبين، داخل الفريق، الميزان الحقيقي لنتائجه.. وهي قصة تتكرر كل موسم، وباعتقادنا أنها مرشحة للاستمرار بسبب البحث السريع عن نتائج ترضي الجمهور قبل البناء الصحيح الذي يحتاج لإمكانيات مادية غير متوافرة للكثير من فرقنا، إضافة إلى قلة اللاعبين المميزين الذين استأثرت بهم عدة فرق مقتدرة..

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن