عربي ودولي

المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني يفتتح أعماله بحضور 2300 مندوب يمثلون أكثر من 96 مليون عضو … الرئيس شي: مسألة تايوان شأن داخلي ونعارض الهيمنة والقوة الغاشمة

| وكالات

أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال افتتاح أعمال المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني أمس الأحد، أن الحزب سيطبق منهاجه الشامل لحل مسألة تايوان في العصر الجديد، مشدداً على السعي إلى إعادة التوحيد السلمي، دون التخلي عن اللجوء إلى القوة، مع الاحتفاظ بخيار اتخاذ جميع التدابير اللازمة في هذا الشأن، موضحاً أن الحزب يدافع بحزم عن التعددية في العلاقات الدولية ويعارض بشدة سياسة الهيمنة والقوة الغاشمة.
ونقلت وكالة «شينخوا» عن شي جين بينغ قوله في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر: «إن مبدأ دولة واحدة ونظامين عمل مبتكر عظيم للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وإنه يعتبر أفضل ترتيب مؤسسي للحفاظ على الازدهار والاستقرار الطويل الأمد في هونغ كونغ وماكاو بعد عودتهما إلى أحضان الوطن الأم»، مضيفاً: «لا بد لنا من التمسك بهذا المبدأ على المدى الطويل».
وتابع: «في مواجهة الاستفزازات الخطيرة من القوى الانفصالية المؤيدة لاستقلال تايوان، والتدخل من القوى الخارجية، كافحنا بحزم ضد الانفصالية والتدخل، وأظهرنا عزمنا القوي وقدراتنا الواسعة على حماية السيادة الوطنية وسلامة أراضي تايوان ومعارضة استقلال تايوان».
وشدد شي جين بينغ على أن حل مسألة تايوان من شأن الصينيين أنفسهم، ويتعين أن يقرروه بأنفسهم، مضيفاً إن عجلة التاريخ لتوحيد الوطن ونهضة الأمة تندفع إلى الأمام، قائلاً: «لا بد أن يتحقق التوحيد التام للوطن الأم، وسيتحقق بكل تأكيد».
وأشار الرئيس الصيني إلى أن الحزب الشيوعي يرى من الضروري تسريع عملية تحويل البلاد لقوة عالمية رائدة من حيث تطوير تقنيات التصنيع واستكشاف الفضاء والنقل والشبكات وجودة المنتجات.
وقال: «يجب أن نستمر في إعطاء الأولوية لتعزيز التنمية عالية الجودة، والجمع بشكل عضوي بين تنفيذ إستراتيجية توسيع الطلب المحلي وتعميق الإصلاحات الهيكلية في قطاع التوريد..ومن الضروري تسريع إنشاء نظام اقتصادي حديث والتركيز على تحسين الإنتاجية الإجمالية لعوامل الإنتاج وتعزيز مرونة وأمان سلاسل الإنتاج والإمدادات»، واصفاً الفساد بأنه سرطان يهدد الحزب.
كما شدد على ضرورة تعزيز وتطوير القطاع العام للاقتصاد، وتشجيع ودعم وتوجيه تنمية القطاع الخاص، والكشف عن دور السوق في توزيع الموارد، وإظهار دور السوق بشكل أكثر فاعلية، قائلا: «من الضروري تشكيل نظام إنتاج حديث، وتعزيز نوع جديد من التصنيع، وتسريع تحول الصين إلى قوة عالمية رائدة من حيث تطوير تقنيات التصنيع والفضاء والنقل والشبكات وكذلك جودة المنتجات».كما شدد شي على ضرورة «تسريع خلق صين رقمية».
وأشار شي جين بينغ إلى ضرورة ترسيخ المكانة الريادية للصناعات التنافسية، وتسريع العمل لتعويض النواقص في المجالات المتعلقة بأمن الدولة وتنميتها، وزيادة القدرة على ضمان توفير الموارد المهمة إستراتيجياً».
ونوه الرئيس الصيني بأن الصين شهدت طفرة تاريخية في قوتها الاقتصادية على مدى السنوات العشر الماضية.
وأوضح شي جين بينغ أن إجمالي الناتج المحلي للبلاد ارتفع من 54 تريليون يوان إلى 114 تريليون يوان (نحو 16 تريليون دولار أميركي) خلال العقد الماضي، وشكلت نسبة حجمها الاقتصادي الإجمالي 18.5 بالمئة من الاقتصاد العالمي، بزيادة 7.2 نقاط مئوية، وتبوأت المركز الثاني عالمياً بصورة ثابتة.
وأضاف إن معدل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد ارتفع من 39800 يوان إلى 81000 يوان.
وقال شي جين بينغ: إن «الصين تتبوأ المركز الأول عالمياً في إنتاج الحبوب، كما يعتبر قطاع الصناعات التحويلية فيها الأكبر عالمياً، كما هو الحال بالنسبة لاحتياطيها من النقد الأجنبي».
ووعد شي بزيادة رفاهية الشعب ورفع جودة معيشته، قائلاً: «الدولة هي الشعب والشعب هو الدولة، يقود الحزب الشيوعي الصيني الشعبَ للاستحواذ على السلطة والحفاظ عليها، هادفاً إلى الحرص على نيل تأييد الشعب له».
وأشار إلى أن السعي لسعادة الشعب هو المطلب الجوهري لبناء الحزب من أجل المصلحة العامة وممارسة الحكم لخدمة الشعب، ومن الضروري التمسك بضمان وتحسين معيشة الشعب خلال عملية التنمية، والدعوة إلى الكفاح المشترك من أجل خلق حياة سعيدة، وتحقيق تطلعات الشعب إليها بصورة مطردة.
وشدد الرئيس الصيني على أنه سوف يتم التمسك بمبدأ «مكسب أكثر لمَنْ يعمل أكثر»، والتشجيع على تحقيق الرخاء اعتماداً على العمل الدؤوب»، مضيفاً: «نعزز تكافؤ الفرص، لزيادة أجور ذوي الدخل المنخفض وتوسيع حجم الفئة المتوسطة الدخل».
وأكد أن الحزب الشيوعي الصيني، يدافع بحزم عن التعددية في العلاقات الدولية ويعارض بشدة سياسة الهيمنة والقوة الغاشمة، قائلاً: «ندافع بحزم عن النزاهة والعدالة في العلاقات الدولية، وندافع عن التعددية الحقيقية ونمارسها، ونتخذ موقفاً واضحاً ضد الهيمنة وسياسة القوة».
وشدد الرئيس الصيني التزام بكين في سياستها الخارجية المتمثلة في صون السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، والسعي إلى دفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
ودعا شي جين بينغ بلدان العالم بصدق وإخلاص إلى ترقية القيم المشتركة للبشرية جمعاء والتي تشمل السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، وتعزيز التفاهم والمحبة بين شعوب مختلف الدول، مؤكداً على تحديات غير مسبوقة يواجهها المجتمع البشري.
وأكد شي أن الصين لن تسعى وراء الهيمنة أبداً، ولن تنخرط في التوسع الخارجي أبدا، وقال: «إن الصين تعمل أيضاً على تعزيز التضامن والتعاون مع سائر الدول النامية وحماية مصالحها المشتركة، متمسكة بمفهوم «الإخلاص والصدق والإخاء والصراحة»، ووجهة النظر الصحيحة إلى العدالة والمنفعة.
ولفت شي جين بينغ إلى أن الصين تعمل على الالتزام بالاتجاه الصحيح للعولمة الاقتصادية، ودفع عملية تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار، وتحفيز التعاون الثنائي والإقليمي والمتعدد الأطراف، وتعزيز التنسيق الدولي بشأن سياسات الاقتصاد الكلي، لتهيئة بيئة دولية مؤاتية للتنمية وإنماء زخم جديد للتنمية العالمية بصورة مشتركة.
وأشار الرئيس الصيني إلى أن العالم قد وصل إلى مفترق طرق في مسيرة تاريخية مرة أخرى، حيث يتوقف اتجاه سيره على خيار شعوب دول العالم.
وانطلقت أمس الأحد، أعمال المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني، في قاعة الشعب الكبرى ببكين، والذي سيمتد من 16 إلى 22 الشهر الحالي، حيث سينتخب خلاله ما يقرب من 2300 مندوب من جميع أنحاء الصين، يمثلون أكثر من 96 مليون عضو في الحزب الشيوعي الصيني، وهم المندوبون الذين يمثلون جميع مناطق الصين في القيادة العليا للحزب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن