سورية

معتقلة في سجون إرهابيي أردوغان: تعذيب مستمر ومقبرة جماعية لدفن المتوفين

| وكالات

كشفت معتقلة سابقة في سجون قوات الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيين في مدينة عفرين المحتلة بريف حلب الشمالي، عن تعرض السجناء من أطفال ونساء وشبان في تلك السجون إلى تعذيب نفسي وجسدي مستمر بواسطة الكهرباء، مؤكدة أن كل معتقل يحوي مقبرة جماعية يدفن فيها المعذبون بعد قتلهم نتيجة تأزم وضعهم الصحي.
وتحدثت فتاة عفرينية تدعى لونجين محمد خليل عبدو التي وصلت منذ بضعة أشهر برفقة عائلتها إلى فرنسا، عن اعتقالها مع والدها محمد خليل عبدو وشقيقتها روجين في حزيران 2018 بمنطقة عفرين، على يد مخابرات النظام التركي حيث بقيت معتقلة بما تعرف بسجون الـ«ميت» التابعة لقوات الاحتلال التركي ومرتزقته مدة عامين و7 أشهر وأطلق سراحها في كانون الأول 2020، وذلك حسب ما ذكرت شبكة «رووداو» الكردية العراقية.
وقالت لونجين: «تعرضنا لضغوط كبيرة في سجون المخابرات التركية، فقد أصدقاؤنا حياتهم بسبب التعذيب والجوع»، وأضافت: «قضينا فترة طويلة وصعبة في تلك السجون، سجونهم كانت متشابهة وتقبع تحت الأرض، وتملؤها الحشرات، بشكل لا يتصوّره العقل».
وعقب احتلال القوات التركية بالتعاون مع مرتزقتها الإرهابيين منطقة عفرين في آذار عام 2018، هاجر قسم كبير من السكان الأصليين في المنطقة، فيما تعرض الباقون، أغلبيتهم من كبار السن، للاضطهاد والاعتقال والاختطاف والقتل.
وروت لونجين حيثيات تعذيبهم من سجّانيهم، وأكدت أنهم كانوا في البداية معتقلين لدى استخبارت النظام التركي، ثم تم تسليمهم إلى ميليشيا «فرقة الحمزات».
وأوضحت أنهم بقوا قرابة 8 أشهر في تعذيب مستمر، منه الجسدي بواسطة الكهرباء إلى جانب النفسي، كاشفة أنه في كل معتقل كانت هناك مقبرة جماعية للمعذّبين، وأحد تلك الأمثلة، هو صديق لها يدعى كاوا، كان برفقة والدها في «سجن الزراعة» والذي «بعد تأزم وضعه الصحي، قتلوه ودفنوه هناك».
لونجين التي سجنت برفقة مجموعة من النساء، لفتت إلى أن السجّانين «لم يفرّقوا في تعاملهم بين النساء والرجال»، وبيّنت أن عدد النسوة اللاتي كن معها قبيل خروجها بلغ «27 امرأة و7 أطفال»، مؤكدة أنهم لم يتلقّوا أي رعاية صحية طوال فترة الاعتقال، وحتى إن احتياجات الأطفال كانت ضئيلة للغاية وغير كافية.
إضافة لذلك وحسب لونجين، لم يكن المسجونون على تواصل مع ذويهم للتعاقد مع محامٍ من أجل الدفاع عنهم، كما أوضحت أنهم لم يمثلوا أمام أي محكمة وقضاة خلال تلك الفترة.
ووفق لونجين، فإنه كان يتناوب على تعذيب النساء 3 من مسلحي المرتزقة، الأمر الذي يدفع بعضهن إلى محاولة الانتحار والإضراب عن الطعام، سعياً منهن للحصول على الحرية.
ومنذ الثلاثاء الماضي تشهد مناطق سيطرة مرتزقة النظام التركي في شمال سورية اقتتالاً بينها على خلفية مقتل «الناشط» الإعلامي الملقب «أبو غنوم» مع زوجته الحامل من إرهابيين، ليتوسع فيما بعد ويشمل أرياف حلب الشمالية والشرقية والغربية.
وحسب لونجين، فإن الاقتتال الذي جرى في عفرين، ساهم في فرار بعض السجناء مما يعرف بسجن «معراته»، مؤكدة أن قرابة 170 سجيناً استطاعوا الهروب، وأن قسماً من الفارّين ألقي القبض عليهم مرة أخرى.
وبلغ عدد السجناء الذين استطاعوا الفرار من سجن معراته «104 رجال و4 نساء»، وفق لونجين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن